قال عالم إحياء ونبات إن تنوع النباتات يجب أن يحتل أولوية في جهود الحفاظ على البيئة ومصادر الطاقة لأن هذه الكائنات قد تحمل حلولاً لأنواع مختلفة من الأمراض، بما في ذلك كوفيد-19.
وأضاف الدكتور موريسيو ديازغرانادوس، الذي يرأس برنامج كولومبيا البيولوجي في "الحديقة النباتية الملكية" بمنطقة كيو في ضواحي لندن، أن الحفاظ على المناطق الغنية طبيعياً يمكن أن يوفر سبل العيش للسكان المحليين إلى جانب فوائد أخرى لجميع البشر.
وأسست الحكومة الكولومبية البرنامج أخيراً للسماح بالاستخدام الاقتصادي المستدام لموارد بلادها الغنية على صعيد التنوع البيولوجي. وبالتعاون مع حديقة كيو ومنظمات في كولومبيا، تُجرَى بحوث لاستكشاف أجزاء عذراء من البلاد، التي تعتبر ثاني أكثر بلدان العالم في مجال التنوع البيولوجي، إذ تضم أكثر من 30 ألف نوع من النباتات والأشنات.
وأفادت كيو، بأن 7 من أصل بلديات 32 منطقة تعهدت بتقديم أموال لمشاريع مختلفة يشتمل عليها برنامج كولومبيا البيولوجي، مثل تنظيم بعثات عملية، وتطوير السياحة البيئية، وإجراء بحث وتطوير في مجال الابتكار التكنولوجي البيولوجي والأعمال الزراعية.
لكن منذ عام 2016، حين أبرم أعضاء في أكبر مجموعة متمردة في كولومبيا صفقة مع الحكومة لوضع حد للنزاع المسلح الذي تواصل على امتداد نصف قرن، تزايدت عمليات إزالة الغابات تزايداً ملحوظاً بسبب عدم فاعلية جهود الحفاظ على التنوع، حتى في المناطق المفترض أن تكون محمية.
وأضطر دعاة الحفاظ على التنوع إلى خوض "سباق مع الزمن" لتطبيق إجراءات للحفاظ على التنوع، وذلك بسبب إزالة الغابات من أجل الزراعة والتعدين وتوفير مداخيل للسكان المحليين. وتتعرض نباتات فريدة وغير معروفة في البلاد للخطر بسبب إزالة الغابات على نحو متزايد، ما يقضي على ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من الغابات سنوياً، كما يُقال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجمع الدكتور ديازغرانادوس وفريقه أكثر من 100 عينة نباتية، تشتمل على نوعين جديدين في الأقل، وذلك خلال رحلة في غابات سيرانيا دي لاس كوينشاس في فبراير (شباط) الماضي. وكانت البعثة جزءاً من وثائقي أعدته "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) بعنوان "كولومبيا: إنقاذ جنة"، لمعاينة التنوع البيولوجي في البلاد.
وعمل الفريق في سيرانيا دي لاس كوينشاس مع شركاء محليين في جمع عينات وبذور لصالح مؤسسات وبنوك للبذور في كولومبيا. وأُرسِلت نسخ مطابقة للعينات النباتية إلى حديقة كيو من أجل التحليل.
ويجمع الفريق عينات لنباتات لم يرها من قبل أو لم يسمع من أبناء المجتمع المحلي أن لها استخدامات خاصة. وقال ديازغرانادوس إن جمع العينات في البلدان الغنية نباتياً مثل كولومبيا والتعلم عنها أمران ضروريان "لأننا لا نحافظ على ما لا نحبه،
ولا نحب ما لا نعرف، ولذا نحتاج إلى معرفة ما يحيط بنا لنقدّره ونحافظ عليه، نحن في سباق مع الزمن في محاولتنا حماية هذا الغنى ولإظهار أننا لسنا في حاجة إلى تدمير الطبيعة، فنحن نستطيع أن نبقي عليها ونحافظ عليها ونستخدمها لتعزيز الاقتصاد من خلال الاقتصاد البيولوجي".
وأضاف الدكتور ديازغرانادوس "نريد أن نعرف أكثر عن التنوع البيولوجي، لأننا مهتمون بحمايته والحفاظ على سبل العيش المحلية، إلى جانب معرفة الفوائد التي يشتملعليها بالنسبة للبشر، فقد توفر هذه النباتات الحل لكوفيد-19، لا نعرف".
وتُستخدَم النباتات الطبية على نطاق واسع في المجتمعات الريفية بكولومبيا، على الرغم من قلة البحوث في مزاياها. مثلاً، حددت دراسة لعلم العقاقير الإثنية تناولت مجتمع سان باسيليو دي بالينكو حوالى 30 استخداماً للنباتات في الطب التقليدي، من علاج الالتهابات الجلدية إلى التهاب الجهاز التنفسي، إلى الاضطرابات المعدية المعوية.
وقال الدكتور ديازغرانادوس "في كل مرة يختفي فيها نوع ما، نفقد كل الغنى في المركبات والتاريخ التطوري الذي أنتج هذا الثراء الفريد أو الذي يصعب جداً تكراره، ولهذا فالحفاظ على التنوع البيولوجي فائق الأهمية".
( شاركت وكالة "بي إيه" في إعداد التقرير)
© The Independent