ملخص
أظهرت الرسالة التي كتبها ريان روث قبل فوز ترمب معارضته الشرسة له فحث البلاد، في حال فوز ترمب، على "سحب سلطة الجيش من الرئيس ووضعها في يد الكونغرس قبل يناير (كانون الثاني)".
وصلت رسالة من ريان روث، المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إلى مكتب جريدة "بوليتيكو" الأميركية وموجهة إلى الكاتب البارز في الصحيفة أنكوش خاردوري والمدعي الفيدرالي السابق المتخصص في الاحتيال المالي.
وذكرت الصحيفة أنها تحققت من أن روث هو من قام بإرسال الرسالة، إذ دوّن اسمه ولقب "مطلق النار المزعوم على ترمب" مع عنوان مركز احتجازه في ميامي. كما تطابقت الخطوط المكتوبة بخط اليد مع رسالة سابقة نسبتها وزارة العدل إليه كدليل على خطته، وتطابق توقيعه أيضاً مع وثيقة من عام 2015.
وبررت الصحيفة الأميركية نشر الرسالة بأن محتواها يحمل إشارات قد تدين روث في محاولة اغتيال ترمب، إضافة إلى توصيفه لميوله السياسية، مما يجعلها جديرة بالتغطية. وأشارت إلى أن روث، المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس المنتخب، لم يترك بياناً رسمياً، ومن المقرر محاكمته قريباً، مما يعزز أهمية تناول قضيته إعلامياً.
ووفقاً لتقرير "بوليتيكو"، تكشف رسالة روث الجديدة عن بعض دوافعه لمحاولة اغتيال ترمب، فكتب: "أنا غير متأكد كيف سمحنا لأنفسنا بالوقوع في نظام حزبي ثنائي، لكن هذا يغضبني. حياتي كلها عانت بسبب الحرفين (D) و(R) "[ في إشارة إلى الجزبين الديمقراطي والجمهوري]، وواصل انتقاده للحزبين الحاكمين: "يبدو أنه منذ وقت ليس بعيداً، كان هناك زخم للحزب الليبرتاري، ثم حزب الخضر، وربما حزب الحقيقة. لكن لسبب ما، لم يسمح قادتنا بالاعتراف بأي حزب آخر في أي سباق انتخابي.
رسالة روث لم تخلُ من آراء عميقة في طبيعة السياسة الأميركية، إذ يرى أنه "مع تزايد ديوننا الوطنية واستحالة تجنب الإفلاس، يجب علينا معالجة هذه المشكلة بحزم". وأضاف: "نتساءل جميعاً لماذا ينتهي بنا المطاف بمرشحين معيبين إلى هذا الحد في حين أن نظامنا السياسي مصمم لاستبعاد معظم الأشخاص". كما دعا إلى تمويل كامل للحملات الانتخابية من أجل "القضاء على التبرعات الخاصة".
وأظهرت الرسالة التي كتبها قبل فوز ترمب، معارضة روث الشرسة له فحث البلاد، في حال فوز ترمب، على "سحب سلطة الجيش من الرئيس ووضعها في يد الكونغرس قبل يناير (كانون الثاني)". وأضاف: "يجب علينا تقييد كل سلطات الرئيس قبل أن يستولي ترمب على بلدنا"، واصفاً الرئيس المنتخب بـ"الديكتاتور".
أما في حال خسارة ترمب، فدعا روث الأميركيين إلى "تطويق مبنى الكابيتول" لمنع وقوع هجوم آخر شبيه بما حدث في السادس من يناير عام 2021، متخوفاً من احتمال اندلاع "حرب أهلية أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"بوليتيكو" ذكرت أن روث أشار إلى نفسه مراراً بصفته "الشخص المتهم بإطلاق النار على ترمب"، في محاولة ربما لتجنب اعتراف صريح، لكنه في أحد المواضع ربط نفسه بصورة مباشرة بـتوماس ماثيو كروكس، وهو أول شخص حاول اغتيال ترمب هذا العام خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا والذي قتل على الفور بواسطة قناص من جهاز الخدمة السرية. روث قال أنه وكروكس "جاهزان للموت من أجل الحرية والديمقراطية."
وفي رسالته، دعا روث الناس إلى التصويت ضد ترمب، منتقداً سياساته التي وصفها بأنها "دمرت الشرق الأوسط"، مع التركيز بصورة خاصة على قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، محملاً إياه مسؤولية "كل الأرواح المفقودة وكل الدمار" في المنطقة منذ ذلك الحين.
وأضاف روث في ختام رسالته دعوة ملحة إلى إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، مطالباً بوقف الهجمات الإسرائيلية وجلوس جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات. كما دعا الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن إلى لقاء "الرئيس الجديد لإيران و’حماس‘ و’حزب الله‘ والحوثيين، مهما استغرق ذلك من وقت". واختتم بالقول: "أيها الإخوة، أرجوكم طالبوا بالسلام".
وفي ما يتعلق بتورط بايدن أو هاريس في مخطط روث، تشير الرسالة إلى أن روث يعتبر ترمب تهديداً للديمقراطية، مما يتماشى مع سرد الديمقراطيين وبعض الجمهوريين المناهضين لترمب في الحملة الانتخابية. وعلى رغم ذلك، كانت الإشارة الوحيدة لبايدن في سياق الحديث عن الشرق الأوسط، ولم يذكر هاريس بصورة مباشرة.
في الختام، لفتت "بوليتيكو" إلى أن هناك تناقضاً لافتاً في رسالة روث، فهو يدعو إلى السلام في وقت يبدو أنه حاول تنفيذ عملية اغتيال.