تترقّب أسواق النفط اجتماعاً مهماً، اليوم السبت، يحدد توجّهات منتجي تحالف "أوبك +" خلال الشهور المقبلة، وسط إعلان إمكانية تعميق خفض الإنتاج، للحفاظ على توازن الأسواق، كما يبحث الاجتماع الأدوات المتاحة لإجبار صغار المنتجين على الالتزام.
وتوجد تطورات ضاغطة قد تجبر "أوبك +" على الإبقاء على خفض أكبر للإنتاج، وسط تأثر الطلب نتيجة تداعيات فيروس كورونا المُستجد، وتصاعد المخاوف بشأن تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بسبب الخلاف بعدة مسائل تجارية، وأيضاً الأزمة السياسية بهونغ كونغ، فضلاً عن سبب انتشار كورونا، ما سينعكس بالنهاية على تعافٍ بطيء للطلب.
ويأمل كبار المنتجين الإبقاء على حجم الخفض المطبّق لمايو (أيار) ويونيو (حزيران) بنحو 9.7 مليون برميل، لشهر أو شهرين إضافيين، لحين تحسّن الطلب المتأثر، أو التأكد من موجة ثانية لفيروس كورونا، كما ينظر الاجتماع إلى ضوابط لفرض التزام "أوبك +".
وينصّ اتفاق "أوبك +" على خفض الإنتاج من خام النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً ابتداءً من الأول من مايو 2020، ولمدة تبلغ شهرين تنتهي في الـ30 من يونيو من العام الحالي.
وخلال الأشهر الستة التالية بداية من الأول من يوليو (تموز) إلى الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 2020 سيكون مقدار التخفيض الإجمالي 7.7 مليون برميل، على أن يتبع ذلك خفض قدره 5.7 مليون برميل يومياً خلال 16 شهراً، تبدأ من الأول من يناير (كانون الثاني) 2021 وإلى الـ30 من أبريل (نيسان) 2022.
وفي هذا الشأن، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أمس الجمعة، "تحالف (أوبك +) يعكف على عقد اجتماع بشأن سياسة إنتاج النفط السبت"، موضحاً أن الأوضاع الآن "تضمن نجاحاً مأمولاً للاجتماعات".
الإمارات تدعو إلى تحسين امتثال المنتجين الصغار
من جانبه، دعا وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إلى "تحسين الامتثال"، في خطاب أرسله إلى الاجتماع الذي يعقد اليوم عبر الإنترنت، لبحث تمديد تخفيضات قياسية لإنتاج النفط.
وذكر المزروعي، في خطابه، أنه "من المخيب للآمال وغير المقبول أن يلتزم بعض المنتجين الكبار ممن لديهم قدرات، مثل السعودية وروسيا بنسبة مئة في المئة أو أكثر، بينما يلتزم منتجون كبار آخرون أقل من 50 في المئة".
تمديد العمل بالخفض شهراً
ونقلت وكالة "رويترز" عن مندوب في "أوبك" أنه يرجّح اتفاق "أوبك +" على تمديد العمل بخفض إنتاج النفط شهراً واحداً.
وأضاف المندوب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، "على الأرجح سيسفر اجتماع اليوم عن تمديد للاتفاق مدة شهر واحد فقط، وهذا هو التوجه العام داخل (أوبك +)".
وفشل كل من العراق ونيجيريا في تسجيل حتى 50 في المئة من تخفيضات الإنتاج المستهدفة، إذ سجل العراق إنتاجاً قدره 4.2 مليون برميل يومياً، مقارنة مع هدف إنتاج يبلغ نحو 3.6 مليون برميل يومياً، بينما بلغ إنتاج نيجيريا في مايو 1.69 مليون برميل يومياً مع هدف 1.4 مليون برميل يومياً.
وقال محللون متخصصون، "كبار المنتجين لن يقبلوا بتجاوز التزام اتفاق خفض الإنتاج، وسيُجرى خلال الاجتماع التشديد على التنفيذ. فلا يمكن لكبار المنتجين أن يستمروا بهذه السياسة"، موضحين "السعودية والإمارات والكويت قرروا خفضاً إضافياً بداية يونيو الحالي بنحو 1.180 مليون برميل، في المقابل يجب التزام المنتجين الخفض الأساسي".
تمديد الاتفاق
ومن جانبه، قال وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تيميبري سيلفا، إنه يتوقع "الاتفاق على تمديد الخفض"، وهو أمر يلقى دعماً من السعودية وروسيا، وذلك على الرغم من "تحفظات دولة عضو أو اثنتين" من دون أن يحدد أسماء.
وذكرت وزارة الموارد البترولية في نيجيريا، في بيان نشرته على (تويتر)، قبل مباحثات بين أوبك وحلفائها "تؤكد نيجيريا التزامها الاتفاق القائم". مضيفة أنها تؤيد "مبدأ قيام الدول التي لم تتمكّن من تحقيق انصياع تام (بنسبة مئة في المئة) في مايو ويونيو بالتعويض عن ذلك في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول)".
وقالت مصادر بـ"أوبك +"، "السعودية وروسيا اتفقتا على تمديد التخفيضات القياسية حتى نهاية يوليو"، وإن ذكرت أن الرياض "تحبّذ تمديد العمل بالتخفيضات حتى نهاية أغسطس، بل وحتى ديسمبر".
انتعاش الأسعار
ومنذ التوصّل إلى اتفاق خفض الإنتاج في أبريل الماضي، انتعش سعر برميل نفط "برنت" القياسي ليقفز من نحو 20 دولاراً إلى 41 دولاراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت أسعار النفط، أمس الجمعة، وجرت تسوية العقود الآجلة لخام برنت على ارتفاع 2.31 دولار، أي ما يعادل 5.8 في المئة، إلى 42.30 دولار للبرميل، بزيادة أسبوعية 19.2 في المئة. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.14 دولار، أو 5.7 في المئة، إلى 39.55 دولار للبرميل بزيادة أسبوعية 10.7 في المئة.
وزاد برنت 17 في المئة منذ الـ29 من مايو، ليبلغ ذروة ثلاثة أشهر، ويكون في نطاق أكثر راحة بالنسبة إلى منتجين مثل روسيا. وزاد العقد لأكثر من مثليه منذ انهياره إلى مستوى متدنٍ عند 15.98 دولار للبرميل في الـ22 من أبريل. وارتفع غرب تكساس الوسيط 11 في المئة.
وحقق الخامان القياسيان مكاسب للأسبوع السادس بدعم من تخفيضات الإنتاج، ومؤشرات إلى تحسّن الطلب على الوقود مع بدء دول في تخفيف إجراءات العزل العام التي فُرضت لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.