صار ممكناً التعرف على الأورام السرطانية المستترة، وهي كانت غير قابلة للكشف، في الماضي من طريق اختبار دم جديد طوّره فريق في الولايات المتحدة. عندما تظهر الأورام في الجسم، تطلق مواد مؤشّرة تسري في الدم ويمكن الأطباء رصدها.
باستخدام تقنية قادرة على تحديد الجزيئات الفردية لبعض البروتينات المخفية في عينات الدم، يأمل العلماء في ابتكار وسائل جديدة وفائقة الحساسية لتحديد السرطان ورصده.
وجد الفريق من جامعة جونز هوبكينز في دراساته الأولية بروتينات لدى المرضى المصابين بسرطان المبيض ليست موجودة لدى أشخاصٍ آخرين. ومن بين المواد التي رصدها الباحثون، وجدوا بروتين بي 53 (P53) المتحوّل وهو نوع بروتين معروف مرتبط بالأورام ولم يسبق أن عُثر عليه أبداً في الدم. لعلّ السبب في ذلك يعود إلى عدم قدرة الطرق الحالية على التقاط كثافة الدم البالغة التدني فيه.
كما وجد العلماء دليلاً على بروتين موت الخلية المبرمج (PD-L1) وهو مؤشر كيميائي موجود على سطح بعض الخلايا السرطانية وقد ثبت أنّه هدف فعّال لعلاجات السرطان.
إذا أصبح في الإمكان تحديد بروتين موت الخلية المبرمج (PD-L1) بمستوياتٍ متدنية في وقتٍ مبكر، يعتقد العلماء بأنّ من شأن ذلك تسريع هذه العلاجات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإلى جانب اكتشاف بعض المواد التي كانت مستترة في الماضي، حدّد الاختبار أيضاً الجزيئات المرتبطة بالسرطان التي يُبحث عنها في الاختبارات التقليدية.
أطلق الباحثون على مقاربتهم الجديدة مصطلح الالتقاط المرتفع للجزيئات الفردية (SMAC) ويودّون الآن رؤية اختبارهم يتطوّر إلى مستوى يصبح فيه متوافراً تجارياً.
وقال شيه- بينغ ماو، أحد الطالبَين اللذين طوّرا الاختبار "بواسطة تقنية الالتقاط المرتفع للجزيئات الفردية (SMAC)، أدخلنا تصوير الجزيء الواحد إلى الساحة الطبية. من خلال تصوّر الجزيئات الفردية التي يتم إطلاقها من الخلايا المعتلّة إلى الدمّ وفحصها، نسعى إلى كشف الأمراض في شكلٍ أكثر دقّة وسبر آلياتها". وقدّم الفريق بحثه في الاجتماع السنوي للجمعية البيوفيزيائية في بالتيمور.
يتمّ تشخيص حوالي 7400 حالة سرطان مبيض جديدة سنوياً في المملكة المتحدة ومن المتوقع أن تزداد هذه الأرقام في شكلٍ ملحوظ خلال العقود المقبلة. وزادت الحماسة في السنوات القليلة الماضية في شأن احتمال إيجاد تقنيات فحصٍ أكثر تطوراً، ومعظم البريطانيات يُشخص لديهنّ السرطان بعد انتشاره.
وتقول المديرة التنفيذية في مركز Ovarian Cancer Action لسرطان المبيض، كاري واكفيلد، "يبدو هذا البحث واعداً. إذا أردنا إحداث فارقٍ كبير في معدلات النجاة من سرطان المبيض، علينا تطوير أداة فحصٍ من شأنها اكتشاف المرض في أولى مراحله أو حتّى قبل أن يتطوّر. من المهمّ أن نقوم بتشخيص المرض في بداياته ومعالجته بهدف منح كلّ امرأة أفضل فرصة للنجاة".
© The Independent