قالت حكومة الوفاق الوطني الليبية إنها ستتحدى أي تحذيرات روسية وستمضي قدماً في الاستيلاء على موقعين استراتيجيين آخرين في الأقل غربيّ البلاد، بهدف منع موسكو من إنشاء قاعدة جوية. جاء ذلك الإعلان بالتزامن مع استئناف إنتاج النفط بعد إغلاقه منذ يناير (كانون الثاني).
وأشارت حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من تركيا، إلى أنها تنوي المضي قدماً في الاستيلاء على كل من مدينة سرت الساحلية وقاعدة الجفرة الجوية، التي تضمّ حالياً 14 طائرة روسية من طراز ميج 29 وسو 24.
ويبدو أن الحرب الأهلية الليبية التي وصلت إلى طريق مسدود في السابق، شهدت تحولاً خلال الأسبوع الماضي بسبب تراجع القوات المدعومة من روسيا تحت قيادة اللواء خليفة حفتر، القائد العسكري في الشرق.
وكشف وزير الداخلية فتحي باشاجا، عن قرار حكومة الوفاق تحقيق مكاسب إقليمية أخرى، رافضاً أي اقتراح من الآخرين في قيادة الحكومة بضرورة قبول التحذير الروسي من أن أي محاولة للسيطرة على سرت ستعتبر عبوراً لخطّ أحمر من قبل روسيا.
وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، في افتتاحيتها "يبدو أن روسيا تحاول التوصل إلى تفاهم بشأن مجالات النفوذ داخل ليبيا، حيث تتمتع موسكو بنفوذ في الشرق وتركيا في الغرب".
ورفعت حكومة الوفاق الوطني الأسبوع الماضي حصاراً استمر لمدة عام على طرابلس من قبل قوات حفتر.
حفتر يعوّل على دعم السيسي
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعم السبت، عن مبادرة لوقف إطلاق النار ابتداء من اليوم الاثنين واستئناف المحادثات السياسية. لكن نداءه، واجه رفضا من حكومة الوفاق. ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، القاهرة بالتخلي عن دعمها لحفتر، قائلاً "حان وقته".
حرب "هجينة وموفقة" من بوتين
وقال باشاجا إن حكومة الوفاق الوطني ستجري محادثات سياسية، ولكن فقط بعد استعادة سرت وقاعدة الجفرة. ويبدو أن الولايات المتحدة، التي استيقظت متأخرة على الحرب الروسية "الهجينة" في ليبيا، سترحّب بالتزامه إخراج الروس من القاعدة الجوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لم تعمل روسيا بشكل علني في ليبيا، وبدلاً عن ذلك استخدمت طائرات لا تحمل علامات وما يصل إلى 1000 مقاتل أجنبي. ويعتقد قلة أن القوات الروسية موجودة من دون موافقة ضمنية من الرئيس فلاديمير بوتين.
وأعلنت حكومة الوفاق الوطني أنها تخطط لمحاكمة اثنين من "المرتزقة" الروس، قائلة إن لديها وثائق تظهر أن الزوجين يحاولان تخريب الديمقراطية في ليبيا.
تركيا وعقود إعمار في ليبيا
في الوقت الحاضر، تبدو تركيا رابحة في قتال العام الماضي منذ قرار رئيسها، رجب طيب أردوغان، تقديم دعم علني لحكومة الوفاق الوطني في تحدٍ لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة. وقالت تركيا إنها في طريقها الآن للفوز بعقود إعادة الإعمار، والوصول إلى حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وحتى شريحة من احتياطيات النفط الليبية.
وقالت شركة النفط الوطنية الليبية، الأحد، إن الإنتاج استؤنف في حقل شرارة النفطي، أكبر حقل في البلاد، الذي أغلقته قوات حفتر منذ شهور.
وينتج شرارة الواقع على بعد 900 كيلومتر (560 ميلاً) جنوبي طرابلس 315 ألف برميل يومياً، أي ما يقرب من ثلث إنتاج ليبيا الخام، لكنه كثيراً ما يتعرض للهجوم وتحاصره الميليشيات. وقالت شركة النفط الوطنية في يناير إن الصمامات في محطة ضخ أغلقت، مما أدى إلى توقف الإنتاج في شرارة، ما كلّف الخزانة أكثر من 5.2 مليار دولار.
وطالبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا باستئناف المحادثات السياسية، وقالت إنها تطالب بإجراء تحقيق في التقارير "المثيرة للقلق العميق" بشأن العثور على جثث في مستشفى في ترهونة، وهي بلدة جنوبي طرابلس تخضع لسيطرة قوات حفتر. وقالت الأمم المتحدة إنها تلقت أيضاً تقارير عن أعمال انتقامية من قوات الوفاق الوطني منذ دخولها ترهونة.