تطرح المملكة المتحدة "حافلات العلاج الكيماوي"، وتعمل على التعجيل في اعتماد نوع من العلاج الإشعاعيّ قادر على إنقاذ الأرواح، وذلك في سبيل مساعدة مرضى السرطان خلال الإغلاق الذي أفضى إليه فيروس كورونا.
أعلنت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية لإنجلترا" ("إن آتش إس إنغلاند") NHS England، أنّها تعمل على زيادة الخيارات العلاجية خارج نطاق المستشفيات، بما في ذلك استحداث "حافلات للعلاج الكيماوي" كي يتسنّى للناس الحصول على رعاية صحية يمكن أن تنقذ حياتهم، من دون إجبارهم على قطع مسافات طويلة [للحصول على علاج في المستشفى].
على الرغم من الاضطرار إلى إيقاف بعض علاجات السرطان التي تتسبّب في إضعاف الجهاز المناعي ريثما تهدأ الجائحة، شرع حوالي 30 ألف شخص في تلقي علاجاتهم خلال مارس (آذار) الماضي.
إذ سمحت أربع حافلات لعلاج مرضى السرطان متمركزة في مستشفى "جامعة نورث ميدلسكس" في لندن ومستشفى "إيرديل" التابعة لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" ("أن آتش إس") في مقاطعة "يوركشاير"، بإجراء حوالي 60 جلسة علاجية يومياً.
وفي هذا الصدد، يلفت إلى أن الحافلات تتيح للفرق الطبية تقديم العلاج الكيماويّ لأربعة مرضى في الوقت نفسه، إمّا خارج المستشفى مباشرة أو في مكان مناسب لمرضى السرطان.
أعلنت "أن آتش إس إنغلاند" أيضاً أنّها تعمل على التعجيل باعتماد ما يُسمى "العلاج الإشعاعي الاستئصالي التجسيمي"، الذي ينطوي على جرعات أعلى في العلاج الإشعاعيّ بالمقارنة بتلك المعتمدة تقليدياً.
وعلى ذلك النحو، يؤمل في أن تؤدي تلك الإجراءات إلى خفض عدد زيارات المستشفى المفروضة على مرضى السرطان المعرّضين لخطر محتمل [بالنسبة إلى الإصابة بكورونا] بغية الخضوع لجلسات العلاج، من حوالي 30 زيارة إلى خمس زيارات.
علاوة على ذلك، زادت المستشفيات بدرجة كبيرة معدل استخدام العلاج الكيماويّ في المنزل، مع تقديم فِرق صيدليات محلية وممرِّضين يعملون في المجتمع، تلك الخدمة للحدّ من مخاطر تعرّض مرضى السرطان لفيروس كورونا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء مثل واضح على ذلك من "كلاتربريدج كانسر سانتر" (مركز كلاتربريدج لعلاج السرطان) في مقاطعة "ميرزيسايد" البريطانية Clatterbridge Cancer Centre in Merseyside. إذ ارتفع عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في المنازل هناك بـ15 في المئة خلال تفشي المرض، وقد تولّى متطوِّعون محليِّون مهمة إيصال علاج كيماوي يؤخذ من طريق الفم إلى 285 مريضاً في المنطقة.
تأتي هذه الأنباء بعدما أيّد تقرير صادر عن "اتحاد إن آتش إس" تحقيقاً أجرته "الاندبندنت" وكشف أنّ قوائم الانتظار لدى "إن آتش إس" يمكن أن تصل إلى 10 ملايين شخص في حلول نهاية العام الحالي.
في تطور متصل، ذكر سيمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي لـ"الخدمات الصحية الوطنية"، أنه "بينما بذلت "إن آتش إس" قصارى جهدها في سبيل توفير الرعاية إلى زهاء 100 ألف من المرضى الأكبر سناً والأكثر ضعفاً ممن احتاجوا إلى العلاج من "كوفيد 19" في قسم الطوارئ، فقد عملت الطواقم الطبية أيضاً بكدّ من أجل توفير الخدمات الأخرى، من بينها قسم الحوادث والطوارئ ورعاية الأمومة وعلاج الحالات العاجلة والطارئة".
أردف ستيفنز، "فيما ليس من المفاجئ ربما أنّه مع بلوغ "كوفيد 19" ذروته في أبريل (نيسان) المنصرم، انخفض كثيراً عدد الأشخاص الذين يتقدّمون للخضوع لفحوص طبية، وبات الوقت مناسباً الآن لإجراء ذلك، نظراً إلى أن لدى الناس اهتماماً فيه".
ووفق كلام ستيفنز، "لم تألُ المستشفيات جهداً في تقديم الرعاية والعلاج إلى المرضى في مكان آمن، بدءاً من الاستشارات عبر الإنترنت وصولاً إلى الحافلات الكيماوية والمراكز الجراحية الخالية من كورونا. كذلك تعمل "إن آتش إس" على تسريع الوصول إلى خيارات العلاج الجديدة، بما في ذلك العلاج الإشعاعي التجسيمي، وهو نوع من العلاج الإشعاعي الدقيق لمرضى السرطان قد يكون قادراً على إنقاذ مزيد من الأرواح".
© The Independent