تعهد قادة دول جنوب شرقي آسيا، بتكثيف التعاون المشترك في ما بينهم وتوفير كل أنواع الدعم، للتغلب على جائحة كوفيد-19، وذلك خلال اجتماعهم في قمة "آسيان +3" الاستثنائية، التي عُقدت، يوم الثلاثاء، بواسطة تقنية "الفيديو كونفرانس"، بالمضمون ذاته والطريقة التي استضافت بها السعودية قمة مجموعة العشرين الأخيرة، لمناقشة التداعيات والآثار المترتبة على الوباء وطرق مواجهته للحد من انتشاره.
وتُعد "آسيان+3"، ثاني أكبر قمة عالمية افتراضية عُقدت بعد قمة الـ20 التي قادتها الرياض للتخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا. وشهدت القمة الآسيوية مشاركة قادة الدول الأعضاء، وهم ماليزيا، إندونيسيا، الفيليبين، سنغافورة، تايلاند، بروناي، كمبوديا، لاوس، ميانمار وفيتنام، الذين وضعوا حجر أساس الرابطة عام 1967، إضافة إلى الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
ضرر شامل
وتضررت كل الدول الأعضاء في الرابطة من الجائحة، بتسجيل إصابات وخسائر بنسبة متفاوتة، تخطت حاجز الـ20 ألف إصابة مؤكدة إلى جانب 840 حالة وفاة، وذلك على الرغم من استجابة دول شرق آسيا لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي صدرت الشهر الماضي، بإغلاق الحدود ومنع السفر والالتزام بالحجر الصحي لمكافحة تفشي الوباء.
وألقى رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شيوان بوك كلمة الافتتاح، باعتبار فيتنام رئيس الرابطة للعام الحالي، حيث وصف توابع الجائحة بـ"التحدي غير المسبوق" للدول الإقليمية والعالمية، لا سيما بعد انتشار الفيروس في أكثر من 200 دولة حول العالم، إلا أنه مع ذلك راهن على تجاوز الأزمة، لاعتقاده أنه بروح "الآسيان المترابطة يعمل مجتمع آسيان بشكل وثيق مع شركائه والمجتمع الدولي لاحتواء الوباء"، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل الحكومات لأنها "حققت نتائج أولية مشجعة للحد من انتشار كورونا".
أما رئيس الحكومة السنغافوري لي هسين لونج، فشدد على أهمية تبادل المعلومات بما يصلح لكل لبلد، مضيفاً أنه "من أجل بناء القدرة على الصمود أمام الصدمات الاقتصادية المستقبلية، يجب أن تكون لدى دول المنطقة معايير مشتركة بشأن القيود على السفر والتجارة"، في إشارة واضحة إلى ضرورة وأهمية وجود إرشادات واضحة لتحقيق نهج متوازن وعقلاني يأخذ في الاعتبار المعايير الصحية والاقتصادية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعاون علمي واقتصادي
وأبدى الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي استعداد بلاده للمشاركة في التجارب السريرية والدراسات الطبية للعلاجات المحتملة لمرض فيروس كورونا، مشدداً كذلك على "ضرورة التعاون العلمي بين أعضاء الرابطة"، من أجل تطوير لقاح لعلاج الوباء التاجي، وضمان وصوله إلى كل البلدان بشكل عادل وسهل.
أما رئيس الوزراء الماليزي تان سري محي الدين ياسين فاقترح وضع خطة لإنعاش الاقتصاد في مرحلة ما بعد التخلص من العدو الخفي، لافتاً إلى أن "خطة آسيان ينبغي أن تركز على تعزيز التضامن الاجتماعي والأمن الغذائي وتحسين التعليم"، وهو تقريباً ما دعا إليه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، بقوله "ليس أمامنا خيار سوى الانتصار على هذا الفيروس. فقط التآزر والتعاون هما الحل في هذه الأزمة".
وفي الاتجاه ذاته، اقترح رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أو تشا، إنشاء صندوق باسم "رابطة آسيان" للحد من انتشار الفيروس، مشيراً إلى إمكانية استخدام الصندوق في تمويل الإمدادات الطبية، أما رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، فدعا إلى الوحدة في محاربة الجائحة، مؤكداً أنه "بترابط الأعضاء عن طريق تبادل المعلومات والتقنيات والخبرات الطبية حول المرض، ستنجح آسيان في احتواء كورونا".
في السياق، تعهد الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إين، بتقديم المساعدات الممكنة للجميع من دون استثناء للحد من انتشار الوباء، لافتاً إلى أنه "كما تغلبت آسيان+3 على تحديات بالجملة من قبل، ستتغلب على الوباء المستجد"، بينما حضّ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، نظراءه على تكثيف الجهود لمكافحة الوباء، مع ضرورة مشاركة المعلومات حول الفيروس وبشكل سريع مع ضمان شفافية البيانات.
وفي ختام الجلسة، شدد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، على أهمية تعزيز ووعي المجتمع لتحقيق ما وصفه بـ "الانتصار المبكر" على كوفيد-19 في جنوب شرقي آسيا، موضحاً أن "المعركة ضد كورونا جعلتنا ندرك أننا في مجتمع ذي مستقبل مشترك"، مؤكداً أيضاً، أنه "مع انتشار الوباء عالمياً، تضاعفت خطورة الفيروس على صحة وسلامة الناس في كل أنحاء العالم، بخلاف الأزمة الاقتصادية التي تلوح في الأفق مع انكماش متزامن للعرض والطلب وتقلبات هائلة في الأسواق المالية وتراجع التجارة والاستثمار".
نتائج القمة
وبعد انتهاء القمة الاستثنائية، خرج قادة آسيان+3، ببيان مشابه لنتائج قمة مجموعة العشرين، جاء فيه:
1- إنشاء صندوق مكافحة فيروس كورونا المستجد كوسيلة للمساعدة في شراء الإمدادات والمعدات الطبية اللازمة للخطوط الأمامية في كل الدول الأعضاء.
2- تبادل المعلومات بشكل يومي بين الدول الأعضاء في ما يخص مستجدات الوباء.
3- العمل المشترك في البحث عن اللقاحات والعلاجات المحتملة للمرض، وتعزيز قدرة نظم الصحة العامة. وتكثيف التعاون لتوفير ما يكفي من الأدوية واللوازم والمعدات الطبية الأساسية، بما في ذلك أدوات التشخيص ومعدات الحماية الشخصية.
4- تطوير الاحتياطات الإقليمية من الإمدادات الطبية واستخدام مستودعات احتياطات الآسيان لدعم حاجات دولهم أثناء حالات الطوارئ الصحية.
5- الالتزام بالتخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لوباء كوفيد-19 والحفاظ على رفاهية شعوب الرابطة. واستخدام احتياط رز الطوارئ التابع لرابطة آسيان + 3 وتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية لضمان الأمن الغذائي في المنطقة.
6- زيادة الدعم للسكان المحتاجين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الشركات لتحسين استقرار الاقتصاد الإقليمي.
7- التزام قادة الآسيان بتعهدهم أمام المجتمع الدولي بمحاربة انتشار الوباء في المنطقة.