جدّدت جماعة الحوثي اليمنية، أمس الثلاثاء، استهدافها للمدن السعودية، بمقذوف نتج عنه إصابة ثلاث نساء في إحدى القرى الحدودية بمنطقة جازان (جنوب البلاد)، بعد هدوء نسبي في وتيرة الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي تتعرض لها مناطق البلاد.
وقال المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة جازان، العقيد محمد الغامدي، إن "فرق الدفاع المدني باشرت بلاغاً بسقوط مقذوف عسكري، أطلقته عناصر الميليشيا الحوثية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه إحدى القرى الحدودية، ما نتج عنه سقوط شظايا تضرّر على إثرها منزل، وأصيبت ثلاث نساء، تم نقلهن للمستشفى وحالتهن الصحية مستقرة".
استهداف المدنيين
وتقود السعودية منذ مارس (آذار) 2015 تحالفاً عسكريا لدعم مساعي الحكومة الشرعية باليمن للتصدي لميليشيا الحوثي، التي لها تاريخ من الهجمات ضد المدن السعودية، إذ استهدفت في يونيو (حزيران) الماضي مطار أبها الدولي جنوب البلاد بصاروخ، أدى إلى إصابة 26 مدنياً من جنسيات مختلفة، وأعقبه هجوم آخر على المطار نتج عنه وفاة مقيم سوري وإصابة 7 مدنيين، كما أطلقت في الشهر نفسه مقذوفاً على بنية تحتية بمنطقة جازان، غير أنه لم يتسبّب بخسائر بشرية أو مادية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق، إن "الهجوم الحوثي على مطار أبها يثبت مدى تورط إيران في القيام بأدوار خبيثة في المنطقة"، مشيرةً إلى أن "الاعتداءات الجديدة، التي قام بها الحوثيون ضد السعودية تظهر أدلة أخرى على دور إيران الخبيث في المنطقة". كما دانت منظمة الطيران المدني الهجوم، وأعربت عن تضامنها مع السعودية، واصفةً الاعتداء بـ"الانتهاك الصارخ" للقوانين الدولية في الهجوم على البنية التحتية للطيران المدني.
دور إيران
وتحمّل السعودية النظام الإيراني مسؤولية حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في وقت سابق، إن إيران استهدفت منشآت النفط السعودية بـ16 صاروخاً في سبتمبر (أيلول) الماضي، مستبعداً إجراء محادثات مع طهران قبل أن تعترف بتصرفاتها العدوانية وتأثيرها على عدم الاستقرار الأمني بالمنطقة.
وتشدّد الرياض في موقفها من الصراع اليمني على تبني الحل السياسي بين جميع الأطراف، والسعي لتخليص اليمن من النفوذ الإيراني، وهو ما جاء على لسان نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الذي قال إن "الحوار الداخلي وليس الاقتتال، هو السبيل الوحيد لحل الاختلافات اليمنية الداخلية".
واستهدف الحوثيون، العام الماضي، منشأتين نفطيتين في مدينتي عفيف والدوادمي بواسطة طائرات مفخخة من دون طيار، قبل أن تتصاعد خطورة العمليات على إثر هجوم الرابع عشر من سبتمبر الماضي، الذي طال معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، ما أدى إلى توقف الإنتاج مؤقتاً في محطات الضخ في بقيق وخريص شرقي البلاد، وتعطل إمدادات الطاقة العالمية، وحمّلت حينها السلطات السعودية النظام الإيراني مسؤولية الهجوم غير المسبوق.
طهران تنفي
من جانبها، نفت طهران التورط في الهجوم على منشآت شركة أرامكو، وعد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الاتهامات الأميركية بأنها " تدخل في باب الأكاذيب القصوى وتعبر عن الفشل."
وكانت إيران رفضت على لسان وزير خارجيتها بيانا أوروبيا مشتركا جمع كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بشأن ضلوع طهران في تلك الهجمات على المنشآت النفطية، ووصف جواد ظريف الدول الثلاث التي أصدرت البيان بأنها "تردد الاتهامات الأميركية السخيفة".