كشف مراقبو العقوبات المستقلون في الأمم المتحدة، في تقرير نُشر الاثنين 1 يونيو (حزيران)، أن الروابط بين حركة طالبان (وبخاصة فرع شبكة حقاني الموالي لها)، وتنظيم القاعدة لا تزال وثيقة (على الرغم من اتفاق بين الحركة، وواشنطن) يؤمل في وضع حد لها.
وأورد تقرير المراقبين لمجلس الأمن الدولي، أن طالبان "تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما". وأشار إلى أن الروابط ترجع إلى أواصر الصداقة، والمصاهرة، والقتال المشترك، والتعاطف الفكري.
في الأثناء، أبدى المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد تفاؤله في شأن انطلاق محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان المتمرّدة، مشيراً، أنّ الرئيس دونالد ترمب قد يسرّع جدول انسحاب قواته من هذا البلد إذا ما سارت الأمور على ما يرام.
وأعلن زلماي خليل زاد، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، "لقد تمّ إحراز كثير من التقدّم في الأيام الأخيرة".
انشقاق في طالبان
واعتبر مراقبو الأمم المتحدة أن "نجاح الاتفاق ربما يعتمد على استعداد طالبان لتشجيع القاعدة على وضع حد لأنشطتها الحالية في أفغانستان"، مضيفين أنه في حال التزام طالبان بالاتفاق "فإن ذلك قد يثير انشقاقاً بين المعسكر الموالي للقاعدة، والمعسكر المناهض لها".
وعلّق زلماي خليل زاد، أنه يعتقد أن التقرير تناول فترة تنتهي في 15 مارس (آذار)، أي بعد حوالى أسبوعين من توقيع الاتفاق بين طالبان وواشنطن، وأن وفاء طالبان بالتزاماتها قد يستغرق بعض الوقت.
أضاف للصحافيين "اتخذوا بعض الخطوات، وعليهم اتخاذ خطوات أخرى كثيرة". وألمح إلى أن واشنطن قد تعيد النظر في الوعود التي قطعتها إذا ما أخفقت طالبان في الوفاء بوعودها.
تعهّد طالبان
وتعهّدت طالبان في الاتفاق الذي وقّعته مع الولايات المتحدة، في 29 فبراير (شباط) منع القاعدة من استغلال الأراضي الأفغانية في تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
في المقابل، يمهد الاتفاق الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان. ويلزم الولايات المتحدة بخفض وجودها العسكري في أفغانستان إلى 8600 جندي بحلول منتصف يوليو (تموز)، وهو مستوى
قال مسؤولون أميركيون، وآخرون في حلف شمال الأطلسي إنه تحقق تقريباً الأسبوع الماضي، على أن يصل عدد هذه القوات إلى صفر بحلول مايو (أيار) 2021 إذا ما سمحت الظروف.
وغزت القوات الأميركية أفغانستان للإطاحة بطالبان عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) التي راح ضحيتها قرابة 3000 شخص. وكانت طالبان قد وفرت للقاعدة ملاذاً آمناً دبرت منه الهجمات.
أحداث إيجابيّة
وبدأ الجيش الأميركي الانسحاب من أفغانستان تنفيذاً لمفاعيل الاتفاق مع طالبان، لكنّ المحادثات الأفغانية - الأفغانية لم تنطلق حتّى الساعة، في حين تصاعدت وتيرة العنف مجدّداً ممّا هدّد بإخراج عملية السلام عن مسارها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الأيام الماضية تسارعت وتيرة الأحداث الإيجابية في أفغانستان، إذ توصّل الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى اتّفاق مع منافسه عبد الله عبد الله الذي قال إنه مستعدّ، بعدما عيّن كبير المفاوضين مع طالبان، لبدء محادثات السلام مع الحركة المتمرّدة "في أي وقت".
سرّعت كابول عملية إطلاق سراح أسرى لدى حركة طالبان، وهو أحد الشروط المسبقة لبدء المفاوضات بين الجانبين، في حين بادرت الحركة المتمردة لإعلان هدنة خلال عطلة عيد الفطر التزمها الطرفان.
أولوية ترمب
ولفت خليل زاد إلى أنّ "كثيرين من الناس كانوا متشائمين إزاء إمكانية إجراء مفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وإزاء القدرة على إحراز تقدّم كافٍ في قضية السجناء"، رافضاً في الوقت نفسه تحديد موعد انطلاق هذه المفاوضات. وحذّر الدبلوماسي الأميركي من أنّه "لا يزال يتعيّن القيام بكثير" في ملفّ تبادل الأسرى.
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أنّ انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان يسير بوتيرة أسرع ممّا هو محدّد في الجدول الزمني المتّفق عليه مع طالبان.
وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإنّ البنتاغون أعدّ (من بين خيارات عدّة)، لانسحاب محتمل بحلول نهاية العام بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
لكنّ زلماي خليل زاد شدّد على أنّ وتيرة الانسحاب أمرٌ "من صلاحيات الرئيس"، مشيراً إلى أنّه في حال وجد ترمب أنّ "الشروط مستوفاة، فيمكننا المغادرة بسرعة أكبر، لكنّ المفتاح هو استيفاء الشروط".
وجعل ترمب من إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها أولوية لإدارته، وهو يسعى إلى إخراج قواته من أفغانستان.