"ملاذنا في الحجر المنزلي هو القراءة كوسيلة ابتعاد عن الأخبار والإشاعات والتخبط العام في العالم"، تقول الشابة نبال قندس التي يشهد لها أصدقاؤها باهتمامها بالكتب الورقية واقتنائها. فهي تحرص على زيارة معارض الكتب خصوصاً في الخارج كي تشتري ما لا يصل منها إلى فلسطين. والغريب أنها كانت حين تُسأل عن سبب شراء الكتب بكثرة، تجيب بأن الوضع السياسي غير مستقر وقد يضطر الناس إلى البقاء في المنازل لفترة طويلة، وحينها ستمتلك ما يكفيها، لكنها لم تكن تعلم أن المكوث في البيت سيكون لسبب آخر.
أما كورونا فقد ضاعف الوقت المخصص للقراءة، وباتت لا تكتفي بالكتب الورقية، إذ تتابع الكتب الصوتية المتوافرة على المنصات الإلكترونية. فتختار المؤلفات التي لا تستطيع الحصول عليها في هذه الفترة.
وبالنسبة إلى نبال، "الكتب الإلكترونية لا تفي بالغرض"، إذ لا تشعر بألفة مع الشاشة، التي تحرمها فرصة كتابة ملاحظات أو رسم خطوط تحت العبارات التي تهمها. لذلك كانت تنتظر بشغف أن توفر بعض المكتبات خدمة التوصيل، لتطلب الكتب التي تريدها، حتى لو كان ما تمتلكه على رفوفها يكفيها عاماً آخر من الحجر.
خدمة التوصيل
منذ إعلان الإغلاق في فلسطين قبل نحو شهر، والمكتبات مغلقة، لكن بعضها بدأ يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمؤلفات الموجودة لديه، وتوفير خدمة التوصيل إلى مناطق محددة خلال أيام قليلة.
تحاول مكتبة العم صالح في نابلس، وفق نضال خندقجي، التأقلم مع حال الطوارئ، وقد لجأت إلى استقبال الطلبات عبر شبكة الإنترنت أو الهاتف، وتوصيلها مع الالتزام بإجراءات السلامة. ويكشف خندقجي أنّ الكتب الروحانية والطاقة الإيجابية والتنمية البشرية هي الأكثر طلباً خلال فترة الحجر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فقد تسبب الإغلاق بخسائر كبيرة للمكتبة، إذ إن خدمة التوصيل كانت تغطي مدن الضفة الغربية والقدس، ولكن في هذه الأيام تقلّصت خريطتها، إضافة إلى أن الطلب على البيع تراجع خلال الشهرين الماضيين، وباتت المكتبة لا تستقبل الكتب الجديدة.
ويلفت خندقجي إلى أنّ فريق المكتبة ينشط دائماً لتقديم اقتراحات إلى الزبائن، فينشر تعريفات بكتب بهدف تشجيع القراءة. وفي ظروف كورونا، يسعى الفريق إلى الحفاظ على روّاد المكتبة. وعلى الرغم من ذلك، يقول خندقجي، لم ينتقل جمهور الكتاب الورقي كله إلى الكتاب الإلكتروني، علماً أنه يلاحظ أن قراءة الكتب عبر الإنترنت تزداد، خصوصاً أنها أوفر والحصول عليها لا يتطلب الخروج من البيت مثل الكتب الورقية.
الجمعة يوم للمكتبات
"تفتح المكتبات أبوابها أيام الجمعة"، جاء ذلك في خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. وعلى الرغم من استعداد المكتبات إلا أن حركة الزوار لم تأتِ كما كان متوقعاً.
وتعتبر سجود البرغوثي، مسؤولة مكتبة دار العماد في رام الله، أن سوق الكتب تعطّلت في البداية لفترة طويلة، ما دفع إلى إلغاء كثير من الطلبات، ولكن بعد اعتماد التوصيل انتعشت السوق، وانشغلنا بإعداد الطرود وإرسالها مع شركات النقل خلال الساعات التي تعمل فيها المكتبة أيام الجمعة. أما الكتب الأكثر طلباً فهي الفكرية والروايات وقصص الأطفال.