أعلن في باريس عن وفاة نائب الرئيس السوري الأسبق، عبد الحليم خدام، عن عمر يناهز ال88 عاما.
وقال صلاح عياش، وهو سوري يعيش في المنفى ومقرب من خدام، لرويترز إن خدام توفي الساعة الخامسة صباحا (الثالثة بتوقيت جرينتش) عقب إصابته بأزمة قلبية.
وتولى خدام مناصب قيادية مؤثرة في سوريا وكان آخر منصب شغله هو نائب الرئيس، وقبل ذلك شغل منصب وزير الخارجية وعضو قيادة حزب البعث ومحافظ القنيطرة ومحافظ حماه.
وخدام، الذي درس المحاماة، برز من توليه منصب وزير الخارجية لمدة 14 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس في 1984. ولعب دورا في صياغة السياسات السورية في لبنان الذي كانت دمشق هي القوة الرئيسية فيه إلى أن أُجبرت على سحب قواتها من هناك في 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وانشق خدام عن نظام حزب البعث السوري في ديسمبر 2005 بعد أن تدهورت علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد. وهو يعيش منذ ذلك الوقت في العاصمة الفرنسية.
ولد خدام في بانياس في 15 أيول 1932، وتخرج من كلية الحقوق بدمشق، وانخرط في العمل السياسي في وقت مبكر، فالتحق بحزب البعث العربي السوري في سن السابعة عشرة. ويعد أحد أبرز مرافقي الرئيس الراحل حافظ الأسد ضمن ما سمي بالحرس القديم. متزوج من السيدة نجاة مرقبي وله أربعة أولاد ثلاثة ذكور وانثى.
وبعد انشقاقه عن النظام الحاكم في دمشق، أصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى في أغسطس (آب) 2008، 13 حكما غيابيا على خدام بالسجن لمدد مختلفة، أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة وذلك بتهم مختلفة، أبرزها "الافتراء الجنائي على القيادة السورية، والإدلاء بشهادة كاذبة أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري"، كما اتهمته "بالمؤامرة على اغتصاب السلطة وصلاته غير المشروعة مع إسرائيل، ودس الدسائس لدى دولة أجنبية لدفعها على العدوان على سوريا"، بحسب القرار الذي صدر حينها عن المحكمة في دمشق.
وحاول خدام أثناء تواجده في فرنسا القيام بدور في معارضة الأسد لكنه واجه صعوبات في كسب ثقة معارضين آخرين بسبب عمله على مدى عقود في حزب البعث الحاكم.
وبعد اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد في 2011، قال خدام إنه يتعين على السوريين حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم ما لم يتدخل العالم لحمايتهم.
وكان يُنظر لخدام، وهو سني من أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة من مدينة بانياس المطلة على البحر المتوسط، ذات يوم على أنه خليفة محتمل لحافظ الأسد. لكنه ساعد بشار في إحكام قبضته على السلطة بعد أن تولى الرئاسة في يونيو حزيران عام 2000.
وفي الأيام التي تلت وفاة حافظ الأسد، عمل خدام على إصدار مراسيم لترقية بشار إلى رتبة فريق وتوليه قيادة القوات المسلحة وهي خطوات مهمة على طريق توليه الرئاسة.
وبعد أن ترك سوريا وسافر إلى فرنسا، انتقد خدام فساد الحكومة في دمشق وفشلها في الإصلاح. وقال إن الأسد كان يهدد رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري على مدى شهور قبل اغتياله في عملية اتهمت فيها محكمة مدعومة من الأمم المتحدة في وقت لاحق أربعة من أعضاء جماعة حزب الله اللبنانية.
ونفت الجماعة، وهي حليف مقرب من الأسد، أي دور لها في اغتيال الحريري.