حذرت نقابة مديري المدارس في إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية من أن المدارس لن تتمكن من تحقيق هدف الحكومة المتمثل في عودة تلاميذ المرحلة الابتدائية جميعاً إلى الفصول الدراسية قبل العطلة الصيفية.
وقالت "الرابطة الوطنية لمديري المدارس"، في معرض انتقادها الشديد خطط تخفيف الإغلاق، إن لديها "مخاوف كبيرة" حيال توقعات الوزراء بقدرة الأطفال على العودة إلى صفوفهم قبل نهاية السنة الدراسية.
واعتبرت الرابطة أن "من المرجح ثبوت أن هذه المقترحات، بوضعها الحالي، غير عملية وغير قابلة للتطبيق في معظم المدارس"، مضيفة أن هدف الحكومة "غير واقعي".
معلوم أن عودة الأطفال إلى المدرسة ستتيح مزيداً من الحرية للآباء. وتشجع الحكومة حالياً أولئك الذين لا يستطيعون العمل من المنزل على مزاولة أعمالهم من جديد.
وقالت الحكومة في خطتها الأولية لتخفيف الإغلاق إنها تسعى إلى إعادة جميع أطفال المدارس الابتدائية إلى صفوفهم قبل شهر من بداية عطلة الصيف إن كان ذلك ممكناً.
وذكرت الرابطة التي تمثل 29 ألف مدير مدرسة وقادة مدارس آخرين، أن الخطة لن تنجح.
وأشارت النقابة إلى أنه "ما لم يحدث تغير كبير في الظروف خلال الشهر المقبل، فنحن لا نعتقد أن ذلك سيكون ممكناً... نعتقد أن فرص تحقق الشروط الضرورية ضئيلة بشكل استثنائي".
وتأتي نصيحة الرابطة لتزيد الخلاف المتنامي بين قادة الهيئات التعليمية والحكومة حول خطتها لإعادة فتح المدارس.
وانضمت النقابة يوم الأربعاء الماضي إلى نقابات تدريسية أخرى في حث الحكومة على إرجاء تنفيذ هدفها المعلن عن إعادة فتح بعض المدارس الابتدائية في الأول من يونيو (حزيران).
وقال تحالف يضم تسع نقابات للمعلمين إنه يجب تعليق الخطط لاسيّما أن من السابق لأوانه تقديم تطمينات بأن الوضع آمن لعودة الأطفال.
وذكر بيان مشترك أن "الفصول الدراسية للأطفال بين سن الرابعة والخامسة قد تتحول إلى مصدر لاكتساب العدوى بفيروس كورونا ونشرها... ندعو الحكومة إلى التراجع عن موعد الأول من يونيو، وإلى العمل معنا لتهيئة الظروف من أجل عودة آمنة إلى المدارس".
وأوضح أحد مديري المدارس لـ "اندبندنت" أن هناك استفسارات لا تزال قائمة حول خطط الحكومة للعودة التدريجية إلى المدرسة، والتي ستبدأ مع عودة بعض الأطفال مع بداية الشهر المقبل، بمن في ذلك من هم في صفوف السنوات الأولى: التحضيري والصف الأول.
وأعرب سيمون سميث، من "أكاديمية إيست ويتبي الابتدائية" عن اعتقاده بأنه "يجب أن تكون هناك شفافية في المعلومات التي جعلتهم يعتقدون أن فتح المدارس سيكون آمناً... ظهر وزير الصحة مات هانكوك على شاشة التلفزيون قبل أيام عدة قائلاً " نعتقد أنه لا بأس في ذلك". إذا كنا نتحدث عن سلامة الأطفال، وسلامة الكوادر، فلا نعتقد أن الظروف جيدة بما يكفي. لا أعتقد أنه يمكنك تطبيق التباعد الاجتماعي في المدارس بين الأطفال الصغار".
وأضاف سميث أن تحقيق التباعد الاجتماعي قد يكون صعباً بشكل خاص بالنسبة إلى معلمي صف الحضانة، الذين قد تتضمن مسؤولياتهم تغيير الحفاضات أو طمأنة الصغار إذا كانوا متضايقين.
