أشار بحث جديد إلى أنّ عدد الأشخاص الذين يُمكن أن يصابوا بفيروس كورونا من دون أن تظهر عليهم أعراض المرض، ربما يفوق بأشواط التقديرات السابقة.
في هذا الصدد، ذكر البروفيسور آلان سميث، المحرِّر المشارك في مجلة "ثوراكس"، إنّ لتلك النتائج آثاراً في مسار تخفيف قيود الإغلاق.
وذكر، "من الصعب العثور على تقدير مؤكَّد لعدد المرضى المصابين بـ"كوفيد 19" ممن لا يشكون أعراضاً".
أردف سميث، "فيما تخرج البلدان من الإغلاق شيئاً فشيئاً، ربما يعني وجود شريحة كبيرة من المصابين الخالين من الأعراض، أنّ نسبة أعلى بكثير من السكان يُحتمل أن تكون مصابة بفيروس كوفيد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أنجز الدراسة باحثون وُجِدوا على متن السفينة التي لم يُذكر اسمها، كجزء من رحلة استكشافية، مع 128 راكباً وطاقماً يضمّ 95 شخصاً.
غادرت السفينة من الأرجنتين في رحلة مقرّرة مدتها 21 يوماً إلى القطب الجنوبيّ في منتصف مارس (آذار) الماضي، عقب إعلان منظمة الصحة العالمية "كوفيد 19" جائحة.
لم يُسمح للمسافرين الذين عبروا بلداناً كانت فيها معدلات الإصابة بـ"كوفيد 19" مرتفعة أصلاً، بالصعود إلى متن السفينة، كذلك جرى التحقّق من درجة حرارة الركاب قبل أن تُبحر السفينة.
في اليوم الثامن من الرحلة، أُبلغ عن وجود الحالة الأولى من الحمّى. ومع إبقاء الركّاب في مقصوراتهم، قُدِّم الطعام لهم في غرفهم فيما ارتدى طاقم السفينة معدات الوقاية عند التواصل مع الركاب المرضى.
أبحرت السفينة إلى أوروغواي حيث غادرها ثمانية من الركاب والطاقم ونُقلوا إلى المستشفى. وفي اليوم العشرين من الرحلة، أُخذت مسحات فحوص الفيروس من الـ217 شخصاً المتبقين، وجاءت نتائج اختبارات ما يربو على نصفهم، أو ما مجموعه 128 شخصاً تحديداً، إيجابية (بمعنى الإصابة بالفيروس).
من بين الركاب الذين جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابية، واجه 24 شخصاً أعراضاً متنوّعة، لكنها غابت عن 108 أشخاص، ما يساوي 81 في المئة من المجموعة.
خلّص باحثو الدراسة إلى أنّ انتشار فيروس كورونا على متن السفن السياحيّة "يُساء تقديره بشكل كبير" على الأرجح. وكذلك نبّهوا إلى ضرورة إخضاع الركاب لفحوص طبيّة بعد أن تبحر السفن، بهدف درء الانتشار المجتمعيّ للفيروس.
وأضافوا أنّ تكرار الاختبارات ربما يكون خطوة ضروريّة من أجل التصدِّي لنتائج الفحوص التي تعطي نتيجة سلبية خاطئة (بمعنى أن تظهر الفحوص غياب الإصابة على الرغم من وجودها فعلاً).
© The Independent