كل المؤشرات تؤكد أن كل شيء يسير على ما يرام لأسعار خام النفط الأميركي، ليصبح انزلاقه إلى هبوط تاريخي جديد في النطاق السالب مع انتهاء تداول العقود الآجلة تسليم يونيو (حزيران) الثلاثاء، أمراً مستبعداً.
وأشاع خفض الإنتاج في الولايات المتحدة مع تقليص شركات الطاقة الأميركية عدد حفارات النفط والغاز العاملة لأقل مستوى على الإطلاق للأسبوع الثاني على التوالي، حالة من التفاؤل في أسواق النفط، هذا إلى جانب السحب المفاجئ من المخزونات في الأسبوع الماضي.
وواصلت أسعار النفط مكاسبها خلال تعاملات الاثنين، وارتفع الخام الأميركي لأعلى مستوى في شهرين متجاوزاً 32 دولاراً للبرميل قبل يوم واحد من انتهاء التداول على العقد مع مواصلة تخفيف قيود التنقل المطبقة بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وارتفعت العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم يونيو (حزيران) بنسبة 12 في المئة إلى 32.9 دولار للبرميل في تمام الساعة 03:23 مساء بتوقيت غرينتش، كما ارتفع سعر خام برنت 8.7 في المئة إلى 35.3 دولار للبرميل بعد أن لامس أعلى مستوى منذ 13 أبريل (نيسان) الماضي.
ومن المقرر أن يكون آخر يوم للتداول على عقد الخام الأميركي تسليم يونيو هو الــ19 من مايو (أيار) الحالي، ولكن ليس هناك ما يشير إلى تكرار الهبوط التاريخي لأقل من الصفر، الذي حدث الشهر الماضي عشية انتهاء العمل بعقد مايو وسط مؤشرات على تعافي الطلب على الخام وأنواع الوقود من كبوته.
وفي الوقت نفسه، فإن الإنتاج ينخفض مع تقليص شركات الطاقة الأميركية عدد حفارات النفط والغاز، ما أسهم جزئياً في تهدئة المخاوف من نفاد طاقة التخزين في نقطة تسليم عقد الخام الأميركي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما.
وهوت العقود الآجلة للنفط الأميركي تسليم مايو إلى 37 دولاراً تحت الصفر، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يضطر فيها البائعون إلى أن يدفعوا للمشترين لأخذ عقود آجلة للنفط.
حالة من التفاؤل العام
وقال محللون ومختصون إن هناك حالة من التفاؤل العام بشأن الأسعار وسط استمرار قيام الدول المنتجة بخفض الإنتاج وبدء التعافي مع إعادة فتح الاقتصادات حول العالم بعد إغلاقها بسبب جائحة كورونا.
وقالت مؤسسة "ريستاد إنرجي" لأبحاث النفط والطاقة، إن منتجي النفط يخفضون الإنتاج بشكل كبير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت المؤسسة النرويجية، في مذكرة بحثية، أنه مع زيادة الطلب على النفط الخام فإن السوق تسير ببطء نحو الانتعاش.
ودخل اتفاق أوبك وحلفاء من خارجها، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، بتخفيضات إنتاج لم يسبق لها مثيل حيز التنفيذ في أول مايو الحالي لمواجهة تخمة في المعروض، حيث يتم من خلاله خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً لمدة شهرين، وقال منتجون آخرون، من بينهم الولايات المتحدة، إنهم سيضخون كميات أقل. وقالت أوبك إن التخفيضات بدأت تؤتي ثمارها.
ارتفاع سلة "أوبك" مع التعافي التدريجي للطلب
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الاثنين، عن أن سعر سلة أوبك المكونة من 13 خاماً بلغ 26.54 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقارنة بـ 24.93 دولار الخميس الماضي، مرتفعة بمقدار 1.61 دولار للبرميل، وفقاً لحسابات أمانة أوبك.
وتضمّ سلة أوبك التي تعد مرجعاً في مستوى سیاسة الإنتاج، خام صحارى الجزائري والإيراني الثقیل والبصرة العراقي وخام التصدیر الكويتي وخام السدر اللیبي وخام بونى النيجيري.
كما تضمّ سلة أوبك، الخام العربي الخفیف السعودي والخام الفنزويلي وجیراسول الأنغولي وأورینت الإكوادوري وزافیرو غینیا الاستوائية ورابي الخفیف الغابون وخام جینو الكونغو وخام مربان الإماراتي.
ارتفاع صادرات السعودية من النفط
وأظهرت بيانات رسمية لمبادرة البيانات المشتركة (جودي)، اليوم الاثنين، أن صادرات السعودية من النفط الخام ارتفعت في مارس (آذار) بمقدار 113 ألف برميل يومياً إلى 7.391 مليون برميل يومياً مقابل 7.278 مليون برميل يومياً في فبراير (شباط).
وفي مارس، كانت الدول الأعضاء في أوبك، وروسيا ومنتجون آخرون للنفط، الذين يشكلون ما يعرف بمجموعة أوبك+، لا يزالون ينفذون اتفاقاً لخفض الإنتاج بمقدار 1.7 مليون برميل يومياً حتى 31 مارس (آذار) لدعم الأسعار.
وظلّت السعودية ملتزمة الاتفاق رغم انهياره في اجتماع لأوبك+ في السادس من مارس بعد خلافات مع روسيا حول مقدار التخفيضات.
وبحسب مبادرة البيانات المشتركة (جودي)، هبط إنتاج الخام من أكبر مصدر للنفط في العالم بمقدار 0.051 مليون برميل يومياً على أساس شهري إلى 9.733 مليون برميل يومياً في مارس.
وزادت مخزونات الخام السعودية بمقدار 2.963 مليون برميل إلى 156.249 مليون برميل في مارس.
وهبط إنتاج تكرير الخام المحلي في السعودية بواقع 0.244 مليون برميل يومياً إلى 1.968 مليون برميل يومياً في مارس من 2.212 مليون برميل يومياً في فبراير.
وتقدّم الرياض وغيرها من الدول الأعضاء في أوبك بيانات الصادرات الشهرية إلى "جودي" التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.