فيما تتأرجح شركة الطيران الأسترالية التي أسسها على حافة الإفلاس، حذر السير ريتشارد برانسون العاملين في "فيرجين أتلانتيك" من إمكان إغلاق شركة الطيران هذه إذا لم تقدم الحكومة قرضاً عاجلاً لها.
وكتب مؤسس شركة "فيرجين" في رسالة مفتوحة، "لم نواجه وقتاً أصعب من هذا خلال خمسة عقود قضيتها في هذه الأعمال... إن من الصعب إيجاد الكلمات التي تعبر عن التأثير المدمر لاستمرار هذه الجائحة على الكثير من المجتمعات، والأعمال والأفراد في شتى أنحاء العالم".
وأوضح برانسون "من وجهة نظر تجارية، فإن الأذى الذي لحق بالكثيرين لم يسبق له مثيل، وتبقى مدة التعطيل غير المعروفة مدعاة للقلق... نعمل في عدد من أكثر القطاعات تضرراً، بما فيها الطيران، والترفيه والفنادق والرحلات البحرية، ولدينا أكثر من 70 ألفاً يعملون في 35 بلداً لدى شركات فيرجين. نحن نقوم بأقصى ما يمكننا لإبقاء الأعمال واقفة على أقدامها".
وقال برانسون بشأن مشكلات "فيرجين أتلانتيك"، التي تعاني كشركات الطيران الدولية الأخرى، من عدم وجود أي طلب على خدماتها، "سنبذل قصارى جهدنا لإبقاء شركة الطيران هذه تعمل، لكننا بحاجة إلى مساعدة الحكومة لتحقيق ذلك، لا سيما في مواجهة حالة الغموض الشديد الذي يكتنف مستقبل السفر حالياً وعدم القدرة على معرفة كم ستبقى الطائرات جاثمة على الأرض... ستكون هذه المساعدة على هيئة قرض تجاري، ولن يكون المال المقترض من دون فائدة، وشركة الطيران ستعيده (مثلما ستفعل شركة الطيران إيزي جيت مع قرض الـ 600 مليون جنيه الذي منحتها إياه الحكومة أخيراً)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع موضحاً "حقيقة هذه الأزمة غير المسبوقة هو أن الكثير من شركات الطيران في العالم تحتاج إلى دعم حكومي وقد ناله العديد منها سلفاً... فمن دونه لن يبقى مكان للمنافسة وستضيع مئات الآلاف من الوظائف، إضافة إلى ضياع التواصل الجوهري وكثير من القيم الاقتصادية".
وأضاف أن "فيرجين أتلانتيك بدأت بطائرة واحدة قبل 36 سنة، وخلال تلك السنوات خلقت منافسة حقيقية مع شركة بريتيش أيرويز، وهذه المنافسة يجب أن تبقى حادة لتحقيق مصلحة زبائننا الرائعين والجمهور بشكل عام".
تجدر الإشارة إلى أن شاي فايس، الرئيس التنفيذي لـ "فيرجين أتلانتيك"، يواصل مباحثاته مع وزارة المالية البريطانية بهدف الحصول على قرض، لكن تردد أن المسؤولين الحكوميين أرادوا من الشركة التماس المزيد من المال من أصحاب الأسهم فيها.
يُذكر أن 49 في المئة من أسهم "فيرجين أتلانتيك" مملوكة للشركة الأميركية العملاقة "دلتا أيرلاينز"، التي منحتها الحكومة الأميركية مليارات الدولارات على سبيل المساعدة.
على صعيد متصل، ردّ السير ريتشارد في رسالته على منتقديه الذين يصرون أن عليه أن ينفق المزيد من أمواله الشخصية لإنقاذ أعماله، قائلاً "رأيت الكثير من التعليقات حول قيمة ثروتي الصافية، لكنها تحسب على أساس قيمة أعمال فيرجين في شتى أنحاء العالم قبل هذه الأزمة، وليست أموالاً موجودة في حساب مصرفي جاهزة للسحب".
وأضاف "لم تؤخذ أبداً أرباح ضخمة من "فيرجين غْروب" على امتداد سنوات، فبدلاً من ذلك كانت الأموال تُستثمر من جديد في تطوير شبكة الأعمال التي تخلق القيمة والفرص. التحدي حالياً هو أن لا مال يدخل الشركة فيما يخرج منها كثير منه".
من جانبها، عقبت فيونا نيكولس، الناشطة البيئية من منظمة "غرين بيس البريطانية" على رسالة مؤسس فيرجين المفتوحة قائلة، "رسالة ريتشارد برانسون فشلت في إقناعنا بأن مقاضاة "خدمة الصحة الوطنية" ليست جيدة للخدمة الصحية، ونقْل أمواله إلى ملاذات آمنة لم يكن لتجنب دفع الضرائب، أو أن نفث ملايين الأطنان من التلوث ليس سيئاً للبيئة... حتى الآن ليست هناك أسباب مبرِّرة لإنقاذ فيرجين من دون شروط".
وفي هذا السياق، يسود اعتقاد أن "فيرجين أستراليا" التي أسسها السير ريتشارد قبل عشرين عاماً تصفي أعمالها بشكل طوعي، لكن حتى الآن ليس هناك إعلان رسمي عن هذا الأمر.
© The Independent