أطلقت مجموعة كَوَّنَها نشطاء من الحزب الجمهوري مناهضون للرئيس الأميركي دونالد ترمب، إعلاناً تلفزيونياً يهاجم زعيم الحزب في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، الذي يستعدّ لإعادة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
الإعلان الذي يسخر من ماكونيل ويصفه بـ(Rich Mitc" ميتش الغني")، يُبثّ في ولاية "كنتاكي"، مسقط رأس السيناتور الجمهوري. وقد ابتكرته حملة "مشروع لينكولن"، وهي حركة أسّسها نشطاء متمرسون ممن ساهموا في مختلف الحملات الانتخابية للحزب الجمهوري. وقد اتّحد أولئك النشطاء في التعبير عن اشمئزازهم من دونالد ترمب، إضافة إلى عدم رضاهم عن رضوخ حزبهم له ولأجندته.
ويطرح التعليق الصوتي المواكب للإعلان السؤال الآتي، "ماذا سيقول التاريخ عن ميتش ماكونيل؟" ويجيب، "في الواقع، لقد أمضى معظم وقته في عقد الصفقات لمصلحته. ولم يقدّم الكثير من أجل ولاية "كنتاكي" [من الولايات المؤيّدة تقليدياً للحزب الجمهوري"].
ويضيف الإعلان، "لم يكن في حوزة ميتش مالٌ عندما ذهب إلى واشنطن قبل 35 عاماً. لكنه يعتبر أحد أغنى الرجال هناك. في المقابل، ماذا جَنَتْ ولاية "كنتاكي" من الصفقة؟ نحن كولاية، نأتي في المركز الـ40 [بين بقية الولايات الأميركية] لجهة توافر فرص العمل، وفي المرتبة الـ45 لجهة التعليم، وفي الدرجة الـ43 في الرعاية الصحية. هل توضّحت الصورة؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الصدد، بات موضوع الإثراء الذاتي من جانب أعضاء مجلس الشيوخ، متداولاً على الألسن في المرحلة الأخيرة. فقد لقي العضوان الجمهوريّان في مجلس الشيوخ ريتشارد بار من ولاية "نورث كارولينا"، وكيلي لوفلر من ولاية "جورجيا"، استهجاناً شعبياً بعدما تبيّن أنهما باعا أسهماً لهما بملايين الدولارات، في صناعاتٍ كانت معرّضة لأن تتأثر سلبيّاً بمفاعيل وباء كورونا، قبل أن يبدأ التأثير الاقتصادي للوباء في البروز، وذلك بعد تلقّيهما إحاطاتٍ سرّية مُسْبَقَة توقّعت حدوث ذلك.
ومع تردّد أخبار من هذا القبيل في البلاد، تركّز حملة "مشروع لينكولن" هجومها على السيناتور ميتش ماكونيل لضرب ما يمكن أن يكون عصباً انتخابيّاً حسّاساً للغاية بالنسبة إلى ترمب.
ويخدم الإعلان ذلك الهدف تماماً. ووفق كلماته، "بعد 35 عاماً، لا يزال أهالي ولاية "كنتاكي" ينتظرون أنواع الفرص التي عمل ميتش بجدّ على تحقيقها لنفسه. وإذا أضيفت 6 سنوات أخرى إلى ولاية ميتش ماكونيل، فإننا سنظلّ جميعاً طوال تلك المدة في حالة انتظار. وميتش؟ سيصبح أكثر ثراءً".
ويضيف الإعلان، "إذاً ماذا سيقول التاريخ عن ميتش ماكونيل؟ الجواب سيكون هو نفسه الذي يقوله كثيرون من أهالي "كنتاكي" الآن، أي "لا شيء البتة"".
وفي تطوّر متصل، اشترى "مشروع لينكولن" الذي يسعى بشكلٍ صريح إلى منع إعادة انتخاب الرئيس ترمب، مساحة تلفزيونية لإعلانه عن السيناتور ماكونيل، وأنفق 250 ألف دولار من أجل بثّه على موجات الأثير. وعلى الرغم من ذلك، كان نهج الحملة في مجال الإعلان شديد الاستهداف.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الجاري، دفعت الحملة مبلغ 5 آلاف دولار، لعرض إعلانٍ مناهض لدونالد ترمب بعنوان "حداد في أميركا"، خلال برنامج تبثّه شبكة "فوكس نيوز" التي تُشتهر بأن الرئيس الأميركي يشاهدها بانتظام. وكانت النتيجة تدفّق وابلٍ من التغريدات الساخرة من الرئيس نفسه، ما أكّد أن الإعلان حاز الحدّ الأقصى من الاهتمام، وزاد في المقابل التبرّعات للمجموعة بأكثر من مليون و400 ألف دولار.
© The Independent