قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الدولية إن "مادة كيماوية سامة" تحتوي على الكلور استخدمت في هجوم على بلدة دوما السورية العام الماضي.
وأسفر الهجوم على البلدة في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وكانت حينها تحت سيطرة الثوار وكانت القوات الموالية للحكومة تحاصرها، عن مقتل العشرات من المدنيين، ما حمل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على تنفيذ غارات جوية ضد مواقع للنظام السوري.
وأثارت صور الأطفال اليافعين، والزبد الأبيض يعلو أفواههم، ردوداً شاجبة ومصدومة في جميع أنحاء العالم.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن محققيها وجدوا "أسساً منطقية" للاعتقاد بأن غاز الكلور استخدم في الهجوم.
هذا وكانت دوما الهدف الأخير لحملة بشار الأسد لاستعادة السيطرة على ضواحي الغوطة الشرقية في دمشق من مقاتلي المعارضة بعد سبع سنوات من الثورة، فيما تخلى المسلحون عن البلدة بعد أيام من الهجوم.
وفي بيان لها، قالت المنظمة إن بعثتها زارت دوما، وقامت بتحليل عينات أخذت من موقع الهجوم ومن الأشخاص المتأثرين، وأجرت مقابلات مع الشهود ودرست تحليلات السموم والذخيرة.
وأضافت أن البيانات التي جُمعت قدمت "أسساً منطقية" تشير إلى أن استخدام مادة كيماوية سامة كسلاح" حصل. و"هذه المادة الكيماوية السامة تحتوي على الكلور التفاعلي". ومن المحتمل أن تكون "الكلور الجزيئي".
ويبدو أن دلائل الضرر الناجم عن اسطوانتي غاز مضغوطتين وفق وصف المنظمة - إحداهما اقتحمت سقفاً والأخرى عُثر عليها على سطح إحدى الشرف - تتوافق مع نظرية إلقائهما من فوق.
ويحظر استخدام غاز كلور كسلاح حرب في إطار اتفاقية الأسلحة الكيماوية، التي صادقت عليها سوريا في العام 2013، كما أنه محظور بموجب القانون الدولي الإنساني العرفي.
ولا تشمل مهمة المحققين توجيه اللوم لأي طرف في الهجوم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وألقت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة باللوم على القوات الحكومية في الهجوم وشنت ضربات جوية عقابية، فيما نفت الحكومة السورية مسؤوليتها.
ورفضت روسيا، الحليف القوي للأسد، المزاعم بمسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم، وقامت بإحضار من قالت إنهم شهود إلى لاهاي لوصف تجاربهم.
ورداً على نشر التقرير، قالت السفارة الروسية في هولندا، حيث مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إن المنظمة توصلت لاستنتاجاتها "على الرغم من كل الأدلة".
وقالت لو شاربونو من منظمة هيومان رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، إن أحدث تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية "يضيف حالة أخرى إلى عشرات من الهجمات غير المشروعة بالأسلحة الكيماوية التي تم تأكيدها منذ العام 2013".
وأضافت "ينبغي الكشف عن المسؤولين عن استخدام هذه الأسلحة المحظورة ومحاسبتهم".
ووثّقت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الاستخدام المنهجي لغاز عامل الأعصاب المحظور، السارين، والكلور في الحرب الأهلية السورية، التي توشك الآن من اتمام عامها الثامن.
وعُيّن فريق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بين العامين 2015 و2017 لتحديد المسؤولية عن الهجمات الكيماوية في سوريا.
وخلصت إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت غاز الأعصاب السارين وبراميل الكلورين المتفجرة أكثر من مرة، في حين وجدت أن مسلحي داعش استخدموا خردل الكبريت، غاز الخردل.
وفي يونيو (حزيران) منحت الدول الأعضاء المنظمةَ صلاحيات جديدة لتحديد المسؤولية عن هجمات الأسلحة الكيماوية، لكن ذلك لم يكن من صلاحيات الفريق الذي قام بالتحقيق في هجوم دوما.
وتنظر منظمة حظر الأسلحة ا الكيماوية كذلك في هجوم الغاز المزعوم الذي استهدف مدينة حلب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأدى إلى إصابة 100 شخص، بحسب التقارير. وألقت الحكومة السورية وحليفتها روسيا اللوم على المتمردين.
© The Independent