أثار الهجومان الإرهابيان اللذان تعرّض لهما مسجدان في نيوزيلندا الجمعة، موجةً عالمية عارمة من الشجب والاستنكار والتضامن مع الضحايا الـ 49 والجرحى وذويهم، إذ أدان الرئيس الأميركي دونالد ترمب "المذبحة المروّعة" ووصفها البيت الأبيض بأنه "عمل آثم من أعمال الكراهية"، بينما أكد البابا فرنسيس "تضامنه الخالص" مع كل النيوزيلنديين والمسلمين منهم في شكل خاص بعد الاعتداءين. وقال وزير خارجية الفاتيكان بيترو بارولين في برقية إن البابا "يشعر بحزن عميق لعلمه بالإصابات والخسارة في الأرواح الناجمة عن أعمال العنف العبثية".
وفي حين وصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن الهجومين بـ "العمل الإرهابي"، كتب الرئيس الأميركي على تويتر "أبعثُ بأحرّ التعازي وأطيب التمنيات لشعب نيوزيلندا بعد المذبحة المروّعة في المسجدين. مات 49 بريئاً بلا أي معنى وأُصيب كثيرون آخرون بجراح خطيرة. الولايات المتحدة تقف إلى جانب نيوزيلندا وتعرض عليها أي شيء يمكننا أن نفعله".
My warmest sympathy and best wishes goes out to the people of New Zealand after the horrible massacre in the Mosques. 49 innocent people have so senselessly died, with so many more seriously injured. The U.S. stands by New Zealand for anything we can do. God bless all!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) March 15, 2019
ملكة بريطانيا والأزهر
كذلك عبّرت ملكة بريطانيا إليزابيث، عن حزن بالغ لواقعة إطلاق الرصاص في المسجدين في نيوزيلندا اليوم الجمعة. وقالت الملكة وهي رأس الدولة في نيوزيلندا، "شعرت بحزن بالغ للأحداث المروّعة في كرايس تشيرش اليوم. نقدّم أنا والأمير فيليب تعازينا لأسر وأصدقاء مَن فقدوا أرواحهم". وأضافت "أودّ أيضاً أن أثني على خدمات الطوارئ والمتطوّعين الذين يقدمون الدعم للجرحى. قلبي ودعائي لكل أهل نيوزيلندا في هذا الوقت الصعب".
وندّد الأزهر الشريف في القاهرة بالهجوم ووصفه بأنه "هجوم إرهابيّ مروّع"، محذراً في بيان من أن ما حدث "يشكّل مؤشراً خطيراً إلى النتائج الوخيمة التي قد تترتّب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا". وأضاف البيان أن "الهجوم الإجرامي... يجب أن يكون جرسَ إنذار إلى ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة". وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب التقى البابا فرنسيس في فبراير (شباط) الماضي، في الإمارات ووقّعا معاً وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي".
"تصاعد العداء"
مصر والأردن والعراق
ضحايا أردنيون
6 إندونيسيين وماليزي
أما في إندونيسيا، فقالت وزيرة الخارجية ريتنو مرسودي في بيان إن "إندونيسيا تدين بشدة عملية إطلاق النار هذه خصوصاً في مكان للعبادة وأثناء صلاة الجمعة". ونقلت عنها وسائل إعلام في وقت سابق قولها إن ستة إندونيسيين كانوا داخل المسجد لدى وقوع الهجوم، تمكّن ثلاثة منهم من الفرار بينما لا يُعرف مصير الثلاثة الآخرين. وذكر طنطاوي يحيى سفير إندونيسيا لدى نيوزيلندا أن التحريات جارية لمعرفة إذا كان هناك أيّ ضحايا إندونيسيين.
وفي ماليزيا، قال أنور إبراهيم زعيم أكبر حزبٍ في الائتلاف الحاكم إن مواطناً ماليزياً أصيب في الهجوم الذي وصفه بأنه "مأساة سوداء تواجه الإنسانية والسلام العالمي". وأضاف في بيان "أشعر بحزن عميق إزاء هذا العمل غير المتحضّر الذي يتعارض مع القيم الإنسانية والذي أودى بحياة مدنيين".
"على كلّ الديانات أن تقلق"
في الردود أيضاً، قال كمال فاروقي مؤسس رابطة مسلمي عموم الهند وهي مؤسسة غير حكومية لعلماء الدين الإسلامي، إن الهجوم "يستحق الإدانة البالغة"، مضيفاً أن "الفيروس المعادي للمسلمين ينتشر في أرجاء العالم. كلّ أصحاب الديانات يجب أن يقلقوا بشدة".
واستنكر المتحدّث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل الحادثَ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ مستخدماً وسم #باكستان_ضد_الإرهاب.