تستعد وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون للطلب من القوات الخاصة البريطانية لعب دور رئيسى في عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، في إطار الخطط العسكرية التي يضعها البنتاغون بعد قرار دونالد ترمب سحب القوات الأميركية من البلاد، وفقا لما ذكرته مصادر دفاعية رفيعة.
ويخوض مسؤولون أميركيون محادثات مثيرة للجدل حول تقاسم للسلطة مستقبلي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وبالتوازي يعمل المخططون في واشنطن على وضع خارطة طريق استراتيجية لتلبية مطلب الرئيس بسحب الجزء الأكبر من القوات العسكرية الأميركية المنتشرة حالياً في أفغانستان والبالغ عددها 14 ألفا.
وتستعد القوات الدولية الأخرى، التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 9000، للانسحاب مع الأميركيين خلال مدة حددت بثلاث سنوات تقريبا. ومع ذلك سيبقى هناك غطاء جوي أميركي لحماية القوات الأفغانية وقوة صغيرة بقيادة أميركية تركز على مكافحة الإرهاب ضد مقاتلي داعش والقاعدة. ومن المتوقع أن تكون القوة الجوية البريطانية الخاصة ( SAS) وقوات البحرية الملكية الخاصة (SBS) جزءا من المهمة، كما يقول مسؤولون عسكريون أميركيون وغربيون.
ويتمركز حالياً أكثر من ألف جندي بريطاني في أفغانستان إضافة إلى وحدة من القوات الخاصة تعمل في وسط وشرق أفغانستان، بحسب معلومات للاندبندنت.
وهناك احتمال بزيادة عدد القوات الخاصة البريطانية في المستقبل بعد تقليص التواجد العسكري البريطاني في سوريا لاقتراب الحملة ضد داعش من نهايتها.
وقد درس البنتاغون أيضا تقديم طلب للقوات الفرنسية الخاصة، التي لديها تجربة مثل القوات البريطانية، في القتال بأفغانستان سابقا. لكن القوات الفرنسية ملتزمة حاليا في مواجهة الإسلاميين في منطقة الساحل، وكذلك في سوريا، ومن غير المرجح أن تكون لديها القدرة على الانتشار في أماكن أخرى.
ويشار إلى أن إعلان ترمب الانسحاب من أفغانستان إلى جانب خطوة مماثلة في سوريا، كان من العوامل الرئيسية التي ساهمت في استقالة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس. وسبق إعلان ترمب أيضا تحذيرات من عسكريين كبار أمثال الجنرال جون ألين، وهو قائد سابق للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي، الذي قال إن أي انسحاب كبير سيكون خطأً فادحًا.
وقال الجنرال آلين: "الانسحاب الآن، مجرد الإعلان عنه، من شأنه خلق حالة من الفوضى في الاستراتيجية". كما كان هناك انتقاد واسع من شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري مثل السناتور ليندسي غراهام الذي رأى أن انسحابا مفاجئا قد يخلق فراغاً أمنياً يستغله الإرهابيون ويمهد الطريق لـ "9/11 ثانية" - هجمات نيويورك التي أدت إلى تدخل القوات الأمريكية والبريطانية في عام 2001 في أفغانستان.
بدورها تشتكي الحكومة الأفغانية من عدم ضمها للمحادثات الجارية بين طالبان وفريق أميركي بقيادة المبعوث الخاص زلماي خليل زاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الرئيس الأفغاني أشرف غاني لفت من جهته إلى مصير أحد أسلافه، الرئيس محمد نجيب الله، الذي تم جره من مجمع للأمم المتحدة وتم تعذيبه وقتله على يد طالبان عندما استولت الحركة على كابول في عام 1996.
ويُعتقد أن هناك تفهما بين المخططين العسكريين بأن طبيعة ترمب المتقلبة في اتخاذ القرار قد تدفعهم لاعتماد خطة لسحب عدد من الجنود هو أقل مما كان مقررا. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة للإبقاء على عمليات مكافحة الإرهاب، كما يقول المسؤولون العسكريون.
ويعتبر الالتزام العسكري الذي دام 18 عامًا في أفغانستان أطول حرب في التاريخ الأميركي، حيث سعى الرؤساء الأميركيون المتعاقبون لإنهائها. وكانت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي تقودها الولايات المتحدة - والتي كان لديها 130 ألف جندي في إحدى المراحل قد أنهت عملياتها رسميا في عام 2014 في عهد باراك أوباما.
وكان لدى المملكة المتحدة حوالي 10 آلاف جندي، معظمهم في هلمند بجنوب أفغانستان حتى نهاية مهمة إيساف. وضاعفت حكومة تيريزا ماي العام الماضي أعداد القوات البريطانية الحالية في أفغانستان، بناء على طلب الرئيس ترمب الذي أرسل بدوره قوات أميركية إضافية في ذلك الوقت.
وقد طرحت خيارات مختلفة (لسبل التعاطي) مع الحرب الأفغانية، بما في ذلك خيار قدم من قبل إريك برنس - المالك السابق لشركة بلاك ووتر الأمنية الخاصة – حيث دعا إلى استبدال القوات الأميركية بقوات أمنية خاصة. ويؤكد برنس، وهو ضابط سابق في البحرية الأميركية، أن هذه الخطة ستقلص الحاجة لتواجد أفراد الجيش الأميركي في أفغانستان بشكل كبير كما أن كلفة المهمة هناك ستكون أقل من الكلفة الحالية لإبقاء قوات أميركية في أفغانستان.
وقال مصدر رفيع في وزارة الدفاع الأميركية: "هناك نية لتغيير طبيعة العمليات في أفغانستان لتصبح مهمة القوات الأجنبية مكافحة الإرهاب، حتى إذا غيّر الرئيس ترمب رأيه حول الأعداد التي سيتم سحبها. ومن الطبيعي أن يتم طلب مساهمة المملكة المتحدة عندما يحدث ذلك - ففي النهاية، عملت كل من الولايات المتحدة والقوات الخاصة البريطانية سويا بنجاح كبير في أفغانستان والعراق."
"نحن نعلم أيضًا أنه يجب دعم الجيش الوطني الأفغاني والشرطة الوطنية الأفغانية عن طريق الجو خلال المعارك وكذلك في حالات الإخلاء الطبي إذا كانت لديهم فرصة قتالية فتدريبهم وحده غير كاف. هناك إدراك بالحاجة إلى استراتيجية جديدة ".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تدرس "جميع الخيارات بشأن توزيع القوات،" لكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن هذه المسألة.
© The Independent