توقّفت المحادثات التجارية على اتفاق الخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي، بحيث لم يوافق المفاوضون بعد على جدول زمني لعقد مؤتمراتٍ عبر الفيديو، تحلّ مكان الاجتماعات المباشرة التي عطّلها وباء فيروس كورونا.
وأوضح المتحدّث باسم فريق التفاوض في مفوّضية الاتّحاد الأوروبي يوم الثلاثاء الماضي، أن ميشيل بارنييه كبير المفاوضين، سيتحدث مع نظيره البريطاني ديفيد فروست الأسبوع المقبل، "في محاولةٍ للتوصل إلى اتّفاق على جدول زمني للخطوات الآتية، من أجل الدفع بالمفاوضات بين الجانبين إلى الأمام".
وأشار المتحدّث إلى إن المناقشات التي أجريت الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، اقتصرت على الاتّصال "التقني" بين الجانبين، مع عدم وجود مفاوضاتٍ حقيقية، على الرغم من المسافات الكبيرة بين الطرفين. وتأتي أنباء المحادثات المتوقّفة، في وقتٍ أظهر استطلاع جديد دعماً شعبياً بريطانيًا قويّاً لتمديد الفترة الانتقالية، بحيث تظل المملكة المتّحدة مرتبطةً بقواعد الاتّحاد الأوروبي وتحافظ على مزايا عضويتها.
وبمجرّد انتهاء الفترة الانتقالية التي تستحقّ الآن في نهاية العام 2020، يُفترض بالمملكة المتّحدة أن تغادر الكتلة الأوروبية بأي صفقةٍ تجارية لديها، والاستسلام تالياً لشروط منظّمة التجارة العالمية الضارّة اقتصادياً، إذا لم يكن لديها أي اتفاق. وقالت إدارة رئيس الحكومة بوريس جونسون منذ فترة طويلة إنها لن تمدّد الفترة الانتقالية لأي سبب، وأدرجت هذه السياسة في قانون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن دراسةً استقصائية جديدة أجراها مستطلعون من شركة JL Partners لمصلحة مؤسّسة WPI Strategy الاستشارية، أظهرت أن تسعة عشر في المئة فقط من الناخبين البريطانيّين يؤيّدون استراتيجية الحكومة الهادفة إلى قطع العلاقات مع الاتّحاد الأوروبي في نهاية العام 2020 مهما كان الأمر.
وعلى نقيض ذلك، يرى نحو ثمانيةٍ وثلاثين في المئة منهم أن الحكومة يجب أن تمدّد الفترة الانتقالية للمملكة المتّحدة إلى أجل غير مسمّى، ولفترة طويلة تمتدّ حتى انتهاء تفشّي فيروس كورونا.
وبحسب الاستطلاع يؤكّد ما مجموعه سبعةٌ وستون في المئة من الناخبين البريطانيّين أنه ينبغي تمديد الفترة الانتقالية للخروج البريطاني من الاتّحاد الأوروبي بشكل ما، في حين أيّد آخرون تحديد مهلة ما بين ستة أشهر وسنة، على أن تكون جدولاً زمنياً محتملاً.
وكان المتحدّث باسم المفوّضية الأوروبية قد بعث بعد ظهر الثلاثاء الماضي، بأفضل تمنّياته إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي وُضع في عنايةٍ مركّزة نتيجة إصابته بعدوى فيروس كوفيد-19. وجاء في كلامه: "بالنيابة عن رئيس المفوّضية والمجمع الكلّي، نتمنّى لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشفاء العاجل".
وكان قد توجّب أيضاً في وقتٍ سابق، أن يعزل المفاوضان ديفيد فروست وميشيل بارنييه نفسهما، نتيجة إصابتهما بأعراض عدوى كوفيد-19.
وتمّ حتى الآن إرجاء جولتين من المحادثات المقرّر إجراؤها. وكان يُفترض أصلاً أن تُعقد الأولى في لندن، والأخرى في بروكسل. ومن المعلوم أن المملكة المتّحدة ترى إمكان عقد محادثاتٍ عبر رابط فيديو، لكن الجانب الأوروبي بدا أكثر تشكّكاً، بحجّة أنه لا يزال يتعيّن على المسؤولين أن يجتمعوا في مكانٍ واحد والمخاطرة باحتمال التقاط العدوى.
وشملت الاجتماعات المباشرة التي عُقدت قبل تفشّي الوباء في بروكسل عاصمة الاتّحاد الأوروبي، مئات المسؤولين. وتبادل الجانبان النص القانوني للاتّفاقات المقترحة المتعلّقة بالتجارة الحرّة بينهما، لكنهما اختلفا على موضوع الحوكمة، وعلى شكل الاتّفاق، وعلى مصائد الأسماك، وعلى مدى بقاء المملكة المتّحدة متماشيةً مع قواعد الاتحّاد الأوروبي.
وشرح المتحدّث باسم فريق التفاوض التابع لمفوّضية الاتّحاد الأوروبي الوضع الذي دخلت فيه المفاوضات الآن قائلاً: "بالنسبة إلى المحادثات التي أجريت الأسبوع الماضي، كانت هناك اتّصالات فنّية بين الفريقين لتوضيح النص القانوني ذي الصلة." وأضاف: "تحدّث أمس نائب رئيس فريق العمل مع ديفيد فروست كبير المفاوضين من المملكة المتّحدة، من أجل تقييم ما تمّ تحقيقه حتى الآن".
وأشار إلى أن "من الواضح أننا سنبقى على اتّصال مع مسؤولي المملكة المتّحدة هذا الأسبوع. وسأؤكّد أيضاً أن ميشيل بارنييه سيتحدّث الأسبوع المقبل مع ديفيد فروست، من أجل محاولة التوصّل إلى اتفاق على جدول زمني للخطوات المقبلة، كي يتمّ الدفع بالمفاوضات إلى الأمام".
وختم المتحدّث الأوروبي كلامه قائلاً: "في انتظار هذا الاجتماع، لا يمكنني أن أقول شيئاً آخر في هذه المرحلة".
© The Independent