أفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بأنّ حوالى 420 ألفاً من سكّان نيويورك قد غادروها وسط انتشار جائحة فيروس كورونا، وكانت غالبيّة المغادرين من أكثر سكانها ثراءً.
وأظهر التقرير الذي ارتكز على تحليل بيانات جُمعت من مصادر عدّة لمواقع الهواتف الذكية أنّ حوالى 15 في المئة من سكان المدينة رحلوا عنها بين الأول من مارس (آذار) والأول من مايو (أيار).
وأشارت الدراسة التحليلية التي أوردتها الصحيفة إلى تراجع عدد السكّان بشكلٍ خاص في المناطق الأكثر غنىً في المدينة، على غرار أبر إيست سايد وويست فيلادج وسوهو وبروكلين هايتس.
وتراجع عدد السكّان القاطنين في هذه المناطق الثرية من المدينة بنسبة 40 في المئة أو أكثر.
وفي سياقٍ متّصل، شهدت بعض المناطق الأخرى هبوطاً في عدد سكّانها، قيل إنه يعود إلى أنّها من الأماكن التي تعيش فيها مجموعات من الطلاب، وقد خلت من غالبية قاطنيها في هذه الفترة، نظراً إلى إغلاق الجامعات.
ولكن التقرير أشار إلى أنّ الأحياء التي يسكنها الأكثر غنى في المدينة هي التي كانت على الأرجح أكثر تأثراً لجهة تضاؤل عدد سكّانها بشكلٍ ملحوظ جرّاء انتشار الفيروس. وفي هذا الإطار، قال كيم فيليبس فين وهو بروفيسور في التاريخ في جامعة نيويورك لصحيفة الـ "تايمز" إن "أسلوب تأثر الأشخاص في هذه الأزمات يختلف باختلاف طبقاتهم الاجتماعية… على الرغم من العبارات القويّة القائلة ’إننا معاً في هذه المحنة‘، فالواقع مختلف تماماً عن ذلك".
وذكرت الصحيفة أنّ أكثر فاحشي الثراء الذين يشكّلون ثلث أصحاب أعلى المداخيل والذين تبلغ نسبتهم1 في المئة في نيويورك، قد غادروا المدينة في حين أنّ السكّان الموجودين في أدنى السلّم مِمَّن يحققون أدنى مداخيل سنوية لا تتعدّى 90 ألف دولار أو أقلّ، لم يبرحوا منازلهم.
واعتُبرت البيانات التي جُمعت من الهواتف الذكية واستُخدمت في تقييم السكّان "غير دقيقة" لأنّها لا تشمل القاطنين الذين لا يملكون هواتف ذكية، ولاعتمادها غالباً على تخمينات بشأن السكّان. بيد أنّ تلك البيانات قد تكون مفيدة لقياس التنقّل السريع للسكّان على نطاق واسع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك، أشارت بعض الأخبار التي تناقلها الناس إلى أن سكّان نيويورك الأكثر ثراءً قد غادروها وتوجّهوا إلى منازلهم الصيفية أو المساكن التي يقضون فيها إجازاتهم.
وفي حين أنّ البيانات الرئيسة التي أوردها التقرير صادرة عن شركة التحليلات الجغرافية "ديكارت لابز"، اعتبرت صحيفة الـ "تايمز" أنّ هذا التحليل منسجم مع تقديرَيْن منفصلَيْن اثنَيْن ارتكزا على معطيات جاءت من مزوّدين آخرين لبيانات المواقع.
وحسبما ذكر التقرير، خلُصت التحليلات الثلاثة إلى أنّ نسبة كبيرة من المناطق الأكثر ثراءً في المدينة قد خلت من قاطنيها.
وضمّت العيّنة التي استخدمتها الـ "تايمز" حوالى 140 ألف مقيم بمن فيهم سكّان من المناطق كافة التي شملها التعداد السكّاني في المدينة.
تجدر الإشارة إلى أنّ مدينة نيويورك شكّلت مركز تفشّي الوباء في الولايات المتحدة الأميركية وشهدت أكثر من 190 ألف إصابة بالفيروس الذي أوقع فيها ما يزيد على 15300 ضحية.
© The Independent