استعرت الاشتباكات مجدداً بين مقاتلي حكومة "الوفاق" والجيش الوطني الليبي في الشريط الساحلي غرب طرابلس، على الرغم من الهدنة المؤقتة التي جرى التوصل إليها بين الطرفين في ظل انتشار فيروس كورونا. وقد أعلنت قوات الحكومة اليوم الاثنين 13 أبريل (نيسان)، استهداف غرفة عمليات تابعة لقوات المشير خليفة حفتر، في قصف جوي على مواقع عدة في مدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس، كذلك أعلنت السيطرة على مدينة صرمان الغربية، علماً أن الجيش لا يسيطر سوى على مدينتي صرمان وصبراتة على الساحل الغربي لطرابلس.
معارك مستمرة
وبحسب المعلومات، فقد هاجمت قوات"الوفاق" مدينة صرمان وهي تخوض مواجهات مع الجيش وصفت بالعنيفة في ضواحي مدينة صرمان التي يسيطر عليها "الجيش الوطني".
وأكدت مصادر أخرى أن القتال لا يزال مستمراً داخل صرمان، وأن قوات "الوفاق" تحاول اقتحام مديرية الأمن في المدينة.
وأفادت مواقع محلية ليبية بأن قوات الحكومة فتحت محاور قتال جديدة، قرب صبراتة ومحوراً آخر في الوطية والزاوية.
وقال مصدر عسكري تابع لـ"الوفاق"، إن قوات الحكومة الليبية بسطت سيطرتها على منطقة أبوقرين، بعد سيطرة قوات حفتر عليها ساعات.
مطارات تركيا تضخ المزيد من "المرتزقة"
وبعد إعلان حكومة "الوفاق" إسقاط طائرتين تابعتين لقوات حفتر في منطقة أبو قرين شرق مدينة مصراتة، أقرت الأخيرة بسقوط طائرة ومقتل طاقمها.
قال المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة بنغازي، "فقدنا في العمليات الجوية طائرة لسلاح الجو قتل طاقمها المؤلف من ثلاثة عسكريين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ظل الخسائر البشرية الكبيرة في صفوفهم جراء المعارك مع قوات الجيش على محاور متفرقة من الأراضي الليبية، أكد المسماري أن "مطارات تركيا لا تزال تضخ المرتزقة إلى مطارات مصراتة وطرابلس يومياً".
وتابع "رصدنا وصول 1500 إرهابي إلى ميناء طرابلس آتين من موانئ تركيا"، لافتاً إلى أن "هناك أسلحة تدخل إلى ميليشيات طرابلس على الرغم من قرار مجلس الأمن حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا"، وفق تعبيره.
كما أوضح أن الطائرات التركية المسيرة لا تزال تستهدف قوافل الإمدادات الطبية والغذائية في ليبيا.
وأوضح المسماري أن قوات الجيش الوطني جنوب شرقي البلاد، تراقب الحدود وتقف أمام الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
تزايد حالات كورونا
وفي ما يخص فيروس كورونا، فقد أكد أن "كل المناطق العسكرية في عمل دائم ومستمر للحد من انتشار الوباء".
ويربط مراقبون لتطورات الوضع في ليبيا، "تزايد حالات الإصابة بالفيروس في ليبيا بتوافد الآلاف من مرتزقة أردوغان للقتال مع الميليشيات المتطرفة التي تدعم السراج، آتين من تركيا حيث انتشر الوباء على نحوٍ واسع قبل أن تُصارح الحكومة التركية شعبها بذلك رسمياً"، فيما تحتل تركيا حالياً المركز التاسع عالمياً في عدد حالات الإصابة بالوباء.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن قبل يومين، أن أنقرة تواصل نقل مقاتلين سوريين إلى ليبيا للقتال إلى جانب فصائل حكومة "الوفاق".
وذكر في بيان أن "تركيا استغلت انشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا، وأرسلت دفعة جديدة من المقاتلين السوريين مؤلفة من 300 عنصر من فصيل "السلطان مراد" و"لواء صقور الشمال" و"فيلق الشام"، وصلت الجمعة إلى ليبيا".
إلى ذلك أضاف أن "هناك دفعة أخرى من 150 مقاتلاً من فصيل "السلطان مراد" انطلقت خلال الساعات والأيام القليلة الماضية، من مركز مدينة عفرين، وتوجهت بواسطة حافلات نقل تركية إلى الحدود، كما انطلقت مجموعات أخرى تضم العشرات من مدينتي جرابلس والباب إلى نقطة التجمع في منطقة حوار كلس".
تأثير الحرب والفيروس
وحذر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ويليام دي يونغ، من تردي الأوضاع ومن تأثير الحرب والفيروس معاً في الداخل الليبي وفي مئات الآلاف من الليبيين.
وقال إن نظام الرعاية الصحية في ليبيا كان يعاني قبل تفشي الوباء ولا يزال، وعلى الرغم من حاجة بعض الأطباء للتدرب لمواجهة كورونا فهم يُستدعون إلى جبهات القتال لمتابعة الجرحى والمصابين، مندداً بعدم الاستجابة للعديد من الدعوات الدولية إلى وقف القتال.
وفي الوقت الذي أوضح فيه المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، أن إجمالي الإصابات المؤكدة بكورونا ارتفع في ليبيا إلى حوالى 25 حالة منها أربع في بنغازي، والبقية في المناطق غرب البلاد، جددت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تحذيرها من تردي الأوضاع مع تفشي كورونا. وقالت في بيان إنه منذ أبريل(نيسان) 2019، لقي أكثر من 300 فرد من المدنيين مصرعهم واضطر 150.000 للنزوح من منازلهم.