خسرت واحدة من كل خمس شابات وظيفتها بسبب الاضطراب الذي أحدثه فيروس كورونا، مما يعمق أزمة عدم المساواة بين الجنسين التي كانت موجودة من قبل، وفقاً لما توصلت إليه دراسة ناقدة.
كشف تقرير أصدرته جمعية "صندوق النساء الشابات" Young Women’s Trust عن عدد كبير من القصص المؤلمة للنساء الأشد تضرراً من حالة الإغلاق، واللواتي يواجهن العوز ويعانين من أجل توفير ثمن الطعام والأساسيات الأخرى.
يُشار إلى أن النساء يشكلن نسبة ضخمة في قطاعات الضيافة والترفيه والسياحة والفنون، وهي الصناعات التي شهدت إنهاء خدمات آلاف العمال أو تسريحهم مؤقتاً بسبب حالة الطوارئ الصحية العامة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونقلت الدراسة التي استطلعت آراء حوالى 200 شابة ممن تتراوح أعمارهن بين 18 و30 سنة، عن أكثر من نصفهن قولهن إن حالتهن المالية قد تضررت بفعل الأزمة العالمية. وذكرت كثيرات من هؤلاء الشابات أنهن مضطرات لأداء قدر كبير من أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر بسبب حاجتهن إلى العناية بأشخاص أصيبوا بفيروس كورونا ولسد الفجوة التي تركها إغلاق المدارس.
وقالت شابة فضلت عدم الكشف عن هويتها "كنت قد بدأت تدريبي المهني قبل أسبوعين فقط من فرض الإغلاق، لذلك توجب على رب العمل أن يصرفني. ولم تجرِ إحالتي على برنامج الحكومة للتسريح المؤقت بأجر. مما يعني أنني لا أملك أي دخل سوى الراتب الذي تقاضيته لقاء العمل لأسبوعين وهو مجرد أجر شخص متدرب".
وأوردت كيرا، التي اختارت عدم ذكر كنيتها، "أنتظر أول دفعة من المساعدات الحكومية [المعروفة باسم التأمين الشامل] لأنني توقفت عن العمل قبل الأزمة مباشرة. لذلك، بقيت من دون مال لشراء الضروريات".
وذكرت امرأة أخرى أنها كانت تواجه صعوبات في العمل من المنزل بصحبة طفلها، لذلك تجد نفسها مضطرة إلى العمل طوال الليل عوض ذلك. وأشارت إلى أن "العمل خلال الساعات المتفق عليها غير آمن لأن طفلي الصغير نشط في النهار، وبالتالي، يتوجب علي العمل طوال الليل، والبقاء منهكة خلال اليوم".
وأوضحت سيدة أخرى تدعى لورا أنها كانت تواجه صعوبات للحصول على وقت كاف للنوم بسبب صعوبة التوفيق بين الواجبات الإضافية لرعاية الأطفال ومواصلة العمل. وأردفت "أحاول تعليم ابني بينما أدرّس جميع طلابي وأدعمهم، بالإضافة إلى التأكد من أننا بأمان ولدينا كل الأشياء التي نحتاجها. هذا مرهق فكرياً وبالكاد أجد فرصة للنوم في ظل كل هذه الضغوط... يشغل بالي تعلم ابني ما يكفي خلال فترة عدم ذهابه إلى المدرسة كي يكون تحصيله الدراسي جيداً. كما أشعر بالقلق حيال صحتنا العقلية والنفسية. نحن نعيش في شقة صغيرة بلا حديقة".
وأشارت العاملات في القطاعات الأساسية اللواتي تحدثن إلى الباحثين إلى أنهن شعرن بالإرهاق الشديد والضغط الهائل. وقالت إحداهن "طلبت من رب عملي أن يسرحني تسريحاً مؤقتاً مدفوع الأجر لكوني في الشهر السادس من حملي، لكنه رفض ذلك وأخبرني أن أتقدم بطلب للحصول على التعويض القانوني المَرَضي".
وذكر جو ليفنسون، من منظمة صندوق النساء الشابات، وهي مؤسسة خيرية تدعم الشابات من صاحبات المداخيل المتدنية أو المعدومة، أن الشابات، وبخاصة أولئك اللواتي يجدن الحصول على اللقمة صعباً، "تعرضن للتجاهل في أحيان كثيرة، والتقليل من قيمتهن ودفع أجور أقل مما هنّ جديرات بتقاضيه" قبل اندلاع وباء فيروس كورنا، لكن أوضاعهن تردّت.
وأضاف "لكون النساء الشابات عاملات ومقدمات رعاية أساسيات في القطاعات الحيوية، فقد أصبحن حالياً في صميم استجابة الأمة لجائحة فيروس كورونا، لكن تظهر أبحاثنا أنهن يواجهن صعوبات مالية، ويتحملن المزيد من مسؤوليات الرعاية ويعانين من ناحية الصحة العقلية والنفسية... نحن متوجسون بشكل خاص من تراجع مساواة المرأة في غياب التركيز الشديد الرامي إلى منع حدوث ذلك في المؤسسات الحكومية ولدى أرباب العمل، ونحث المسؤولين عن وضع خطط للتعافي على ضمان عدم إهمال أي سيدة شابة".
وفي شأن متصل، وجد تقرير صدر حديثاً عن كلية لندن للاقتصاد أن النساء معرضات لخسارة وظائفهن أكثر من الرجال خلال فترة الركود المقبلة، لأنهن يعملن بنسبة أكبر في "القطاعات المغلقة"، والتي يُتوقع أن تكون الأكثر تضرراً. ويشير الباحثون إلى أن هذا العامل سيكون الفارق الرئيس بين الأزمة الاقتصادية المقبلة والانهيار المالي الذي حدث عام 2008.
© The Independent