مأساة إنسانية تحولت إلى قصة للتضامن، حدثت في إحدى دور رعاية المسنين بضاحية المقطم شرق العاصمة المصرية القاهرة، بعد إصابة 14 من نزلائها بفيروس كورونا، يعانون بالأساس أمراضاً أخرى مثل ألزهايمر وأمراض الشيخوخة.
كشف الواقعة
الكشف عن الواقعة جاء عبر رسالة صوتية بثتها عبلة الكحلاوي، رئيس مجلس إدارة جمعية الباقيات الصالحات الخيرية، إلى مجموعة تضم بعض معارفها، تطالب خلالها بمساعدتها على إنقاذ الموقف بعد تزايد حالات الإصابة داخل الدار، رغم تخصيصها طابقاً كاملاً لعزل الحالات المصابة، وشراء أدوات وقائية، خصوصاً مع تجاوز حالات الإصابة قدرات الجمعية وخشيتها عدم استطاعة توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم بجهودها وحدها، بالإضافة إلى مخاوف تفشّي الفيروس بين باقي النزلاء.
وكان الصادم في حديث الكحلاوي، وهي داعية مشهورة وأستاذة للفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أنها حاولت تسليم بعض النزلاء من الذين لم يصابوا بالفيروس إلى أبنائهم، لكن معظمهم رفض تسلم آبائهم أو أمهاتهم، على الرغم من معاناتهم ألزهايمر.
تدخل وزارة الصحة
فور انتشار نبأ الإصابات أرسلت وزارة الصحة المصرية فريقاً طبياً إلى دار المسنين لمتابعة حالة المصابين بـ"كوفيد-19"، والإشراف على حالة جميع الموجودين بالتعاون مع الفريق الطبي الخاص بالدار، ومتابعة إجراء الفحوصات الطبية والأشعة والتحاليل للجميع. كما نُقلت الحالات المصابة بالفيروس إلى أحد مستشفيات العزل، التي تم تخصيصه لمصابي كورونا، وتم توفير احتياجات الدار من حقائب المستلزمات الوقائية والأدوية وسبل الدعم النفسي.
تطهير دار الرعاية
وتدخلت وزارة التضامن الاجتماعي بتوجيه فريق الهلال الأحمر المصري بتعقيم وتطهير دار الباقيات الصالحات، وإمدادها بكافة المستلزمات الوقائية من كمامات وقفازات وبعض المواد اللازمة للعزل الصحي للحالات المصابة بفيروس كورونا، ووفر صندوق "تحيا مصر" 4300 كمامة بمختلف أنواعها، و40 بدلة واقية للطاقم الطبي في الدار، إلى جانب 120 عبوة تعقيم ومواد غذائية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحت السيطرة
وأكدت عبلة الكحلاوي، لـ"اندبندنت عربية"، أن الوضع حالياً داخل الدار تحت السيطرة، بعد تعافي حالتين، واستقرار حالة تسع آخرين، يخضعون للرعاية الطبية من جانب الأطباء العاملين بالدار، بالإضافة إلى أربع ممرضات وطبيبين أرسلتهم وزارة الصحة للدعم. وأشارت إلى أن هناك ثلاث حالات حرجة تم توجيههم إلى مستشفى العزل بعد تدخل وزارة الصحة، عقب رفض عدة مستشفيات، بعضها خاص، تسلمهم لصعوبة التعامل مع مسن مريض ألزهايمر، بالتزامن مع كورونا.
وعبرت رئيس مجلس إدارة الجمعية عن تمسكها بتوفير كافة سبل الرعاية لنزلاء الدار، وأنها لن تتركهم أو تنقلهم إلى أي مكان آخر لتعلقها بهم. وقالت إنها تعذر بعض الأبناء الذين رفضوا تسلم آبائهم لصعوبة التعامل مع مريض ألزهايمر.