أعلنت وزارة الدفاع في المملكة المتحدة أن الجيش البريطاني أطلق فوجه السيبراني المتفرغ الأول المخصص لمواجهة الدول المعادية والمجموعات الإرهابية المحلية والخارجية. (ويطلق تعبير "سيبراني" على الوسائل الإلكترونية التي تعمل في الفضاء الافتراضي للإنترنت وغيرها من الشبكات الرقمية).
ويستقطب فوج الإشارة الثالث عشر عناصره من مختلف الوحدات العسكرية، وسيُستخدَم لتنفيذ عمليات هجومية في الفضاء السيبراني [= الفضاء الافتراضي على الإنترنت]، إلى جانب مقاومة القرصنة الإلكترونية والدعاية الرقمية اللتين ينفذهما الأعداء.
وسيعمل الفوج الذي يتخذ من "دورسيت" مقراً له إلى جانب الفوج السابع والسبعين الذي يشكّل الذراع المكرسة للحرب المعلوماتية في الجيش البريطاني، وذلك تحت إمرة الفرقة السادسة. ويُعتبر دور الفوج أساسياً في مجال باتت له أهمية إستراتيجية حيوية في العمل الحربي في القرن الحادي والعشرين.
وأفادت وزارة الدفاع بأن الوحدة ستوفر "درعاً رقمية" للعمليات الخارجية، وكذلك توفر حماية للبنية التحتية في هذه البلاد. ويؤكد مسؤولون أن قوات متخصصة كهذه أصبحت حيوية مع صعود العمل الحربي غير المتماثل [بمعنى المعارك بين قوى نظامية ومنظومات حرب عصابات]، ما قد يُعرّض العمليات العسكرية على أرض الواقع إلى خطر قطع الاتصالات وتخريب إمدادات الطاقة. وفي الوقت نفسه، يمكن أن تعرّض حملات التضليل المعلوماتي حياة الناس للخطر.
وأثبتت الهجمات السيبرانية التي شنتها المملكة المتحدة ودول غربية أخرى في العراق على تنظيم "داعش"، فاعلية عالية، ما يعني أنه من المستطاع استخدام تكتيكات جرى تعلمها من خلال تلك العمليات في أمكنة أخرى مستقبلاً. في المقابل، يريد الضباط البريطانيون أيضاً أن يشددوا على فاعلية الترسانة الإلكترونية لذلك التنظيم التي ظهرت في مروحة من الأعمال شملت نشر صور عنيفة وتنفيذ حملات تطويع ونشر دعوات التجنيد للقتال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك السياق، شنّت المملكة المتحدة هجوماً سيبرانياً رئيساً على تنظيم "داعش" في 2017، فعطلت بنيته التحتية للاتصالات لأشهر، وفق مدير "قيادة الاتصالات الحكومية". إذ ذكر المدير جيريمي فليمينغ، إن وكالته عملت مع وزارة الدفاع من أجل تقديم "مساهمة مهمة في جهود التحالف" في مواجهة التنظيم، ما جعل نشره دعايته أمراً "شبه مستحيل".
ووفقاً لما أورده السيد فليمينغ أمام مؤتمر للأمن السيبراني عُقِد في مانشستر في أبريل (نيسان)، "شكل ذلك مرّة أولى تحطم فيها المملكة المتحدة في شكل منهجي ومستمر، الجهود الإلكترونية لعدو في سياق حملة عسكرية أوسع. هل نجح الأمر؟ أظن ذلك". وشُكِّلت الفرقة السادسة ضمن جهود استهدفت "إعادة التوازن" إلى الجيش الميداني البريطاني. ومن شأن فرقتين أخريين توفير خيارات إستراتيجية مختلفة. إذ تشكّل الفرقة الثالثة الذراع المتخصصة في خوض الحروب، وستدرب الفرقة الأولى جنوداً تابعين لدول أخرى وستتعامل مع الكوارث الطبيعية وسائر الأزمات الإنسانية.
وكذلك تحدث وزير الدفاع بن والاس عن الفوج الجديد، معتبراً إياه "تغييراً مهماً في مجال تحديث القوات المسلحة البريطانية خدمة للحرب المعلوماتية. إنّ الهجمات السيبرانية قاتلة تماماً كتلك التي تحصل في ساحات القتال الفعلية، لذا يجب أن نستعد للدفاع عن أنفسنا في مواجهة كل من قد يؤذينا، ويُعَد فوج الإشارة الثالث عشر إضافة حيوية في خدمة هذا الدفاع".
وفي السياق نفسه، أضاف رئيس الأركان العامة، الجنرال السير مارك كارلتون سميث، أن "فوج الإشارة الثالث عشر يشكّل الفوج الجديد للجيش البريطاني، إذ يوائم بين التكنولوجيا الأحدث والجنود الملائمين للعمل السيبراني، من أجل التنافس والفوز في عصر المعلومات".
© The Independent