طُلب إلى أصحاب الحيوانات الأليفة المصابين بفيروس كورونا، أو الذين يبقون في عزلة ذاتيّة، عدم السماح لقططهم بالخروج من المنزل، وجاء ذلك في ظلّ ظهور أدلة على أنّ الحيوانات الأليفة يمكن أن تُصاب بـكوفيد-19.
أصدرت "بي. في. أي" (الجمعيّة البيطريّة البريطانيّة) ذلك التحذير، غير أنّها قالت إنّ "على أصحاب الحيوانات ألا يقلقوا" من انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، مضيفةً أنّه ما زال من الممكن السماح للقطط التي ترعاها أسر غير مصابة بـكوفيد-19 الخروج في أثناء الإنغلاق.
خرجت تلك التوصيات، بعدما أشار بحث من معهد هاربين للبحوث البيطريّة في الصين إلى أنّ القطط يُحتمل أن تلتقط كوفيد-19 وتنشره في ما بينها. أمّا بالنسبة إلى الكلاب، فأضافت الدراسة أنّها تبقى أقل عرضة للعدوى مقارنة بالقطط.
لكن مع ذلك، يبقى خطر إصابة الحيوانات الأليفة بالفيروس منخفضاً، إذ جاءت فحوص كورونا، عالميّاً، إيجابيّة لدى كلبين وقطتين فقط، وفقاً لـلجمعيّة الأميركيّة للطب البيطري.
تحدّث في هذا الشأن ويليام ساندر، وهو بروفيسور مساعد في كلية الطب البيطريّ في جامعة إلينوي الأميركيّة، وقال إنّنا شهدنا "أكثر من مليون إصابة بشريّة في هذه المرحلة في شتى أنحاء العالم، وثمة حتى الآن أربعة حيوانات منزليّة فقط حول العالم جاءت نتائج فحوصها موجبة (مصابة بكورونا)، لذا يُعتبر خطر الانتقال (كوفيد- 19) إلى الحيوانات الأليفة ضئيلاً جداً".
الجمعية البيطريّة البريطانيّة ذكرت أنّ على مالكي الحيوانات اتخاذ "تدابير وقائيّة منطقيّة" و"ممارسة عادات النظافة الصحيّة الجيدة" عند التعامل مع حيواناتهم الأليفة، وأصرّت دانييلا دوس سانتوس رئيسة الجمعيّة على أنّه "لم يكن ثمة دليل على أنّ الحيوانات الأليفة في وسعها أن تنقل كوفيد-19 إلى أصحابها".
قالت سانتوس: "لا ننصح بإبقاء جميع القطط في البيوت، إنّما فقط القطط التي تهتمّ بها أسر مصابة (بكورونا)، أو التي يلجأ أصحابها إلى عزل ذاتيّ، وفقط في حال كانت القطة سعيدة بعدم السماح لها بالخروج. في الحقيقة، لا يستطيع بعض القطط أن يبقى حبيساً لأسباب طبيّة متعلِّقة بالضغط النفسيّ".
أضافت: "كانت إصابات كوفيد-19 بين صفوف الحيوانات قليلة جداً، وفي الحالات كافة يُرجّح أن تكون العدوى انتقلت من إنسان إلى حيوان. من خلال النظر إلى الحالات القليلة (إصابات الحيوانات)، يتبيّن أن الكلاب لا تعاني أعراضاً، خلافاً للقطط التي تظهر عليها علامات مرضيّة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في أواخر فبراير (شباط) الماضي، أُعلنت أوّل حالة مؤكّدة لانتقال فيروس كورونا من إنسان إلى حيوان في هونغ كونغ في الصين، بعدما نقلت امرأة مصابةٌ العدوى إلى كلبها، الذي لم تظهر عليه أيّ أعراض، بحسب ما أفادات إدارة الزراعة والصيد والحفظ في تلك المنطقة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الحاليّ، بيّنت فحوص طبيّة جاءت نتيجتها موجبة أنّ نمراً في "برونكس" حديقة حيوانات في مدينة نيويورك الأميركيّة مصاب بـكورونا، فيما يُعتقد أنّ ستة نمور أخرى أصيبت بالعدوى عن طريق أحد حراس الحديقة الذي يحمل الفيروس إنّما لا تظهر عليه أيّ أعراض.
وجاء ذلك في أعقاب تأكيد أنّ قطة في بلجيكا أصيبت بـكوفيد-19 بعدما التقط صاحبها العدوى.
وقال فريق البحث الصينيّ من معهد هاربين للبحوث البيطريّة: "كانت القطط التي استخدمناها في هذه الدراسة... معرضة بدرجة كبيرة لـ "سارس- كوف- 2"، الذي يتكاثر (عن طريق الاستنساخ) بكفاءة وينتقل إلى القطط البريئة. ينبغي أن تؤخذ عملية رصد "سارس- كوف- 2" لدى القطط كعامل مساعد في القضاء على كوفيد-19 لدى البشر".
صحيح أنّ تلك الدراسة لم تخضع بعد لتتقييم من زملاء علماء، بيد أنّ خبراء قالوا إنّ نتائجها موثوقة.
وتشير الجمعية البيطريّة البريطانيّة، إلى أنّ فراء الحيوان، على غرار أيّ سطح، يمكن أن يحمل الفيروس لفترة من الوقت "في حال كان حيوان أليف ما قد تلامس مع شخص مريض (بكورونا)".
على الرغم من ظهور أدلة متزايدة إلى انتقال عدوى كورونا من الإنسان إلى الحيوان، لا يوجد ما يشير إلى أنّ الحيوانات بدورها يمكن أن تنقل المرض مجدداً إلى البشر.
تطرّقت إلى هذه النقطة كارين تيريو، رئيسة برنامج علم الأمراض الحيوانيّة في كلية الطب البيطريّ في جامعة إلينوي، التي ساعدت في تشخيص حالة نمر حديقة الحيوانات برونكس، وقالت إنّه "حتى الآن، لا يتوفّر لدينا أيّ دليل على انتقال الفيروس (كورونا) من حيوان أليف إلى أصحابه. بل من المحتمل جداً أن يتمكّن المالك من نقله إلى حيوانه الأليف".
وقال ديرك فايفر، وهو عالم أوبئة في جامعة سيتي في هونغ كونغ، "إنّه من دون شكّ ينبغي أن يظلّ التركيز على مكافحة فيروس كورونا منصباً بقوّة على الحدّ من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان آخر".
© The Independent