Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة بين مصر وإسرائيل ربما تتجاوز "فيلادلفي"

يبدو أن نتنياهو يعتقد أن العلاقات بين البلدين أمر مسلم به

يقول الدويري إن استمرار نتنياهو في توجيه الاتهامات لمصر سيزيد من حجم التوتر الحالي الواضح بين الدولتين

تعثرت مفاوضات الهدنة التي تتوسط فيها مصر والولايات المتحدة وقطر لوقف إطلاق النار في غزة، وسط تعنت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يصر على مواصلة احتلال القطاع وبقاء قواته داخل محور فيلادلفي، المنطقة العازلة الواقعة على حدود غزة مع مصر. 

تصر إسرائيل على بقاء السيطرة الدائمة على ممري فيلادلفي ونتساريم الاستراتيجيين في غزة، بينما ترفض "حماس" ذلك بشدة، مما يهدد بانهيار المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر، وترفض القاهرة كذلك حفاظ إسرائيل على وجود عسكري في محور فيلادلفي (صلاح الدين). ومطلع الشهر الجاري اتخذت التوترات الواقعة بالفعل بين القاهرة وتل أبيب منحى جديداً مع تجدد اتهامات نتنياهو للقاهرة بالسماح لحركة "حماس" بتهريب الأسلحة عبر الأنفاق الواقعة أسفل ذلك الشريط الاستراتيجي الذي يمتد بطول 14 كيلومتراً على حدود سيناء.

وردت مصر التي ترفض بقاء القوات الإسرائيلية داخل المحور، في بيان لوزارة الخارجية معربة عن رفضها التام لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "الذي حاول الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي وعرقلة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، وحملت القاهرة حكومة نتنياهو "عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية التي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة"، وفي رسالة أخرى لإسرائيل، قام رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة بزيارة مفاجئة لمعبر رفح الحدودي "لتفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات التأمين على الحدود مع قطاع غزة". 

في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" قال نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية محمد إبراهيم الدويري إن الاتهامات كافة التي وجهها نتنياهو لمصر في شأن تهريب السلاح عبر الأنفاق "كلها محض افتراء وادعاء، هو يهدف لخلق  المبررات التي تسمح له بالوجود العسكري في المحور لأطول فترة زمنية ممكنة، على رغم أن نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي جميعهم يعلمون أن مصر أغلقت جميع الأنفاق على حدودها مع قطاع غزة، وأن مصر نجحت بشكل منقطع النظير منذ بدء العملية الشاملة في سيناء عام 2018، لأن مصر هي التي عانت من هذه الأنفاق"، مضيفاً "عندما أغلقنا الأنفاق كان ذلك ليس من أجل إسرائيل، ولكن للحفاظ على أمننا القومي ولوضع حد للعمليات الإرهابية التي عانت مصر منها كثيراً".

بينما تحافظ مصر على التعاون مع إسرائيل وتبقى على دورها المحوري كوسيط في مفاوضات الهدنة، يبدو أن نتنياهو يعتقد أن العلاقات بين البلدين أمر مسلم به، مواصلاً سلوكه الذي حذر مراقبون من أنه يغامر بتلك العلاقات التي قضت إسرائيل نحو 50 عاماً في بنائها. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول الدويري إن "اتهامات نتنياهو تضفي مناخاً سلبياً على العلاقات الثنائية، استمراره في توجيه هذه الاتهامات سيزيد من حجم التوتر الحالي الواضح بين الدولتين الذي آمل ألا يستمر طويلاً"، ويؤكد اللواء السابق بالجيش المصري حرص مصر على معاهدة السلام الموقعة عام1976  وتنفيذ التزاماتها واستحقاقاتها طالما الطرف الآخر ملتزم بها، ويقول "نتوقع من إسرائيل أن تبادلنا الالتزام نفسه، لأنه أي انتهاك للمعاهدة ليس في مصلحة استقرار المنطقة كلها". 

ويضيف "للأسف الشديد محور فيلادلفي أصبح بمثابة المبرر الواهي الذي يستند عليه نتنياهو لعدم الوصول إلى الهدنة، على رغم المواقف الواضحة التي عبر عنها قادة عسكريون وأمنيون في إسرائيل، وكان موقفهم الواضح أن وجود إسرائيل في محور فيلادلفي ليس هو العنصر الرئيس للحفاظ على الأمن الإسرائيلي، لأن هناك بدائل أخرى يمكن بحثها لحل هذه المشكلة بالتالي إفساح المجال أمام التوصل إلى الهدنة. لكن للأسف الشديد نتنياهو يضرب بعرض الحائط هذه المواقف كافة، المصرية والعربية والإقيلمية والدولية والأميركية، وقبل ذلك ضرب عرض الحائط بكل المواقف الإسرائيلية سواء استطلاعات الرأي العام أم موقف المعارضة أم حتى موقف القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية".

وأشار إلى نقطة مهمة أخرى يجب أن يضعها الإسرائيليون والجميع في الاعتبار وهي أن "الأمن القومي المصري أولوية على ما عداه، مصر قادرة على حمايه أمنها القومي إذا ما تعرض لأي تهديد حقيقي، وعلى رغم كل هذه العقبات والصعوبات التي تثيرها الحكومة الإسرائيلية أمامنا وأمام الوصول إلى هدنة إلا أن مصر مستمرة في جهودها، وكان هناك اجتماعات بين مصر وقطر للوصول مع ’حماس‘ إلى حل وسط في ما يتعلق بكيف يمكن أن نجعل الهدنة أمر واقع في الفترة المقبلة، ولا يتبقي سوى أن تكون هناك بعض المرونة من الجانب الإسرائيلي. الواقع يقول إن إسرائيل تضع العقبات كلما اقتربنا من هدنة، وبالتالي نأمل أن يكون هناك تغير في الموقف لصالح الاستقرار والأمن في المنطقة".

Listen to "إسرائيل تضع العقبات كلما اقتربنا من هدنة" on Spreaker.

المزيد من سياسة