ظهور رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، وهو ابن خال رئيس النظام بشار الأسد، في فيديو عبر صفحته على فيسبوك، أمس الخميس، يكشف ما سبق تداوله عن وجود خلافات داخل النظام، في بعدَيْه السياسي والاقتصادي.
وتمحور حديث مخلوف حول عدم أحقية الدولة السورية بمطالبته بدفع حوالى 234 مليار ليرة سورية (نحو مليار دولار أميركي)، عن شركتي "سيريتل" و"إم تي إن"، لسداد الضرائب المتوجبة عليهما، مؤكداً أنه إضافةً إلى مشاركته الدولة نفسها بنصف أرباح شركتَيْه، يدفع ضرائبه ويقوم بـ"العمل الخيري".
وناشد مخلوف الأسد بمساعدته على وقف انهيار شركته، التي خدمت "الدولة ومن يخدم الدولة"، مذكّراً بما قدمه إلى بلاده منذ اندلاع الصراع الدامي عام 2011، ومؤكداً أن من حق شركتَيْه مقاضاة الدولة.
وكانت الهيئة السورية الناظمة للاتصالات والبريد الحكومي وجّهت إنذاراً لشركَتَيْ مخلوف، مهددةً باتّخاذ إجراءات قانونية بحقهما في حال عدم دفعهما هذه المستحقات.
وألزمت الهيئة الشركتين الامتثال لقرارها قبل 5 مايو (أيار) الحالي.
ويُعتبر مخلوف، منذ حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، أحد أعمدة النظام الرئيسة، لكن نفوذه تضخّم بشكل كبير، منذ استلام الأسد الابن سدة الحكم عام 2000، خصوصاً مع بداية مشاريع لخصخصة قطاعات عامة، إذ تمكّن من بناء إمبراطورية اقتصادية، تجاوزت حتى الحدود السورية. وقُدّرت نسبة سيطرته على الاقتصاد السوري قبل عام 2011، بـ60 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الخلاف بين الأسد ومخلوف قد أُشير إليه في المرة الأولى، في مقال نشرته في أغسطس (آب) 2019 صحيفة "التايمز" البريطانية، بعنوان "الأسد يحتجز ابن خاله الغني حتى يدفع ديون الحرب للرئيس بوتين".
ووفق الصحيفة، بدأ الخلاف بين الطرفين على خلفية صور ومنشورات كان يشاركها ابن مخلوف، محمد، وتظهر نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه. لكن الصحيفة تقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طالب الأسد بدفع تكاليف مشاركة بلاده في الحرب السورية، المقدّرة بثلاثة مليارات دولار، وإن لم تكن الدولة نفسها تملك هذا المبلغ، فإن عائلة مخلوف تملكه.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى وجود رواية أخرى للخلاف بين الرجلين، وهو اضطّرار الأسد إلى استخدام أموال مخلوف لتمويل المجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب نظام.
وفي الحالتين، بدأت منذ ذلك الحين حملة الأسد ضد مؤسسات مخلوف، لكن بحجة مكافحة الفساد، وفي ظل إصرار الأخير على عدم التنازل عن ممتلكاته. وتنقل "التايمز" معلومات غير مؤكدة عن أن مخلوف وابنه وُضعا في الإقامة الجبرية.
وكان مخلوف قد واجه انتقادات، في بداية شهر رمضان، مع نشره فيديو تحدث فيه عن تبرعاته. وفي الفيديو الأخير، قال رجل الأعمال السوري إنه تلقّى تهديدات بإنهاء جميع مشاريعه في البلاد، في حال استمر بمساعدة المحتاجين.