أحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مهمة تشكيل حكومة على البرلمان بعد فشل رئيس مجلس النواب بيني غانتس في التوصل إلى اتفاق على ائتلاف وحدة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو.
وكان ريفلين قد عهد مهمة تشكيل الحكومة لغانتس بعد انتخابات الثاني من مارس (آذار) الماضي، التي كانت الثالثة خلال أقل من عام. لكن مهلة الأسابيع الأربعة انقضت بدون تقدم يذكر.
وتعهد غانتس عقب تكليفه بالسعي إلى تشكيل حكومة وحدة طارئة يقودها نتانياهو في البداية، بينما تشهد البلاد خصوصا تفشي الوباء.
وكانت صلاحية التفويض الذي منحه الرئيس الإسرائيلي انتهت فجر اليوم، لتشكيل حكومة ائتلافية مع منافسه الأبرز رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، لكن المفاوضات بين الطرفين لا تزال مستمرّة. وكان الطرفان حصلا فجر الثلاثاء على تمديد لـ48 ساعة كحدّ أقصى لتشكيل ائتلاف حكومي لكن المهلة انتهت في الساعة صفر من فجر الخميس ولم يتوصّلا إلى اتفاق في وقت تستمر المفاوضات بينهما.
جمود سياسي
وأكد مصدر في الرئاسة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية "انتهاء صلاحية التفويض الممنوح للجنرال بيني غانتس"، بينما تعيش إسرائيل حالة جمود سياسي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018 فاقمتها في الأشهر الأخيرة جائحة "كوفيد -19".
وكان الطرفان علّقا عملية التفاوض منذ الثلاثاء ولغاية مساء الأربعاء (15 أبريل، نيسان) بسبب عطلة الفصح اليهودي. وانقضت فجر الثلاثاء المهلة الأصلية التي حددها ريفلين لزعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" غانتس، لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات الثاني من مارس (آذار) الماضي، وهي الانتخابات التشريعية الثالثة في أقل من سنة.
وكان غانتس، الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش، حصل على دعم معظم نواب البرلمان (الكنيست) المؤلَف من 120 مقعداً، على الرغم من تقدم نتنياهو وحزبه الليكود في الانتخابات. وفشل كلّ من نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة بعد انتخابات أبريل 2020 وسبتمبر (أيلول) 2019.
حكومة كورونا
وقال نتنياهو وغانتس إنّهما يحاولان تشكيل حكومة "وحدة وطنية للطوارئ" لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجدّ، بعدما أحصت إسرائيل أكثر من 12 ألف إصابة وسجلت 130 وفاة.
وفي حال فشلهما في تشكيل حكومة، على الرئيس الإسرائيلي الطلب من أعضاء البرلمان ترشيح شخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة.
وانتُخب بيني غانتس في وقت سابق الشهر الماضي وبشكل مفاجئ للجميع رئيساً للكنيست، وتوقفت بعدها فعلياً محادثات تشكيل حكومة بقيادته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعا غانتس إلى تشكيل تحالف يقوده نتنياهو لفترة محددة من أجل الاتحاد في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية غير المسبوقة.
وتسببت دعوته بانقسام داخل تحالفه الوسطي وانشقاق بعض أعضائه وانضمامهم للمعارضة بدلاً من دعم نتانياهو.
وتوقفت بعدها محادثات تشكيل الحكومة بعد خلافات على توزيع الحقائب الوزارية وخصوصاً حقيبة العدل إذ يواجه نتنياهو تهماً بالفساد وتسبّب انتشار الفيروس بإرجاء بدء محاكمته إلى مايو (أيار) المقبل. ونتنياهو هو أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل تُوجَّه إليه تهم وهو في منصبه.
ويبدو أن حقيبة الدفاع موضع خلاف أيضاً، وخصوصاً أن غانتس ومساعده غابي أشكنازي هما رئيسا أركان سابقان.
بنود خلافية
كما طفا على السطح خلاف حول عملية ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة التي كانت جزءاً من بنود خطة السلام الأميركية التي كشف النقاب عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي.
وبينما رحب نتنياهو بعملية الضم، أبدى غانتس تحفظه، فيما رفض الفلسطينيون كل بنود الخطة الأميركية وبشكل قاطع.
ولطالما رفض غانتس المشاركة في حكومة يقودها نتنياهو بسبب تهم الفساد الموجَهة إلى الأخير، لكنه أعلن لاحقاً عن قراره التحالف مع الأخير. وقال غانتس في وقت سابق مخاطباً غريمه السياسي "نتنياهو، لقد وصلنا إلى ساعة الحقيقة... إن الإسرائيليين يتوقّعون منّا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن نعمل معاً من أجلهم... التاريخ لن يغفر لنا إذا لم ننجح".
ويتساءل كثيرون عما إذا كان نتنياهو يريد فعلاً تقاسم السلطة مع غانتس لاسيما أن استطلاعات الرأي كانت إيجابية لصالحه، إذ يبدو أن هناك تأييداً واسعاً لطريقة إدارته لأزمة كورونا. ويُتهم رئيس الوزراء من قبل معارضيه بسعيه المستمر إلى إلغاء لوائح الاتّهام الموجّهة إليه، والضغط من أجل إجراء انتخابات رابعة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية كفرصة أخيرة يمكن أن تساعده في الحصول على الحصانة من المحاكمة.