اقتحم مسلحون مستشفى الثلاثاء 12 مايو (أيار) الحالي، في هجوم بالعاصمة الأفغانية كابول، بينما قُتل 15 شخصاً بتفجير انتحاري استهدف جنازة شرق البلاد. وأنقذت القوات الخاصة أكثر من 80 شخصاً بينهم أمّهات وأطفال رضّع من مستشفى كابول بعدما شنّ ثلاثة مسلحين الهجوم صباحاً وقتلوا أربعة أشخاص على الأقل، وفق ما أفاد بيان لوزارة الداخلية.
في المقابل، أمر الرئيس الأفغاني أشرف غني الثلاثاء القوات الأمنية باستئناف عملياتها الهجومية ضد حركة طالبان ومجموعات أخرى مناوئة للحكومة. وقال غني في خطاب متلفز "أصدر أمراً لكل القوات الأمنية بوضع حد لموقعها الدفاعي، والعودة إلى موقع الهجوم واستئناف عملياتها ضد العدو".
وشوهد عناصر أمن مدججون بالسلاح وهم يحملون أطفالاً رضّعاً تم لفّهم ببطانيات بعيداً عن المكان بينما تواصلت عملية السيطرة على المهاجمين، ويقع المستشفى الذي يضم جناحاً كبيراً للتوليد غرب كابول، حيث يعيش أفراد أقلية الهزارة الشيعية التي لطالما استهدفها تنظيم "داعش"، وتحدّث طبيب فرّ من المكان عن سماعه دوي انفجار عند مدخل المستشفى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هجوم انتحاري وعشرات الضحايا
وقال نائب وزير الصحة في كابول وحيد مجروح "يجب ألا تتعرّض المستشفيات والطواقم الصحية لهجمات، ندعو جميع الأطراف للتوقف عن مهاجمة المستشفيات والموظفين الصحيين".
وبعد حوالى ساعة على الهجوم على المستشفى، قتل انتحاري 15 شخصاً على الأقل خلال جنازة قائد شرطة محلي في ولاية ننغرهار شرق البلاد، وفق ما أفاد المتحدث باسم حاكم الولاية عطاء الله كوغياني مضيفاً أن المهاجم فجّر نفسه وسط الجنازة.
وقال المتحدث باسم مستشفى حكومي في جلال آباد زاهر عادل في وقت سابق إن 12 جثة وصلت من موقع التفجير بينما يخضع أكثر من 50 شخصاً للعلاج جراء إصابتهم بجروح.
انفجار أربع قنابل
وتأتي أعمل العنف الأخيرة بعد يوم على انفجار أربع قنابل زرعت على جانب طريق في حي بشمال كابول، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين بجروح بينهم طفل، وأعلن تنظيم "داعش" لاحقاً مسؤوليته عن تفجيرات الاثنين. وكانت التفجيرات الأخيرة ضمن سلسلة هجمات نفّذها التنظيم الإرهابي في العاصمة الأفغانية.
وتجنّبت حركة طالبان بشكل واسع شنّ هجمات كبيرة في المدن الأفغانية منذ فبراير (شباط) عندما وقّع ممثلوها على اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة من المفترض أن يمهّد الطريق لعقد محادثات سلام بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتعهّدت طالبان بموجب الاتفاق بعدم استهداف قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، لكنها لم تقدّم تعهّداً مماثلاً تجاه القوات الأفغانية بينما كثّفت هجماتها في الولايات.
والجدير ذكره أيضاً أن حركة طالبان نفت تورطها في أيّ من هجومي الثلاثاء.
ويأتي تصاعد العنف في وقت تواجه أفغانستان أزمات عدة بينها ازدياد الهجمات التي ينفذها مسلحون في أنحاء البلاد وارتفاع عدد الإصابات بوباء كورونا.