اعتبر مايكل غوف، وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني، نظريات المؤامرة الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تُحمّل صواري "جي 5" الهوائية الجديدة مسؤولية تفشي فيروس كورونا "هراء خطيراً"، بينما رأى المدير الطبي الوطني لـ "خدمة الصحة الوطنية" أنها "أسوأ نوع من الأخبار الزائفة".
ويأتي الانتقاد الشديد من هذين المسؤولين بعد اتهام بعض المشاهير بـ "تأجيج النيران" لقصص لا أساس لها من الصحة، تربط بين التكنولوجيا وتفشي كوفيد-19، ما أدى إلى تحطيم صواري هواتف هوائية وإشعال النار فيها، كما أظهرت فيديوهات عُرضت عبر الإنترنت.
وأعرب غوف عن إدانته نظريات المؤامرة خلال مؤتمر صحافي عقده في 10 داونينغ ستريت السبت الماضي، قائلاً إن "ذلك مجرد هراء. هراء خطير أيضاً".
وظهر إلى جانب الوزير، البروفيسور ستيفن باويس، وهو المدير الطبي الوطني لـ "خدمة الصحة الوطنية" المعنية بإنجلترا، الذي قال "أنا غاضب جداً، وأشعر بقرف شديد، لأن أشخاصاً اعتدوا على البنية التحتية التي نحن في حاجة إليها للاستجابة إلى حالة الطوارئ الصحية هذه".
وتعبيراً عن مشاعره بالإحباط تابع البروفيسور باويس مؤكداً "الحقيقة هي أن شبكات الهواتف الجوالة أساسية جداً لنا جميعاً، خصوصاً في وقت كهذا، حين نطلب من الناس البقاء في بيوتهم وعدم رؤية أقاربهم وأصدقائهم". وأضاف "لكن شبكات الهواتف التي تستعين بها خدمات الطوارئ لدينا، وتستعملها فرق عملنا الصحية، هي أيضاً مهمة بشكل خاص... إنه كلام تافه بالمطلق، ولا أستطيع إدانته بصياغات أقوى من ذلك".
من جانب آخر، قال غوف أيضاً إن 708 أشخاص لقوا حتفهم في المملكة المتحدة بعد إصابتهم بفيروس كورونا، بمن فيهم سبعة من العاملين في حقل الرعاية الصحية، ما يرفع عدد الوفيات في بريطانيا إلى 4.313، وجرى حتى الآن فحص 183.190 شخصاً لتشخيص إصابتهم بالفيروس، بينهم 41.903 أشخاص كانت فحوصاتهم إيجابية.
وأوضح الوزير أن "تلك الأرقام تؤكد أهمية إبقاء إجراءات التباعد الاجتماعي سارية لمنع انتشار المرض"، داعياً المواطنين إلى الالتزام بإرشادات الإقفال الحكومية الصارمة على الرغم من الطقس الدافئ.
وأشار البروفيسور باويس إلى أن حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا بدت وكأنها في حالة استقرار، لكنه أصرّ على أن الوقت لم يحنْ بعد للتخفيف من إجراءات التباعد الاجتماعي. وأردف "نحن بحاجة إلى الاستمرار في الالتزام بتلك الإرشادات لأن ذلك سيؤدي الأسبوع المقبل أو الذي يعقبه إلى تقليل عدد الداخلين إلى المستشفى".
وفي هذا السياق كان البروفسور نيل فرغسون، اختصاصي الأمراض المعدية الذي يقدم المشورة للحكومة بما يخص تفشي الفيروس، قد أشار قبل ذلك، إلى أن الوباء في المملكة المتحدة قد يبلغ الذروة في الأسبوع المقبل أو خلال عشرة أيام. وأفاد بأن إجراءات إقفال المدن يمكن تخفيفها بحلول نهاية مايو(أيار) إذا اتُبعت قواعد التباعد الاجتماعي جيداً.
وحين سُئل عن استراتيجية المملكة المتحدة للخروج من حالة الإغلاق الراهنة، اعترف غوف بعدم وجود "نقطة ثابتة، أو تاريخ ثابت في المفكرة" يمكن أن تستعين بهما الحكومة لتحديد موعد لتغيير الوضع الحالي.
وأكد البروفيسور فرغسون أن "رئيس الوزراء قد أشار سابقاً إلى أن مقترحات الإقفال الحالية ستخضع للمراجعة في غضون أسبوع. نحن نتعامل مع فيروس جديد تماماً".
وزاد "نحن نتعامل مع فيروس له قدرة على التفشي بسرعة والتسبب بالموت، على نحو لايشبه ما سبق أن شاهدناه تحديداً من قبل، لذلك فإننا بحاجة إلى أن نكون متأكدين من أننا نحسّن قدراتنا في محاربة هذا الفيروس، في كل مجال ممكن، والتأكد من أننا نمتلك المرونة المطلوبة كي تكون كل الأدوات التي بأيدينا جاهزة كي نحاربه".
© The Independent