ملخص
تبادلت موسكو وكييف الضربات بمسيرات وصواريخ أمس الإثنين وسط توترات متزايدة بسبب تهديدات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب واستخدامه لأحدث صواريخه الباليستية لقصف الأراضي الأوكرانية.
أعلن رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين إن المدينة تتعرض لهجوم متواصل بطائرات مسيرة روسية من اتجاهات مختلفة.
وذكر كليتشكو عبر قناته على تطبيق "تيليغرام" للرسائل، "يستمر الهجوم بالطائرات المسيرة على العاصمة. تعمل قوات الدفاع الجوي في مناطق مختلفة من المدينة. وتدخل (الطائرات المسيرة) العاصمة من اتجاهات مختلفة".
وسمع شهود سلسلة من الانفجارات الناجمة في ما يبدو عن تصدي أنظمة الدفاع الجوي للهجمات.
وأصدرت السلطات إنذارات من الغارات الجوية شملت كييف والمنطقة المحيطة بها ومعظم الأراضي الأوكرانية. وفي كييف بدأت صفارات الإنذار من الغارات الجوية تدوي في نحو الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش.
تصعيد متزايد
وتبادلت موسكو وكييف الضربات بمسيرات وصواريخ أمس الإثنين وسط توترات متزايدة بسبب تهديدات أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب واستخدامه لأحدث صواريخه الباليستية لقصف الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت روسيا أمس الإثنين أن دفاعاتها الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا، إضافة إلى قنابل جوية أميركية الصنع.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن "الدفاعات الجوية أسقطت ثمانية صواريخ باليستية وستة قنابل جوية موجهة من طراز JDAM أميركية الصنع، إضافة إلى 45 مسيرة" من دون تفاصيل حول نوع الصواريخ أو المكان الذي أسقطت فيه.
وقصفت روسيا وسط أوكرانيا الأسبوع الماضي بصاروخ باليستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) من دون رأس نووي، وتوعدت بزيادة هذا النوع من الضربات إذا واصلت كييف استخدام الصواريخ الغربية لاستهداف الأراضي الروسية.
وهدد الرئيس الروسي بضرب الدول التي تزود الأوكرانيين هذه الصواريخ، معتبراً أن الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعاً عالمياً". كذلك طرح كثير من المسؤولين الروس بينهم الرئيس إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعمدت روسيا إلى تعديل عقيدتها النووية بشكل يتيح لموسكو استخدام هذه الأسلحة ضد دول لا تمتلكها. ويأتي ذلك رداً على ضرب كييف أهدافاً عسكرية في الأراضي الروسية بصواريخ "أتاكمس" الأميركية و"ستورم شادو" البريطانية التي يتخطى مداها بضع مئات من الكيلومترات.
من جانبها أعلنت أوكرانيا صباح أمس الإثنين أنها ضربت أهدافاً عسكرية في روسيا من دون أن تحدد طبيعة الأسلحة التي استخدمتها. وقتل مدني في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، بحسب السلطات، في هجوم بمسيرة أوكرانية.
كذلك استهدفت مسيرات أوكرانية متفجرة خلال الليل مخزناً للوقود في منطقة كالوغا الروسية، بحسب مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، مشيراً إلى أنها أحدثت "دماراً كبيراً".
واكتفى الحاكم الروسي لهذه المنطقة الواقعة في جنوب العاصمة موسكو بالقول إن الدفاعات الجوية أسقطت ثماني مسيرات في ضواحي مدينة كالوغا، وأن "سقوط الحطام" أدى إلى نشوب حريق في موقع "شركة صناعية" تم إخماده خلال ساعات.
يأتي ذلك فيما أدت الهجمات الروسية الجديدة على مناطق حضرية في أوكرانيا إلى إصابة العشرات أمس الإثنين، لا سيما في وسط مدينتي خاركيف (شمال شرق) وأوديسا (جنوب).
الأوروبيون سيكثفون الدعم العسكري لأوكرانيا
من جانبه تعهد بوريس بيستوريوس وزير الدفاع الألماني أمس الإثنين أن يعزز الأوروبيون الدعم العسكري لأوكرانيا.
جاء ذلك بعد محادثات مع نظرائه البريطاني والفرنسي والإيطالي والبولندي بشأن كيفية تعزيز الجهود الدفاعية مع قرب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وقال للصحافيين في برلين بعد استضافة اجتماع لمجموعة الدول الخمس في شأن الدفاع في أوروبا "يجب أن يكون هدفنا تمكين أوكرانيا من العمل من موقف قوة".
وأضاف انتخاب ترمب، الذي يشكك في دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، الضغوط على أوروبا لزيادة دورها في تسليح كييف إذا خفضت واشنطن، أكبر مانح حتى الآن، مساعداتها.
وبعد ساعات من فوز ترمب، اتفق بيستوريوس ووزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) على الدعوة إلى اجتماع مع نظرائهما الأوروبيين.
وفي حديثه للصحافيين في برلين كرر وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميز تعهد بيستوريوس تقديم مزيد من المساعدات لكييف. وقال، "يتعين على أوروبا أن تنسق جهودها بصورة أكبر، وأن تنسق أفعالها، وأن تستهدف تحقيق أهداف أعلى، حتى تكون شريكاً جيداً للولايات المتحدة". وأضاف، "نحن ملزمون اليوم بأن نقول ذلك بوضوح - يتعين على أوروبا أن تزيد من جهودها عندما يتعلق الأمر بمساعدة أوكرانيا، ولكن قبل كل شيء عندما يتعلق الأمر بأمنها".