منذ بدأت المملكة المتحدة تطبيق إجراءات العزل في 23 مارس (آذار) الماضي، شهدت البلاد موجة من أيام ميّزتها سماء زرقاء صافية وأشعة شمس دافئة.
يُعتبر الطقس الجميل أحد الأمور التي يمكننا الاستمتاع به خلال جائحة فيروس كورونا وفقاً لإرشادات الإغلاق، لكن من الوارد أن يشهد هذا الموسم أيضاً ظهور أعراض "حمّى القش"، وهي نوع شائع من الحساسية، بين الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة.
تحدّثت في هذا الشأن بيفرلي آدامز- غروم، رئيسة قسم "توقعات غبار الطلع" في جامعة "ورسيستر" البريطانيّة، وقالت إنّ البلاد "تشهد موسماً نموذجيّاً من حبوب لقاح الأشجار".
وأضافت، "بدأ موسم حبوب لقاح الأشجار في 5 أبريل (نيسان) الحالي، وفق ما كان متوقعاً، وفعليّاً نشهد كميات كبيرة من غبار طلع أشجار الـ(بتولا). في الواقع، يتأثّر نحو 25 إلى 35 في المئة من السكان، قرابة 18 مليون شخص في المملكة المتحدة، بحبوب لقاح الأشجار".
مع ازدياد غبار طلع الأشجار، ربما يساور الأشخاص الذين يكابدون "حمى القش" قلق إزاء الأعراض التي تظهر عليهم باعتبار أنّها ربما تكون علامات على الإصابة بـ"كوفيد-19".
في هذا الصدد، تذكر "لندن دكتورز كلينك" أنّه "مع ظهور الشمس، شهدت البلاد ارتفاعاً ضخماً في حبوب اللقاح في فصل الربيع، ما دفع كثيرين منّا إلى التساؤل عمّا إذا كانت الأعراض التي نعانيها (حمى القش) أم فيروس كورونا".
أضافت "إذا لم تكن متأكداً من طبيعة أعراضك، ربما يشكِّل ذلك مدعاة للقلق خلال الأوقات المربكة التي نعيشها".
إليك كيفية التمييز بين حمى القش وكوورنا.
ما هي الأعراض الرئيسة لحمى القش؟
توجز هيئة "الخدمات الصحيّة الوطنية" ("إن. إتش. إس") في بريطانيا الأعراض الرئيسة لـ"حمى القش" على النحو التالي:
العطس والسعال.
سيلان الأنف أو احتقانه.
الشعور بحكة في العينين أو احمرارهما أو ما يُسمّى "العينان الدامعتان".
حكة في الحلق والفم والأنف والأذنين.
فقدان حاسة الشم.
ألم حول الصدغين والجبين.
صداع.
ألم الأذن.
الشعور بالتعب.
في سياق متصل، يشير مارك دونوفان، وهو رئيس الصيادلة في صيدليّة "بوتس"، إلى إنّ "نوبة حمى القش لا تسبِّب ارتفاعاً في درجة الحرارة ولا يشعر معظم الناس بتوعك نتيجتها".
وكذلك تذكر "إن. إتش. إس" أنّ أعراض "حمى القش" يمكن أن تستمر أسابيع أو أشهر.
"لدى بعض الأشخاص، يمكن أن تفضي "حمى القش" إلى الإصابة بالربو التحسِّسي، ما يسفر عن ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس"، بحسب "آليرجي يو كي"، وهي جمعية خيريّة طبيّة في بريطانيا.
إذا كان المرء يعاني "حمى القش" والربو معاً، من المحتمل أن يواجه أيضاً شعوراً بضيق في صدره وصعوبة في التنفس، إضافة إلى صفير الصدر والسعال.
كيف تختلف أعراض "حمّى القش" عن أعراض كورونا؟
تتمثّل الأعراض الرئيسة لـ"كوفيد-19" في ارتفاع درجة حرارة الجسم وسعال متجدِّد ومتواصل، وفقاً لـ"إن. إتش. إس".
تعني الحرارة المرتفعة، "أنّ حرارة صدرك أو ظهرك ستكون عالية إذ تلمسهما (لست بحاجة إلى قياس درجة حرارتك)"، وفق توضيح تلك الهيئة الصحية.
أمّا السعال المتجدِّد والمستمر، "فيُترجم بكثرة السعال طوال ما يزيد على ساعة من الوقت، أو ثلاث نوبات أو أكثر من السعال خلال 24 ساعة".
وتضيف "إن. إتش. إس"، "في حال كنت تسعل عادةً، ربما يكون السعال أسوأ من المعتاد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توضح عيادة "لندن دكتورز كلينك" أنّ الأعراض الأخرى لفيروس كورونا قد تشمل ما يلي:
التعب.
آلام وأوجاع.
التهاب الحلق.
ضيق في التنفّس.
أبلغ بعض الأشخاص عن إصابتهم بالإسهال والغثيان ورشح الأنف، لكنها تبقى أعراضاً نادرة.
كيف تخفِّف وطأة أعراض "حمّى القش"؟
باستطاعتك أن تخفِّف حدة أعراض حمى القش من طريق اتخاذ تدابير عدة، تشمل وضع قليل من الفازلين حول المنخارين من أجل إعاقة دخول غبار الطلع إلى الأنف، وارتداء نظارة شمسيّة تلتفّ على جانبي العينين عندما تكون في الخارج كي تمنع حبوب اللقاح من الدخول إليهما، فضلاً عن ضرورة الاستحمام وتغيير ملابسك عندما تعود إلى المنزل للتخلّص من حبوب اللقاح، وفقاً لـ"إن. إتش. إس".
يُنصح أيضاً بالبقاء في المنزل وإبقاء النوافذ والأبواب مغلقة قدر الإمكان، وكذلك يستطيع الصيدليّ تقديم مشورة لك بشأن منتجات طبيّة يمكن أن تساعدك، على غرار أقراص مضادات الـ"هيستامين" أو بخاخات الأنف.
ماذا تفعل إذا ظهرت عليك علامات "كوفيد-19"؟
إذا واجهت أعراضاً تعتقد أنّها ربما تشير إلى إصابتك بفيروس كورونا، تفقّد خدمة المساعدة الإلكترونيّة "إن. إتش. إس 111 أونلاين" كي تعرف الخطوات المتوجبة عليك لاحقاً.
من المهم عدم مغادرة منزلك إذا كنت تعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة أو سعالاً متجدِّداً ومستمراً.
"من أجل حماية الآخرين، لا تقصد أماكن كعيادات الأطباء العامين أو الصيدليات أو المستشفيات. ابقَ في المنزل، وفق نصيحة "إن. إتش. إس".
وتضيف المؤسسة أنّ عليك ألاّ تتصل بخط المساعدة 111 إلا إذا لم تتمكّن من الحصول على المساعدة من الخدمات المقدّمة عبر الإنترنت.
© The Independent