تعود الأسواق الأميركية، اليوم الاثنين، في ظل تطورات كثيرة حدثت خلال الأسبوع الماضي بشأن عودة الأعمال لنحو 30 ولاية، فيما تستمر نحو 20 أخرى في حالة شبه الإغلاق التام.
وأظهرت مؤشرات البطالة ارتفاع عدد طالبي إعانات البطالة لنحو 30 مليوناً منذ 21 مارس (آذار) الماضي، وهو ما يشير إلى أن معدل البطالة بشكل عام تخطى حاجز 15 في المئة أبريل (نيسان) بحسب بيانات وزارة العمل، في وقت كان قد بلغ أدنى مستوياته منذ 50 عاماً قبل 4 أشهر فقط عند 3.5 في المئة.
وسجل الاقتصاد في الربع الأول أسوأ انكماش منذ الكساد العظيم، وهبطت "وول ستريت" الأسبوع الماضي أيضاً على وقع أزمة جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم، أميركا والصين، إذ غيّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب من خطابه تجاه الاتفاق التجاري التاريخي الذي أجراه في بداية العام مع الصين، الذي أنهى أشهراً من حرب الرسوم التجارية بين البلدين وهوي باقتصادهما، فقد هدد ترمب بفرض رسوم جديدة على بكين، معتبراً أن اتفاقه التجاري مع الصين، الذي جرى التوصل إليه بصعوبة كبيرة، أصبح الآن ذا أهمية ثانوية بالنسبة إلى جائحة كورونا.
هبوط "وول ستريت"
وعلى الفور، هوت مؤشرات البورصات الأميركية، مع شعور المستثمرين بأن معركة الرسوم التجارية عادت من جديد من باب "كورونا" هذه المرة.
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 2.53 في المئة، بينما أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 2.79 في المئة، ونزل مؤشر ناسداك 3.2 في المئة نهاية الأسبوع الماضي. وكان بنك أوف أميركا قال إن المستثمرين يخرجون من الصناديق الاستثمارية التي تركز على الأسهم، بينما يزيدون ضخ المليارات في السندات.
انكماش في أوروبا
وكانت الأسواق الأوروبية مغلقة الجمعة الماضية، بسبب عيد العمال، لكن إغلاق الخميس الماضي أيضاً كان سيئاً؛ حيث هبطت الأسهم الأوروبية من أعلى مستوى في سبعة أسابيع بعد أن أحجم البنك المركزي الأوروبي عن اتخاذ خطوات كبيرة على صعيد السياسة النقدية، حيث قال البنك المركزي، إنه سيدفع المزيد للبنوك لكي تقترض منه، لكنه فضل عدم استنفاد الأدوات السيادية الأخرى التي تقع تحت تصرفه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأ الانكماش يظهر في دول رئيسة في أوروبا، حيث قالت وزيرة الاقتصاد الإسبانية ناديا كالبينو، أمس، إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سينكمش 9.2 في المئة في 2020، متجاوزاً الانخفاض الذي شهده خلال الركود العظيم للبلاد في الفترة بين 2008 و2013.
قطاع الطيران
كما بدأ قطاع الطيران يكشف عن أزمات ضخمة بعد توقف السفر في الشهرين الماضيين، حيث قالت ريان إير، الاسبوع الماضي ، إنها تعتزم خفض ثلاثة آلاف وظيفة وتجري مباحثات مع بوينج بشأن تأجيل تسلم طائرات، إذ إنها لا تتوقع أن يتعافى السفر الجوي الأوروبي بشكل كامل من أزمة كورونا حتى 2022.
النفط يرتفع ولكن
لكن الصورة في قطاع النفط كانت مختلفة، حيث ارتفعت الأسعار خمسة في المئة، في حين تجاوز خام برنت 26 دولاراً للبرميل أمس، وسجل كلا الخامين القياسيين أول زيادة أسبوعية لهما في أربعة أسابيع، بحسب بيانات "رويترز"، إذ بدأت أوبك وحلفاؤها تخفيضات قياسية للإنتاج لمواجهة تخمة المعروض بسبب كورونا.
وفي أبريل، نزل الخام الأميركي إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، فيما بلغ برنت أدنى مستوياته في 21 عاماً، إذ تهاوى الطلب بفعل الجائحة، بعدما رفعت أوبك ومنتجون آخرون الإنتاج قبل التوصل إلى اتفاق إمداد جديد، وبعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر، حقق برنت زيادة 23 في المئة، في حين أضاف غرب تكساس الوسيط نحو 17 في المئة.
لكن شركات النفط تكشف عن خسائر كبيرة، حيث أعلنت إكسون موبيل عن تكبد خسارة فصلية في الربع الأول بقيمة 610 ملايين دولار في الربع مقارنة مع ربح بقيمة 2.35 مليار دولار للسهم قبل عام.
ورفع غولدمان ساكس، توقعاته لسعر برنت في الربع الثاني من 2020 إلى 25 دولاراً للبرميل من 20 دولاراً سابقاً، كما رفع بشكل طفيف توقعاته للعام بأكمله لبرنت إلى 35.8 دولار للبرميل من 35.2 دولار.
وفي سوق الذهب عاد شراء المستثمرين حيث يعتبر ملاذاً آمناً لهم في هذه الأوقات الضبابية، اذ ارتفع 0.4 في المئة إلى 1686.71 دولار للأوقية (الأونصة)، بينما هبطت العقود الأميركية الآجلة 0.1 في المئة إلى 1692.70 دولار للأوقية.