كشف تقرير حديث عن أن مروّجي المخدرات يصنعون شارات "خدمة الصحة الوطنية" (إن إتش إس) مزوّرة، وذلك للتجوّل بحرّية في ظلّ تدابير الإغلاق في بريطانيا.
ووجد "المركز الوطني للبحوث المتعلّقة بالعصابات" (إن جي جي آر) أنّ أعضاء العصابات، مِمَّن يتحرّكون "على طرق تهريب المخدرات" بين المناطق المختلفة، أيضاً يرتدون ثياباً رياضية كالتي يلبسها من يمارسون الجري، ويودعون المخدرات في صناديق البريد، كما يقومون بعمليّات البيع من سيارات متحرّكة كي لا تضبطهم الشرطة بالجرم المشهود.
ويشير عدد كبير من التقارير إلى أن عناصر الشرطة باتوا يطلبون من العمال الأساسيين إبراز بطاقاتهم التعريفية، على الرغم من أن القواعد الإرشادية الرسمية لا تنصّ على وجوب ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر تقرير صدر يوم الخميس الماضي أن المروّجين كانوا يعقدون صفقات بالجملة ويبيعون "رزماً خاصة للحفلات في ظل الإغلاق"، مستغلّين القيود المفروضة على التجول، وذلك بالتزامن مع موجة الهلع التي سادت أوساط المتسوّقين، فأقبلوا على الشراء بذعر.
وقال البروفيسور سيمون هاردينغ، مدير "المركز الوطني للبحوث المتعلقة بالعصابات" إن "كوفيد-19 أسهم في إحداث تغييرات خاطفة في كيفيّة ممارسة عصابات المخدرات لأعمالها، إذ يمتثل كثيرون من المروّجين لتدابير التباعد الاجتماعي والخطوات المتعلّقة بالسلامة… وغالباً ما تُستخدم السيارات لتنفيذ الصفقات التي تُعقد عبر الهاتف، فتُرمى البضاعة من النوافذ لقاء مبالغ يلقون بها على المقاعد الخلفية للسيارة كي تبقى المواد نظيفة".
وأضاف هاردينغ أنّ أساليب الترويج السابقة على طرق تهريب المخدرات، التي شهِدت استخدام الأطفال لنقلها من مراكز المدينة إلى البلدات الأصغر والمناطق الريفية، باتت اليوم "محفوفة بالمخاطر… ويحمل السماسرة بشكل متزايد حالياً موزّعي المخدرات بسياراتهم في أنحاء المناطق المعنيّة أو يجنّدون أشخاصاً من تلك المناطق ليفعلوا ذلك بدلاً منهم".
وأوضح أن "عصابات الشوارع تُضطر إلى اعتماد تكتيكات جديدة، كالتنكّر وتجنيد العملاء عبر وسائط التواصل الاجتماعي. وهذا يعني أنّه يمكن للشبّان الوقوع في شرك أنشطة عصابات خطيرة عبر هواتفهم، فيما تبقى عائلاتهم غافلة عن ذلك وهذا مثير للقلق".
وخلُص التقرير إلى أنّ عصابات الشوارع تجد نفسها مضطرّة لإقامة قواعد انطلاقها الخاصّة لأنّ فيروس كورونا جعل المهمة التي يُرمز إليها بـ"الوقواق" وتشتمل على سيطرة العصابة على بيت شخص ضعيف لاستعماله قاعدة تمارس منها تجارة المخدرات، أشدّ صعوبة من ذي قبل.
يُذكر أن التقرير صدر بعد أسابيع من تحذير "الوكالة الوطنّية للجريمة" من أنّ العصابات تعقد صفقاتها أيضاً في مواقف سيارات متاجر السوبرماركت، وذلك في محاولة منها لتمويه نفسها من خلال الاختلاط بالجمهور في الأمكنة العامّة.
وقالت لين أوينز، المديرة العامة للوكالة "إنّنا نعلم أن بعض المجموعات باتت تواجه صعوبة أكبر في نقل بضائعها وهي تحاول أن تغيّر أساليبها بحيث تصبح متكيّفة مع الواقع… تفيد المعلومات الاستخباراتية بأنهم يحاولون عقد صفقات المخدرات في مواقف سيارات متاجر السوبرماركت، وانتحال شخصيات العاملين الأساسيين لمنع الشرطة من إيقافهم".
وأردفت أوينز أنّ "القلق من تدقيق الشرطة المتأنّي من قرب" في شوارع تكاد تخلو من المارة، قد دفع مروّجين إلى تمويه أنفسهم من خلال ارتداء السترات ذات الألوان الفاقعة المُسمّاة بـ"عالية الرؤية" التي يلبسها عادة عمّال الطوارئ.
كما أدّت جائحة كورونا العالمية إلى جعل عمليات تهريب المخدرات إلى المملكة المتحدة من قبل العصابات الدولية المنظّمة، أكثر صعوبة.
وأعلنت "قوة حرس الحدود" و"الوكالة الوطنية للجريمة" ضبط عدد من الشحنات الكبيرة من الكوكايين وغيره من المواد المخدّرة، التي كانت تحاول الدخول إلى المملكة المتحدة بواسطة المراكب وعربات النقل والشاحنات.
في هذه الأثناء، تسهم مشكلات الإمداد برفع أسعار المخدرات بالنسبة إلى مستخدميها، ويبدي بعض مسؤولي الشرطة تخوّفاً من أن يؤدّي ذلك "الإحباط" إلى زيادة عمليات النشل وسرقة المتاجر.
© The Independent