وقال لـ "اندبندنت" إن "علينا أن نحقق التوازن مع مفهوم كيفية توفير معاملة إنسانية بطريقة آمنة، وإلا فإننا نجازف في إنشاء مدارس تُرعب الأطفال ولا يريدون الدخول إليها مرة أخرى على الإطلاق".
وكانت الحكومة قد قالت ضمن "إستراتيجية التعافي" من فيروس كورونا الصادرة هذا الأسبوع إن الهدف لا يزال قيد المراجعة.
وبعدما عرض بوريس جونسون الخطط المتعلقة بالمدارس في الكلمة التي وجهها إلى الشعب يوم الأحد الماضي، خاطب أحد المديرين، وهو من مدرسة "سانت جورج تشيرش أوف إنغلاند" الابتدائية في كِنت، الآباء قائلاً "لن أكتب إليكم من مكاني هنا قائلاً إننا قادرون على تحقيق التباعد الاجتماعي في المدرسة".
وأضاف هوارد فيشر "تفتقر هذه المناقشة إلى حوار منطقي وعقلاني حول الحلول الأفضل، مثل تكرار العام الدراسي والعودة إلى المدراس عندما يتوفر لدينا المزيد من الدعم العملي. صدقوني، أنا أفضّل أن يكرر أي طفل سنته الدراسية على العودة في وقت مبكر جداً والاضطرار إلى خسارة الأطفال".
في هذه الأثناء، تريد الحكومة إعادة الأطفال في مرحلة الحضانة، التحضيري، الصف الأول والصف السادس إلى المدارس بحلول الأول من يونيو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعليقاً على مخاوف "الرابطة الوطنية لمديري المدارس" حيال الهدف "غير الواقعي" قالت ريتشل ورويك، المديرة التنفيذية لمدرسة "صندوق ريدجواي التعليمي" إن "من الصعب معرفة ما هو واقعي في الوضع الحالي لأنه وضع غير مسبوق".
وأضافت ورويك، وهي رئيسة "رابطة قادة المدارس والكليات" أيضاً، في لقاء لها مع "الاندبندنت" "نحتاج إلى جعل المدارس آمنة قدر الإمكان، وإلى الاسترشاد بالعلم. علينا العمل معاً بطريقة تعاونية لتحقيق ذلك، لأننا نتحمل مسؤولية البدء في إعادة فتح المدارس وتوفير التعليم لجميع الأطفال".
في غضون ذلك، أوضحت نقابة معلمين أخرى لأعضائها أن بإمكانهم رفض العودة إلى العمل ما لم تُقدم لهم الحماية نفسها التي يحصل عليها العاملون الآخرون في الخطوط الأمامية، بحسب ما ورد ليلة الخميس الماضي. وذكرت صحيفة "ذا غارديان" أن نقابة "ناسوت"، التي تشمل مدرسين ومديري مدارس من المملكة المتحدة، أعلنت في رسالة تحمل توقيع أمينها العام، أنها ستنظر في اتخاذ إجراء قانوني لإرجاء موعد إعادة فتح المدارس في الأول من يونيو.
وسيلتقي قادة النقابات التعليمية يوم الجمعة بكبير المسؤولين الطبيين وخبراء آخرين للاستماع إلى أسباب دفع الحكومة باتجاه إعادة فتح المدارس.
يذكر أن إنجلترا هي الجزء الوحيد من المملكة المتحدة الذي تُطالب مدارسها بإعادة فتح أبوابها تدريجياً اعتباراً من بداية الشهر المقبل، ما يثير المخاوف بين نقابات المعلمين حول مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.
سيُشجع الأطفال على العودة إلى المدرسة ولكن على أساس اختياري.
وفي مقال كتبه لصحيفة "ديلي ميل" يوم الجمعة الفائت، حدّد غافين ويليامسون، وزير التعليم، للنقابات ما سيحدث لاحقاً، قائلاً "يؤدي الآباء عملاً رائعاً لمساعدة الأطفال على التعلم في المنزل، لكن لا يمكن أحداً أن يحل محل المعلم... نتحمل جميعاً في قطاع التعليم واجب العمل معاً لإعادة الأطفال إلى المدرسة".
(اتصلنا بوزارة التعليم للحصول على تعليق)
© The Independent