لا يُعرف بالضبط متى بدأ الوباء الذي يسببه فيروس كورونا "كوفيد-19"، خصوصاً أن لدى الصين تاريخ من التغطية على مثل هذه الأمور وعدم الشفافية بشأنها، وإن كانت السلطات في بكين هذه المرة امتُدحت بعد إبلاغها عن المرض الجديد بسرعة نسبياً وكانت أكثر شفافية من ذي قبل، حتى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في بداية انتشار الوباء، امتدح الشفافية الصينية.
أبلغت السلطات الصينية، منظمة الصحة العالمية في اليوم الأخير من ديسمبر (كانون الأول) 2019 أن الأطباء يعالجون أعداداً كبيرة من المرضى في مدينة ووهان، عاصمة إقليم هوبي وسط الصين، من مرض غريب. كان ذلك بعد يوم من كشف طبيب عيون صيني يُدعى لي ونليانغ، 33 عاماً، فيروساً غريباً يسبب أمراضاً تنفسية، وتبادل تلك المعلومات عبر تطبيق عبر الإنترنت مع زملاء له، وعلى الفور كانت الشرطة الصينية تستجوبه وتجبره على التوقيع على اعتراف بأنه ينشر معلومات ضارة.
أول إصابة بالفيروس
ولم يكن واضحاً بعد، أن هذا الطبيب أصيب بالفيروس القاتل، وأنه سيودي بحياته يوم 7 فبراير (شباط) الماضي، ليتحول بعدها إلى بطل، لكنه لم يكن أول حالة وفاة يجري تسجيلها جراء الإصابة بالفيروس، الذي أدى في ذلك الوقت إلى إغلاق سوق الجملة الرئيس في ووهان يوم 1 يناير (كانون الثاني) الماضي، على اعتبار أن العدوى بدأت منه بحسب الحالات التي كانت تعالج في ذلك الوقت.
وفي يوم 11 يناير، أعلنت الصين وفاة أول مصاب بفيروس كورونا في ووهان، وهو شخص تجاوز الستين من عمره، كان يعاني من مرض مزمن بالكبد وأورام في البطن، ولم يُعرف متى التقط العدوى ولا المدة التي قضاها تحت العلاج.
وفي اليوم التالي، نشرت الصين تركيبة الحمض النووي للفيروس الجديد التي أصبحت متاحة لكل العالم، وبدأت منظمة الصحة العالمية تتابع الوضع، خصوصاً أنه بعد 24 ساعة فقط، سُجلّت أول حالة إصابة بالفيروس خارج الصين في تايلاند، وتوالت الإصابات في دول آسيوية أخرى. وقد سُمي الفيروس حينئذ بـ"كورونا المستجد"، على اعتبار أنه من عائلة الفيروسات التي سببت وباء "سارس" ووباء "ميرس" من قبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"كوفيد-19"
ورغم انتشار المرض خارج الصين، ظلت منظمة الصحة العالمية لا تعتبر الوضع حالة "وباء عالمي" حتى 30 يناير الماضي، لكن في 11 فبراير (شباط) أطلقت المنظمة اسماً جديداً على الفيروس المسبب للوباء هو "كوفيد-19".
وجرى تسجيل أول حالة وفاة خارج الصين يوم 2 فبراير لشخص يبلغ من العمر 44 عاماً في الفلبين. وبعد أيام، توفي الطبيب الصيني الذي كان أول من حذر من الفيروس الجديد، وبعدها بيوم واحد أي في 8 فبراير، توفي أول أميركي أصيب بالفيروس حيث كان موجوداً في مدينة ووهان بالصين.
أول إصابة خارج آسيا
وفي 14 فبراير، أُعلنت أول وفاة بفيروس "كوفيد-19" خارج آسيا، وتحديداً في فرنسا لسائح صيني يبلغ من العمر 80 عاماً، حيث توفي في مستشفى بباريس، فيما بدأ الوباء ينتشر بكثافة في أوروبا بعد نحو أسبوع.
ففي 19 فبراير، بدأ انتشار الفيروس في إيران، وزادت أعداد الإصابات والوفيات سريعاً. وبعد يومين انتقل الوباء إلى أوروبا بكثافة لينفجر في إيطاليا يوم 21 فبراير، حيث شهدت أكبر عدد وفيات في القارة العجوز، قبل أن ينفجر الوضع في إسبانيا بعد ذلك وتتجاوزها في عدد الوفيات والإصابات. وفي نهاية الشهر، وتحديداً يوم 29 فبراير، سجلت الولايات المتحدة أول حالة وفاة على أراضيها لمصاب بفيروس "كوفيد-19" بالقرب من مدينة "سياتل" في ولاية واشنطن.
مئة ألف حالة وفاة
وشهد شهر مارس (آذار) الماضي، انتشار الفيروس في كل قارات العالم، وبدأت أعداد الإصابات والوفيات ترتفع بالآلاف حتى تجاوزت المئة ألف وفاة قبل أيام، بينما تجاوت الإصابات مليونا و700 ألف حالة مسجلة.
الفيروس يضرب الأطباء والممرضين
ولعل أكثر ما أصاب الناس بالتأثر هو ضحايا الفيروس من العاملين في الحقل الطبي، الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن البشرية في مواجهة الوباء، بدءاً من الطبيب الصيني لي ونليانغ يوم 7 فبراير وحتى أحدث وفاة لما يقرب من عشرين من أطباء وممرضين في بريطانيا في الأيام الماضية، أغلبهم من المهاجرين، وعدد كبير منهم من بلاد عربية وإسلامية.
مشاهير... وضحايا
ولم يفرق الفيروس بين ضحاياه على أساس العرق أو الجنسية أو الوضع الاجتماعي، ومن المعروفين الذي قضوا متأثرين بالوباء رئيس الوزراء الليبي السابق محمود جبريل، الذي توفي في مصر يوم 5 أبريل (نيسان) الحالي بعد أصابته بكورونا، كما أصيب قبله رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي نقل إلى المستشفى قبل أيام وقضى يومين في العناية المركزة لكنه بدأ يتعافى.
كما نال الفيروس من حياة عدد من المشاهير حول العالم، منهم المغني والموسيقي الأميركي الشهير جون براين يوم 7 أبريل، والممثل جاي بنيدكت يوم 4 أبريل، والممثلة باتريشيا بوزوورث يوم 3 أبريل. ولا يزال العالم شبه مغلق ولا تزال أعداد الإصابات والوفيات في ارتفاع.