رغم نفي الدوحة أنباءً تزعم حدوث انقلاب في قطر، فإن وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج لا تزال تشهد حراكاً يقوده نشطاءٌ يؤكدون أن الأمور في مدينة "الوكرة" القطرية، تشهد اضطراباً بعد سماع دوي انفجارات وإطلاق كثيف للرصاص، بحسب مقاطع فيديو متداولة.
وفي أول تعليق رسمي من الدوحة قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة "سبوتنيك" الروسية، "إنها أخبار عارية من الصحة"، وفسّر الأمر بأنه "مجرد حشو إعلامي".
وبدأت الأنباء التي أشعلت وسائل التواصل في الخليج، فجر أمس، بعد صعود هاشتاغ "انقلاب في قطر" إلى قائمة الأكثر رواجاً.
وبحسب النشطاء، فإن الانقلاب الذي تنفيه الدوحة كان يقوده رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم، الذي لم يغرد عبر حسابه على تويتر منذ 23 أبريل (نيسان) الماضي، لكنه بعد يومين من تداول هذه الأنباء خرج عن صمته بتغريدة، فسرها البعض بأنها مؤشر على خلاف بينه وبين أمير قطر، وكتب بن جاسم، "كما ذكرت سابقاً فإني لن أرد على أي مهاترات، وأريد أن أؤكد أنني مستمر في هذه السياسة. فلست من الذين يجيشون الغير للدفاع عنهم، أو للهجوم أو لتلفيق الأكاذيب.
كما ذكرت سابقاً فإني لن أرد على أي مهاترات، وأريد أن أؤكد أنني مستمر في هذه السياسة. فلست من الذين يجيشون الغير للدفاع عنهم أو للهجوم أو لتلفيق الاكاذيب للغير من أموال شعوبهم. وإذا أراد أحد أن يشتكي علي فلا داعي أن يشتكي لدى الغير، فمرجعيتي معروفة.
— حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) May 5, 2020
المعارضة تؤكد صحة الأنباء
وتعليقاً على الأمر، كتب فهد بن عبد الله آل ثاني، وهو أحد شيوخ آل ثاني الذين يقودون معارضة تجاه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، "هل تستطيع قنوات تميم ومرتزقته تسليط الضوء على ما حدث في الوكرة؟ أرض قطر بها 3 قوات أجنبية ليس لها قيادة مشتركة، وليس بينها أدنى تنسيق وستحدث شرارة أخرى تجعل مواطنينا في مرمى نيران قوات متضادة يهدد بعضها بعضا". ووصف نظام قطر بـ"الخائن" الذي بحسب تعبيره، "لن يكون بمنأى عن تصويب الأسلحة تجاهه".
هل تستطيع قنوات #تميم ومرتزقتة تسليط الضوء على ما حدث ليلة البارحة في #الوكره ؟!
— فهد بن عبدالله آل ثاني (@fahad1althani) May 4, 2020
أرض #قطر بها ٣ قوات أجنبية ليس لها قيادة مشتركة وليس بينهم أدنى تنسيق وستحدث شرارة أخرى تجعل مواطنينا في مرمى نيران قوات متضادة يهدد بعضها بعض.
هذا النظام الخائن لن يكون بمنأى عن تصويب الأسلحة تجاهة. pic.twitter.com/ua4OIM42OK
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد حساب "حكومة قطر الانتقالية" على موقع "تويتر"، الذي يتابعه معظم شخصيات المعارضة بالخارج "أن الخبر صحيح 100 في المئة، وأن هناك سقوط لمقاتلة حربية قطرية".
وتتهم الدوحة حسابات في دول المقاطعة (السعودية، والإمارات، والبحرين) بأنها تقود حملة شرسة تجاه الحكومة القطرية، وهي التي تقف خلف هذه الإشاعات، حسب قولها.
ونشر المغرد مساعد بن سعد السحيمي، مقطع فيديو قال إنه خاص بمسارات الطيران، ويوضح "دخول كمية من الطائرات العسكرية الحربية في أجواء الدوحة"، وهو ما تفسره المصادر بأنه محاولة انقلاب في الدوحة"، بحسب قوله.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تصدر أي تأكيدات، على أنباء محاولة الانقلاب التي تحدثت عنها مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلها مغردون ونشرتها مواقع إخبارية عدة.
تاريخ الدوحة مع الانقلابات
وللبلد الذي يقع في شرق شبه الجزيرة العربية تاريخ مع الانقلابات، ففي فبراير (شباط) عام 1996 أحبطت الدوحة محاولة انقلاب نفذها أنصار الأمير السابق "المعزول" الشيخ خليفة بن حمد، من كتيبة ضباط وأفراد في الجيش القطري والحرس الأميري، كانت تستهدف آنذاك إطاحة رئيس الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وكان الشيخ حمد بن خليفة، والد أمير البلاد الحالي، نجح قبل ذلك وتحديداً في 27 يونيو (حزيران) عام 1995 في عملية انقلاب أبيض، أي دون عنف، على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي كان موجوداً حينها خارج البلاد، ورفض وقتها الاعتراف بشرعية حكم ابنه وعاش حياته متنقلاً بين ما توصف حالياً بـ"دول المقاطعة" السعودية والإمارات والبحرين.
وخضعت كتيبة الانقلاب لمحاكمات لمحاكم مدنية وجهت لأعضائها تهم "محاولة عزل أمير قطر بالقوة"، و"حمل السلاح ضد الدولة"، و"التعاون مع دول أجنبية"، وكان أحد الشهود وزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يُقال إنه يقود حاليا انقلاباً على حاكم البلاد.
وخلصت المحاكمات، وقتها، إلى إعدام 19 متهماً بالشنق وإطلاق الرصاص، لكنها بحسب المصادر لم تنفذ، بينما كان مصير البقية السجن لمدد تفاوتت بين 20 عاماً والمؤبد.
وفي عام 2010 تدخلت وساطة سعودية كان يقودها آنذاك الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، ليتم العفو بعد ذلك عن بعض المتهمين في المحاولة الانقلابية.
يُذكر أن دول الخليج تشهد أزمة دبلوماسية ومقاطعة لقطر تقودها السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب مصر، منذ الخامس من يونيو 2017 بعد اتهامات وُجهت للدوحة بأنها تقف وراء تمويل جماعات إرهابية وتعد ملاذاً لجماعة الإخوان المصنفة دولياً بأنها إرهابية.