وصف مسؤول فلسطيني رفيع إعلان واشنطن تقديم خمسة ملايين دولار للفلسطينيين لمساعدتهم في مواجهة كورونا "بالمعيب"، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تبحث عن طريقة لإعادة العلاقات المتوقفة مع السلطة الفلسطينية منذ أواخر عام 2017.
وشدد المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لـ "اندبندنت عربية"، على رفض الفلسطينيين استئناف علاقاتهم السياسية مع الإدارة الأميركية، طالما لم تتراجع عن خطة ترمب التي رفضها الفلسطينيون بشدة، واعتبروها تصفية لحقوقهم الوطنية كافة، وأشار إلى أنه إذا "بقيت القدس خارج طاولة المفاوضات، فإن إدارة الرئيس الأميركي ستبقى خارج المفاوضات ولن يقبل الفلسطينيون بها كراعٍ وحيد لعملية السلام بسبب تبنيها موقف اليمين الإسرائيلي المتطرف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خمسة ملايين دولار
وفي ما يبدو أنها استجابة لدعوة من أعضاء في الكونغرس الأميركي، أعلنت الإدارة الأميركية على لسان سفيرها لدى إسرائيل ديفيد فريدمان تقديم الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار للمستشفيات والأُسر الفلسطينية لمكافحة كورونا، وأضاف فريدمان أن بلاده "بصفتها أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في العالم ملتزمة بمساعدة الشعب الفلسطيني".
وعلى لسان الناطق باسمها إبراهيم ملحم، ذكرت الحكومة الفلسطينية أنها "لم تتلق أي أموال من الادارة الأميركية ولن تتلقى"، مضيفاً أن الفلسطينيين "ليسوا بحاجة لأموال هذه الإدارة، وأن الاتصالات معها مقطوعة". وبعد ساعات عاد ملحم، وقال إن المساعدة المالية الأميركية جاءت من "مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية الأميركية" لدعم قطاع الصحة الفلسطيني، معرباً عن ترحيب الفلسطينيين بها وشكرهم الشعب الأميركي على المساعدة.
الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
لكن الخارجية الأميركية أعلنت تقديم خمسة ملايين دولار للفلسطينيين من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية كجزء من 500 مليون دولار ساهمت بها لعدد من دول العالم لمواجهة كورونا، وعادة ما تقوم هذه الوكالة بتقديم أموال إلى مؤسسة الإغاثة الكاثوليكية لتوزيعها في المناطق التي لا تعمل فيها الوكالة.
وجاءت هذه الخطوة بعد دعوة أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس إدارة ترمب إلى منح الفلسطينيين مساعدات لمواجهة "كوفيد-19"، مشيرين إلى أن مكافحة الوباء في الأراضي الفلسطينية يعتبر "مصلحة أمنية قومية للولايات المتحدة، وللفلسطينيين، ولحليفتنا إسرائيل".
وقال أعضاء في الكونغرس إن قانون الاعتمادات للسنة المالية 2020 ضم 75 مليون دولار للمساعدات الإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، ومنذ يناير (كانون الثاني) من عام 2018 بدأت واشنطن تجميد كامل المساعدات للشعب الفلسطيني، كما أوقفت مساهمتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى وقف عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأراضي الفلسطينية.
وتبلغ قيمة تلك المساعدات حوالى 500 مليون دولار سنوياً، في وقت لا يزال الدعم الأميركي للأجهزة الأمنية الفلسطينية قائماً.
دلالات سياسية؟
واستعبد المحلل السياسي جهاد حرب وجود دلالات سياسية للخطوة الأميركية، مضيفاً أن واشنطن مشغولة حالياً بمواجهة كورونا والاستعداد للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال حرب إن المساعدة جاءت من مؤسسة مجتمع مدني أميركية لمؤسسات مجتمع مدني فلسطينية، لكنه وصف تلك الخطوة "بغير مرحب فيها من الشعب الفلسطيني بسبب سحق واشنطن لحقوق الفلسطينيين".