قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الامتناع عن نشر معلومات عن هجمات طالبان في أفغانستان، مؤكدة أن تقاسم هذه البيانات لن يسمح بدفع المفاوضات مع الحركة قدماً.
وكان مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) المرتبط بالكونغرس، ذكر في تقرير نُشر الخميس (30 أبريل/ نيسان)، أن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان التي تقودها الولايات المتحدة لم تعد تنشر معلومات عن هجمات "طالبان".
واعتبرت هذه الهيئة أن "عدم نشر المعلومات يحد من فهم تطور النزاع"، بينما تقلص واشنطن وجودها العسكري في هذا البلد.
وبرر ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية عدم نشر المعلومات بمواصلة المفاوضات مع طالبان. وقال جوناثان هوفمان في مؤتمر صحافي عقده الجمعة (1 مايو/ أيار) "نعمل من أجل حل أفضل ومكان أفضل لأفغانستان وتبادل هذه المعلومات لن يدفع الأمور قدماً". وأضاف أن "مستوى العنف الذي تمارسه طالبان مرتفع بشكل غير مقبول"، معتبراً أن هذا المستوى من العنف لا يفضي إلى حل دبلوماسي.
وكانت الولايات المتحدة التي تريد إنهاء أطول حرب في تاريخها غزت أفغانستان على رأس تحالف دولي في نهاية عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على أراضيها. وطردت القوات الأميركية حركة "طالبان" التي كانت حاكمة منذ عام 1996 من السلطة، لكنها لم تنجح في دحرها نهائياً.
وبعد أكثر من 18 سنة من الصراع، يؤكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب باستمرار أنه يريد إعادة كل القوات الأميركية إلى بلدها في أسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه القيود الجديدة على المعلومات بينما وقعت الولايات المتحدة في 29 فبراير (شباط) الماضي، في الدوحة اتفاقاً مع "طالبان" تتعهد فيه بسحب كل القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً، مقابل ضمانات غير واضحة من المتمردين لكن من بينها إجراء مفاوضات مع كابول، وهو أمر يبدو بعيداً.
سلطة متراجعة
وكانت وزارة الدفاع الأميركية توقفت في عام 2018 عن نشر عدد المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وحجم السكان الذين يخضعون لسيطرتهم بدرجات متفاوتة، بينما كانت سلطة الحكومة الأفغانية تتراجع.
وحجبت كابول أيضاً الخسائر البشرية التي تتكبدها قواتها الأمنية، عقب نشر أرقام حول مقتل الآلاف منها كل عام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توقف الاحداثيات
كذلك كانت بعثة "الدعم الحازم" (ريزوليوت سابورت) تكشف معطيات عن "الهجمات التي ينفذها العدو"، وتُعتبر واحدة من الإحداثيات القليلة المتبقية بشأن النزاع وحجم قوة "طالبان" ومجموعات متمردة أخرى.
لكن في تقريره الفصلي الجمعة، ذكر مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان إنه في "هذا الفصل حجبت آر أس (مهمة ريزوليوت سابورت أو الدعم الحازم) للمرة الأولى، كل المعلومات حول الهجمات التي يشنها العدو". وأضاف المكتب الذي تواجه تقاريره في أغلب الأحيان انتقادات حادة، أن البعثة توقفت عن نشر أرقام، موضحاً أن "هذه الأرقام كانت إحدى آخر المؤشرات التي يمكن للمكتب استخدامها لتوضيح الوضع الأمني في أفغانستان للجمهور".
وأصدرت البعثة بياناً مقتضباً أشارت فيه إلى أن طالبان صعدت هجماتها في مارس (آذار) الماضي، بعد توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة.
وذكر البيان أنه "بين الأول من مارس و31 منه امتنعت طالبان عن مهاجمة قوات التحالف، لكنها زادت هجماتها على القوات الأفغانية بمستويات أعلى من المعايير الفصلية".
وأشار مكتب المفتش العام الى أن البنتاغون قد ينشر المعلومات مستقبلاً. كما أشار تقريره إلى أن أفغانستان تواجه مخاطر كبيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وسُجلت في أفغانستان حتى الآن 2171 إصابة بفيروس كورونا، من بينها 64 وفاة.
وقال مكتب المفتش العام إن "نقاط الضعف العديدة وأحياناً الفريدة في أفغانستان، تثير احتمالاً قائماً بأن تواجه البلاد كارثة صحية في الأشهر المقبلة".
ويسعى البنتاغون إلى خفض عدد الجنود الأميركيين من 12 ألفاً إلى 8600 في الأشهر المقبلة.