بعد يومين من سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية النشر عن اعتقال إسرائيلي، جُنّد للعمل لصالح ايران، تواصل أجهزة الاستخبارات التكتم على تفاصيل عمليات خطط لها الرجل الخمسيني لتنفيذها ضد أهداف إسرائيلية وعن هوية المتهم، فيما ألمحت جهات تناولت الموضوع أنه شخصية لها مكانة خاصة في المجتمع.
ووفق لائحة الاتهام، فقد جند المتهم من قبل وسيط يدعى خالد يماني، وتدعي أجهزة الشاباك أنه ناشط في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان.
وفيما اعتبرت جهات أمنية نجاح إيران في تجنيد هذا الإسرائيلي خرقاً خطيراً لأسرار استخبارية وأمنية، تفاخر رئيس الحكومة المؤقت بنيامين نتنياهو، بهذا الكشف واعتبره إنجازاً استخبارياً.
وأصدر بياناً حول الموضوع اعتبر فيه المساعي الإيرانية "لتجنيد الإسرائيلي والاهتمام بتجنيد آخرين، عبر وسيط لبناني، يشير إلى عمق العلاقات بين إيران وتنظيم الجبهة الشعبية، وإلى الجهود الإيرانية لتنفيذ عمليات تجسسية وإرهابية داخل تل أبيب، حتى أثناء التعامل العالمي مع وباء كورونا الذي تفشى في طهران بشكل واسع النطاق.
وكانت أجهزة الأمن بالتعاون مع الشرطة اعتقلت أواسط الشهر الماضي المواطن الإسرائيلي، بعد مراقبته وفشله في فك شيفرة رسالة وصلته من إيران.
وقدمت لائحة اتهام ضده، ورد فيها اعترافه أنه جنّد في الخارج عن طريق يماني، وسافر مرات عدة إلى الدنمارك وباريس، حيث عقد لقاءات مع عناصر تابعة للاستخبارات الإيرانية وحصل على مبالغ كبيرة وتلقى تدريبات لمدة طويلة، ومن ثم حصل على أجهزة اتصال ورموز سرية تساعده في التواصل مع الجهات الإيرانية ومشغليه.
في المقابل، وصلت إلى منزله قوات من أجهزة الأمن والشرطة، وخلال البحث عثر على وسائل تشفير وديسك ومعدات لضمان التواصل وتخطيط العمليات.
كما اعترف خلال التحقيق معه، أنه خلال لقاءاته مع عناصر تابعة للاستخبارات الإيرانية تلقى مبالغ طائلة لقاء توفير معلومات دقيقة حول مواقع أمنية واستراتيجية في تل أبيب، وكيفية العمل على تعميق التصدع في المجتمع الإسرائيلي، والبحث عن مواطنين من فلسطينيي 48 قد يساعدون إيران في نقل معلومات وتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية وأخرى من أجل "تحرير فلسطين"، وفق ما ورد في تحقيقات الشاباك معه.
البداية من "فيسبوك"
بحسب لائحة الاتهام، بدأت العلاقة بين المتهم الإسرائيلي ويماني عام 2018 عبر التواصل على "فيسبوك"، حيث أضافه الأخير إلى قائمة أصدقائه ووثق علاقته به.
وبعد أشهر عدة، التقيا في الدنمارك، ومن ثم في باريس. واعترف الإسرائيلي أنه خلال لقائه يماني في باريس أبلغه الأخير أنه وسيط لأجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وأن الإيرانيين معنيون في علاقة سرية معه والتعاون في قضايا عدة.
بعد موافقة الإسرائيلي حصل على أجهزة اتصال وتلقى تدريباً في كيفية استخدامها للتواصل مع الجهات في طهران من منزله. وبعد عودة المتهم إلى إسرائيل حاول الاتصال مع الإيرانيين، لكنه لم ينجح فتواصل مع يماني عبر "فيسبوك" وأبلغه بذلك.
خلال التواصل، حاول يماني تقديم شرح حول كيفية استخدام الجهاز لكن من دون جدوى. وبعد ساعات من انتهاء المراسَلة شعر الإسرائيلي بقلق من إمكانية كشفه، فرمى الجهاز في دورة المياه، وحرق ورقة كتب عليها البريد الإلكتروني الذي كان يفترض إرسال المعلومات عليه للجهات الإيرانية.
وضمن لائحة الاتهام، ورد أن الإسرائيلي التقى قبل شهرين يماني ثلاث مرات واثنين آخرين عرّفا بأنهما ممثليْن عن أجهزة الأمن الإيرانية.
وخلال هذه اللقاءات سلم الإسرائيلي معلومات كثيرة ونقل خلال الحديث مع الثلاثة معلومات أمنية حساسة تساعد إيران في تنفيذ عمليات ضد تل أبيب. كما سلم معلومات حول قضايا سياسية، مدنية، اجتماعية وغيرها.
واتفق خلال اللقاء على استمرار جمع معلومات وحصل على جهاز اتصال جديد وتلقى تدريبات لاستخدامه. كما تسلم المتهم مقابل مبلغ مالي، قائمة من المطالب لمساعدة إيران، بينها أشخاص يمكن تجنيدهم لصالح طهران، ومعلومات عن مناطق إسرائيلية وأماكن محددة وأخرى أمنية قد تساعد على استكمال التخطيط لعمليات ضد إسرائيل.
وبعد وصوله إلى تل أبيب، حوّل مبلغ خمسة آلاف يورو (نحو 6 آلاف دولار) مقابل سفره إلى بودابست وسفريات أخرى كان سيقوم بها خلال الفترة الماضية.
وقبل اعتقاله، نقل للإيرانيين معلومات بحسب المطالب التي حصل عليها خلال لقاءاته في الخارج، وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية كشف أمره عندما حاول فك رسالة وصلته من إيران ولم ينجح فكرر مرات عدة من دون جدوى.