أحد أكثر المشكلات في الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، أنها أعطت مساحة كبيرة لمطلِقي الإشاعات، وللأسف أصبحت الإنترنت وبرامج التواصل أماكن سهلة جداً لنشر الإشاعة بين المستخدمين، مع العلم أنه بإمكان أي مستخدم فتح أي محرك بحث وبضغطة زر يستطيع التأكد من مصدر المعلومة، لكن للأسف هناك ضعف لدى الناس في التقصي بشأن المعلومات والتأكد من مصادرها، ولذلك نجد أن الإشاعات تنتشر بشكل أكبر وأسرع من الخبر الحقيقي.
وقد حاولت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير التصدي لهذه المشكلة وتكونت فرق لمحاربتها، وهناك دول وضعت قوانين صارمة لمحاربة ناشري الإشاعات، حيث إن المشكلة الأكبر ليست في الإشاعة فقط، بل في من يقومون بنشرها، فهؤلاء هم قلبها النابض، لأن الإشاعة يمكن أن تموت إذا لم يتم نشرها أو تداولها بين الناس.
محاربة المعلومات غير الصحيحة
وكانت شبكات التواصل في البداية بيئة خصبة للإشاعات، ولذلك تنتشر عليها العديد من الأخبار المزيفة أو الأبحاث العلمية التي لا أساس لها من الصحة، والمصيبة الأعظم من يقوم بترجمة المقاطع بطريقة مغلوطة فقط لجمع أكبر عدد من علامات الإعجاب أو زيادة عدد المتابعين عبر نشر معلومات غير الصحيحة.
ولكن مع ضغط الحكومات رضخت شبكات التواصل الاجتماعي ووضعت العديد من القوانين لمحاربة الإشاعات والمعلومات الخاطئة، حيث قامت بتوظيف أشخاص وظيفتهم فقط حجب المعلومات غير الصحيحه وإزالتها من المنصة، فعلى سبيل المثال فإن "تويتر" الآن في حال نشر معلومة غير صحيحه عليه يقوم بتنبيه المستخدم ووضع المعلومة الصحيحة، كما قد يحذف المحتوى كما حدث مع تغريدة الرئيس البرازيلي الذي حُذفت تغريداته التي تقلل من أهمية العزل الصحي في الفترة الحالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"واتساب" يحارب الإشاعات
المشكلة الأكبر تكمن في تطبيقات التواصل النصي، مثل "واتساب" و"فيسبوك ماسنجر" وغيرها من التطبيقات التي يسهل نشر المعلومات المغلوطة من خلالها بشكل سريع وسهل، ولا يمكن السيطرة عليها. ومن خلال بحث سريع في شبكات التواصل الاجتماعي تجد أن أغلب من ينشر الإشاعات في حال سؤاله عن مصدره سيكون جوابه أنها أحد تطبيقات التواصل مثل "واتساب".
وخلال الأيام الماضية قام "واتساب" بعمل عدة خطوات للإسهام في محاربة الإشاعات خصوصاً في الأيام الحالية، لأن نشر الإشاعات للأسف قد يؤدي إلى كوارث للدول، حيث قلل التطبيق من إمكانية إعادة إرسال الرسائل بين المستخدمين، فقد اقتصر الأمر على خمسة أشخاص فقط يمكن إعادة توجيه الرسالة إليهم، وذلك في محاولة تقليل نشر الإشاعات، ولكن بعدها في حال أن الرسالة كانت متداولة بشكل كبير ما بين الناس سيكون بإمكان المستخدم تحويلها إلى شخص واحد فقط، وهذا الأمر أسهم بشكل أو بآخر في تقليل انتشار الإشاعات بين الناس.
إشاعات كورونا
وللأسف فإن الإشاعات مشكلة لا يمكن السيطرة عليها، وأثرها على المجتمع خطير جداً، فعلى سبيل المثال نشر إشاعة واحدة مغلوطة عن فيروس كورونا قد يسهم في إصابة عدد كبير من الناس بالمرض، كما أن من الصعب السيطرة على الإشاعة، وسيكون على الجهات المسؤولة القيام بحملات مضادة لتوعية الناس، فمثلاً في بداية الأزمة كانت هناك إشاعة عن مُرّكبٍ كيميائي في حال تناوله الإنسان سيقيه من الإصابة بالفيروس، وللأسف انتشرت الإشاعة بشكل كبير في إحدى الدول وأدت إلى وفاة 300 شخص من ضمنهم عدد كبير من الأطفال، لذلك من المهم في حال وصل إليك أي خبر أو معلومة طبية أو عامة يجب عليك التوجه إلى الجهة المسؤولة في بلدك والتأكد من صحة المعلومة، حتى لا تكون سبباً في أن يفقد أحد الأشخاص حياته.