دافعت عيادة صحية خاصة تبيع عبر الإنترنت عُدّة يمكن استعمالها في المنزل لاختبار الإصابة بفيروس كورونا، عن قرارها رفع تكلفة هذه الأدوات إلى ثلاثة أضعاف مستواها العادي.
وزعمت الشركة، التي تطلق على نفسها اسم "عيادة هارلي ستريت الخاصة"، على الرغم من أنها مسجلة في مكتب افتراضي في وسط لندن، أنها تلقت آلاف الطلبات بقيمة إجمالية تزيد على مليوني جنيه استرليني على الخدمة التي تعرض تقديمها لقاء 375 جنيهاً استرلينياً.
وتبيع شركة أخرى هي "راندوكس هيلث" أدوات الاختبار ذاتها، عبر الإنترنت لقاء 120 جنيهاً استرلينياً فقط.
وفي أعقاب رواج التقارير التي تفيد بأنّ العيادة قد جنت أرباحاً تصل إلى 1.7 مليون جنيه استرليني، أصرت "عيادة هارلي ستريت الخاصة" على أن الخدمة التي تكّلف 375 جنيهاً استرلينياً "لم تقتصر على الاختبار فقط"، بل اشتملت على استشارة هاتفية مع مديرها الدكتور مارك علي، إذا كانت نتيجة اختبار الإصابة بفيروس كوفيد- 19 إيجابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "نحن نقدم خدمة سريرية تشمل جميع الخدمات اللوجستية والدعم السريري طوال عملية اختبار الإصابة بفيروس كورونا وبعد ظهور النتائج. والاختبار هو عبارة عن مجموعة فحص تميّز بين فيروس كوفيد- 19 القاتل وتسعة فيروسات أخرى غير قاتلة تتسبب بالأعراض ذاتها".
وحالياً، تعرض العيادة إعادة المبلغ المدفوع لأي عميل لم يتلقَ بعد مجموعات الاختبار الخاصة به، بعدما نفد المخزون لدى الموردين وتوقفوا عن قبول أي طلبات جديدة حتى 30 مارس (آذار). وقالت إن "التأخر في التوريد قد تسبب بالفعل في قلق كبير لدى عملائنا... ونتيجة لذلك، فإنّ الإجراء الوحيد الذي يمكننا اتخاذه هو ردّ الأموال لكل شخص لم تُرسل العدة إليه بعد".
في هذه الأثناء، اتهم جون آشورث، وزير الصحة في حكومة الظل، العيادة باتباع "سلوك غايته الربح"، داعياً الحكومة إلى "القضاء على هذا التصرف الاستغلالي".
لكن الدكتور علي رفض تلك الانتقادات، قائلاً لصحيفة "نيويورك تايمز" إن عيادته "تلبي حاجة وطنية، في وقت كانت الحكومة تقدّم القليل". وكان قد زعم في السابق أنه باع أكثر من 6600 اختبار في أسبوع واحد.
من جهة ثانية، تنصح هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" حالياً بعدم استخدام أدوات الاختبار المنزلي. وقالت الأسبوع الماضي "تتوفر معلومات قليلة حول دقة الاختبارات، أو عن كيفية تطور استجابة الأجسام المضادة للمريض أو تغيراتها أثناء الإصابة بكوفيد- 19... من غير المعروف ما إذا كانت النتائج جديرة بالثقة سواء إيجابية كانت أو سلبية، ولا يوجد حالياً أي دليل منشور حول ملاءمة هذه الاختبارات لتشخيص عدوى فيروس كورونا ضمن بيئة مجتمعية".
يُذكر أن الطلب على الاختبارات الخاصة قد ازداد بعدما حصرت "خدمة الصحة الوطنية" إجراءه بالفئات المعرضة للخطر. وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأسبوع الماضي إنّ عملية الفحص سترتفع إلى 25 ألف اختبار في اليوم، لكن العدد الحالي ما زال حوالى 5 آلاف يومياً.
© The Independent