توقّفت الأندية الرياضية ونشاطات اللياقة البدنية في الصالات بعددٍ من الدول العربية والعالم بأسره، للحدّ من انتشار فيروس كورنا المستجد (كوفيد 19)، ومع إغلاق الأندية والصالات لم يعد هناك مجالٌ لممارسة التمارين بشكل جماعي، إذ يحرص الجميع على التباعد الاجتماعي. واتّجهت الأنظار إلى "أنشطة الرياضة المنزلية"، باعتبارها وسيلة للاستمرار في ممارسة تمارين اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة والنشاط.
وأطلق الاتحاد السعودي للرياضة حملة #بيتك ـ ناديك، لتشجيع الاستمرار في ممارسة الأنشطة الرياضية للأطفال والنساء والرجال من المنزل، باختلاف مراحلهم العمرية، خصوصاً مَنْ اعتادوا زيارة الصالات الرياضية، ويخشون من تأثير العزلة المنزلية في مستوى صحتهم ونشاطهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولجأ كثيرٌ من مراكز اللياقة البدنية بالسعودية إلى اتباع "طرق جديدة"، تتمثّل في بث الفيديوهات الرياضية المباشرة على المنصات الرقمية الخاصة بها، للتواصل مع المشتركات في التطبيقات والقنوات التكنولوجية.
حصص رياضية افتراضية
سهى النصار، مدربة رياضة سعودية بأحد الأندية بمدينة الخبر، رفضت أن تكون أزمة انتشار فيروس كورونا سبباً في "توقف المشتركات" عن ممارسة التمارين الرياضية، فأرادت أن تلاحقهن وتتابعهن في مبادرة مجانية، تشدد فيها عليهن "ضرورة التزام المنزل مع التمسُّك بمتابعة التمارين"، ضمن برنامج يؤكد ممارسة التمارين الرياضية المنزلية "من دون الحاجة" إلى مدربة لياقة أو الذهاب إلى نادٍ رياضي.
المدربة ابتكرت فكرة لبثّ حصص رياضية افتراضية للسيدات يومياً لجعل أسابيع الحجر المنزلي تمرُّ بسلاسة في المنزل، تقدّم فيها تدريبات خاصة، يمكن ممارستها بالمنزل، ولقي الأمر تجاوباً إيجابياً منهن، وأصبحت حصص "الرياضة الافتراضية" مفتوحة لكل من يرغب من السيدات في الانضمام إليها مجاناً، والاستفادة من الدروس، مع إمكانية طرح الأسئلة والاستفسارات التي تحتاج إليها المتدربات في نهاية كل حصة، وحظيت الحصص بتفاعل كبير، لتصبح مقدمة في فترتين صباحية ومسائية.
وأوضحت سهى، خلال حصة رياضة افتراضية قدّمتها لـ"اندبندنت عربية"، بعض النصائح والإرشادات لممارسة الرياضة في ظل هذه الأزمة العالمية، باعتبار أنّ ممارسة التمارين الرياضية مفتاح الراحة الجسدية والعقلية في أثناء فترة الحجر الصحي الإلزامي.
تمارين منزلية
تقول النصار: "صممتُ الحصص حسب مستويات المشتركات، لكنها مبسّطة ومفصّلة في الوقت ذاته، وهي تتجدد بشكل يومي، وتصل مدتها إلى 55 دقيقة، وهدفها تقوية العضلات، ومدّها بالدم والأكسجين، حتى لا تضعف من قلة الحركة بسبب الحجر الصحي بالمنزل خلال هذه الفترة".
وتابعت: "الحصص الرياضية تسهم في حرق نحو 800 سعر حراري، وتركّز على طريقة التنفس، وحرصتُ فيها على أن تكون شاملة التمارين الأساسية والضرورية، لتحريك كل أعضاء الجسم وعضلاته، ويفضّل أن تستعين المُشاركة ببساط رياضي أو سجاد سميك، كي تمارس عليه عدداً من التمارين التي لا تحتاج إلى مساحة أو أدوات، مثل: الكارديو والضغط باستخدام أحد المقاعد بالمنزل، والأكتاف والصدر، والجري الثابت في المكان، وتمارين البطن وتمارين الذراعين، باستخدام قوارير المياه وتمارين شد الأرداف".
وأضافت المدربة: "تتفاوت أوقات ممارسة الرياضة مع الحجر المنزلي، لكننا نحرص على تقديمها بطرق متعددة، وباستخدام أدوات من داخل المنزل، كما يمكننا اعتماد ممارسات جيدة تجعل هذه الفترات أكثر قابلية للإدارة، وأنصح باختيار نشاط أو أكثر، والقيام بكثيرٍ من التمارين الرياضية"، مؤكدة ضرورة "الحفاظ على التواصل البشري حتى لو كان إلكترونياً فقط".
ولفتت المدربة إلى أنّ "التمارين المنزلية لا تغني بالتأكيد عن النادي، لكنها تفي بالغرض بشكل نسبي في ظل الأوضاع الحالية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، وتساعد المشتركات على التواصل مع التمارين الرياضية التي اعتدن عليها، مع تنظيم الأكل".
تأتي هذه المبادرات الرياضية خطوةً لتوعية الشارع المحلي، وتشجيع الكثيرين على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية التي تساعدهم في مواجهة فترات الجلوس الطويلة بالمنزل بسبب انتشار فيروس كورونا المُستجد.