أعلنت وزارة الآثار المصرية بدء تنفيذ عملية ترميم لتماثيل الكباش الفرعونية، الواقعة بالصرح الأول بمعبد الكرنك بمدينة الأقصر جنوب مصر، والمصنف بموسوعة غينيس كأضخم قاعة حجرية مفتوحة في التاريخ على مساحة تبلغ 247 فداناً، نظراً لعمليات ترميم خاطئة جرت خلال حقبة السبعينيات، تسببت في تخلل المياه الجوفية والأملاح لأسفل التماثيل، ما أحدث شروخاً بسيطة في بعضها.
الكباش الفرعونية
من جانبه، قال الباحث في التراث الفرعوني عبد الله محمد، "إن رأس الكبش كان يرمز بها لدى المصري القديم إلى المعبود (آمون رع)، ويعتبر الملك أمنحتب الثالث، أول من وضع أساس طريق الكباش، الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، وأطلق المصري القديم على هذا الطريق (وات نثر)؛ أي طريق الإله. وكل تمثال عبارة عن رأس كبش بقرون كبيرة وعيون جاحظة وجسد أسد مفتول العضلات كرمز للقوة والشجاعة. ولعل أجمل كباش بمعبد الكرنك هي التي صممها الملك الفرعوني رمسيس الثاني، التي تحمل خرطوشة باسمه على لحية صغيرة بثلاث كباش". وأشار إلى أن الأثري الفرنسي جورج لجرا، أول من رفع الرديم عن كباش الصرح الأول بمعبد الكرنك عام 1906.
الترميم الخاطئ
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، أن عدد تماثيل كباش الصرح الأول، المستهدف ترميمها يبلغ 29 تمثالاً، وقد تعرضت لعمليات ترميم خاطئة عام 1972، خلال عملية إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعبد الكرنك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، أن عمليات الترميم الخاطئ تمثلت في وضع تماثيل الكباش على طبقة من الرديم الحديث من الطوب الأحمر والأسمنت بطريقة غير صحيحة تمت في عجالة، وهو ما تسبب في تسرب المياه الجوفية والأملاح أسفل التماثيل، ما أسفر عن حدوث شروخ بها، وتحولت قواعدها إلى طبقة رملية تهدد بقاءها، وهو ما استلزم التدخل بالترميم.
ترميم بأيادٍ مصرية خالصة
وذكر المشرف على عملية ترميم الكباش بمعبد الكرنك صلاح الماسخ، أن عملية ترميم الكباش تعتبر أهم مشروع ترميمي يُجرى داخل المعبد منذ 10 سنوات بأيادٍ مصرية خالصة دون مشاركة أي بعثات أجنبية، بعد اكتساب الأثريين المصريين خبرة عالية الكفاءة والجودة، وأشار إلى أن كباش الكرنك تعد مقصداً رئيساً للسائحين خلال زيارتهم للمعبد، لأن عبقرية ودقة تصميم تماثيل الكباش تعكس حجم الاحترام والتقدير الذي كان يكنه المصري القديم للحيوانات.
وقال الماسخ لـ"اندبندنت عربية"، إن فريق العمل المكون من 64 أثرياً وفنياً، يعمل على رفع الكباش الـ29 لإزالة الترميم القديم الخاطئ من أسفلها، ولتنظيف القواعد القديمة التي كانت تحتفظ بالمياه والأملاح، مع معالجة كافة الشروخ بأجساد الكباش بالطريقة العلمية الصحيحة، مع تصميم مخدات أسفل القواعد الحجرية، وسيُجرى وضع كل تمثال عليها بمفرده، بهدف حمايتها من الأملاح والمياه الجوفية التي من شأنها تدمير الأثر والتأثير في عمره الافتراضي بمرور السنوات.
تدابير احترازية لمواجهة كورونا
وعن الإجراءات والاحترازات الطبية وسط جائحة كورونا، أكد مدير آثار محافظة الأقصر مصطفى الصغير، أنه يومياً يتسلم كل فرد من فريق موقع الترميم حقيبة شخصية، بها عدد من الكمامات الطبية والوقائية والمعقمات، حرصاً على سلامة الكوادر البشرية المكونة من 64 فرداً من إدارات الترميم والتفتيش الأثري والعاملين. وأشار إلى أن عملية الترميم تُجرى على قدم وساق طبقا لأعلى معايير الجودة والدقة، لتكون هدية وزارة الآثار للزائرين والسائحين عقب انتهاء وباء كورونا.