في الوقت الذي يفرض فيه العديد من دول العالم قيوداً مشددة على حركة السكان داخل المناطق، بعد أن أغلقت مدن عديدة في سائر أنحاء العالم المجمعات التجارية والمطاعم والمدارس والجامعات والملاعب الرياضية وساحات الترفيه، تتصاعد وتيرة الأرقام حول الإصابات بفيروس كورونا المستجد يوماً بعد يوم، لتقترب من 382.108 حالة حول العالم، ما دفع بالحكومات إلى اتخاذ إجراءات لمنع انتشار هذا المرض، مثل الحجر الصحي ومنع التجول وغيرهما من الإجراءات الوقائية.
وخضعت البلدان أجمع للنظام الزمني العالمي الجديد الخاص بـ "كورونا"، الذي أطبق قبضته على البلدان وسلب العالم أجمع صخبه، وأجبره على تخفيف تحركاته وهرولته. فباتت الشوارع خالية والمدن الكبرى مهجورة، وامتلأت البيوت بساكنيها من جديد ولفترة مفتوحة، مما يعني أربعا وعشرين ساعة من المشاركة اليومية لأفراد الأسرة الواحدة من دون أي فرصة للخروج من تلك الجدران، في تراجع لم تشهده البشرية من قبل، ليأتي السؤال الأهم هنا "ماذا سيفعل الأطفال في كل هذا الوقت؟".
هنا بادر العديد من مراكز تعليم الأطفال منذ فرض الحجر المنزلي الصحي إلى بث مهارات تعليمية وترفيهه من خلال منصاتها الرقمية لاستثمار وقت الأطفال وتنمية مواهبهم وقدراتهم في مختلف المجلات.
منيرة المخلفي، المدير التنفيذي لبرنامج المبادرات المجتمعية لمهارات الأطفال، تصف البرنامج في حديثها إلى "اندبندنت عربية" بأنه "برنامج تفاعلي يحمل أهدافا سامية تهدف إلى استغلال أوقات فراغ الأطفال، وصقل مواهبهم وتغذيتهم ببعض من المهارات الحياتية التي بالطبع ستفيد هؤلاء الصغار. جميع تلك الأنشطة المقدمة لهم تتطلب أدوات بسيطة ومهارات عالية تستهدف استخراج الطاقات الإبداعية في ابتكار مجسمات تستلزم منهم التلوين والرسم واستخدام الخامات الورقية".
ويهدف البرنامج إلى تنمية وصقل مهاراتهم وإتاحة الفرصة لهم ولأسرهم لممارسة هواياتهم، وتعد الأنشطة الترفيهية والتعليمية من أفضل الأساليب المتطورة التي تمنح الأطفال الفائدة، وتنمي لديهم مهارات ترفع من كفاءتهم العقلية والعلمية، كما يسهم النشاط اليومي خلال فترة الحجر في تشجيع الأطفال ومساعدتهم على تنمية مهارات التعليم الذاتي وحرية الفكر.
قوبلت هذه المبادرة بإعجاب وترحيب من الأمهات بحسب القائمين عليها، فشاركت الأمهات معهم في المنظومة الترفيهية بمجموعة من الأفكار الفاعلة في إدارة وقت أبنائهن بجدول يومي بمهام محددة، وبعد أن ينجز الأطفال أعمالهم تتم مشاركتها عبر كل المنصات والتطبيقات الخاصة بالبرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي كالمذاكرة والتعليم في المدراس الافتراضية والمشاركة في البرامج التعليمية والترفيهية عن بعد لاكتساب أطفالهن مهارات جديدة وألعاب متنوعة لتجنب الشعور بالملل.
وقبل يوم قُدم للأطفال نشاط تعلم صنع الروبوت الورقي، وشاركت الطفلة ديم العمر"اندبندنت عربية" ما قامت بتنفيذه من نشاط ورقي، وتتزامن الأنشطة التعليمية مع عدد من الأنشطة الفنية والثقافية والأدبية التي تنمي روح الإبداع، وترفع المستوى الفكري والثقافي لدى الأطفال، إذ يمكن للأطفال طرح الأسئلة والنقاش مع مدربيهم بشكل مباشر حول الأنشطة كافة المقدمة لهم.