ندّد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، بالأسلوب العنصري والعنيف للشرطة الذي أدى إلى مقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأميركية في الشهر الماضي وأمر بإعداد تقرير حول "العنصرية المنظمة" ضد المواطنين من أصل أفريقي.
وبالإجماع وافق المجلس الذي يضم في عضويته 47 دولة والذي يتخذ من جنيف مقراً له على قرار قدمته الدول الأفريقية يفوض مكتب مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بأن ينظر في استجابة الحكومة للاحتجاجات السلمية، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة، ويقدم نتائج التقرير في غضون عام.
وقدم سفير بوركينا فاسو، ديودوني ديسيري سوغوري، إلى المجلس مشروع القرار الأفريقي الجمعة، داعياً إلى تبنيه بالإجماع.
ورحب كولي سيك مبعوث السنغال إلى المجلس ورئيسه السابق بفكرة الإجماع، مقتبساً عبارة "حياة السود مهمة".
وجرى تخفيف نص القرار خلال مفاوضات وراء أبواب مغلقة عن صياغة أولية دعت بشكل صريح إلى تشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في العنصرية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحبت من المجلس قبل عامين بعد أن اتهمته بالانحياز ضد إسرائيل.
إلا أن وفود دول غربية بما فيها أستراليا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي قالت إنه لا ينبغي أن تُختص الولايات المتحدة بالتحقيق.
وقالت سفيرة أستراليا إلى المجلس سالي مانسفيلد "هذه مشكلة لا تختص بدولة واحدة من دون غيرها، إنها مشكلة عالمية". وقال نشطاء إن أستراليا بالأخص كانت تتفاوض من أجل عدم تسليط الضوء على الولايات المتحدة بمفردها في التحقيق.
أما سفير ألمانيا مايكل أونجيرن شتيرنبيرج فقال "نحن مقتنعون بأن تقريراً يتخذ منهجية أشمل وأقل تركيزاً على حالة بعينها سيكون ملائماً بشكل أكبر".
آلاف الأميركيين يطالبون بالعدالة العرقية
وتجمع آلاف في مدن أميركية الجمعة لإحياء الذكرى 155 لـ "إنهاء العبودية" التي تحمل صدى خاصاً هذا العام بعد موجة من الاحتجاجات والبحث عن الذات حول إرث البلاد من الظلم العنصري.
ومع إلغاء معظم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا، نظم نشطاء بدلاً من ذلك مسيرات في الشوارع و"قوافل بالسيارات" في مسعى منهم إلى منح الناس متنفساً للتعبير عن غضبهم وتضامنهم.
لكن على الرغم من القيود المفروضة لمكافحة الفيروس، فإن هذا اليوم الذي يمثل احتفالاً سنوياً بـ "إنهاء العبودية" منذ قرن ونصف القرن يحمل معنى خاصاً هذا العام، إذ يتبع سيلاً عارماً من احتجاجات أثارها مقتل فلويد.
وعلى مدى أسابيع حركت المطالب المتصاعدة بإنهاء وحشية الشرطة والظلم العنصري مسيرات كانت متوقعة في مدن أميركية من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها، بما فيها العاصمة واشنطن وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس انجليس.
وفي مدينة نيويورك، تجمع بضع مئات كان معظمهم يضع كمامات الوجه بسبب الفيروس خارج متحف بروكلين حاملين لافتات عليها عبارات من قبيل "حياة السود مهمة" و"اذكروا أسماءهم".
وكانت إحدى أكبر تلك المسيرات في أتلانتا، التي شهدت عواطف متأججة بعد مقتل رايشارد بروكس، وهو أميركي من أصل أفريقي أصيب بالرصاص في ظهره على أيدي شرطي أبيض في مرأب للسيارات في مطعم للوجبات السريعة. وتمت إقالة الشرطي ووجهت إليه تهمة القتل.
وفي تكساس التي بدأت منها فكرة اليوم، أشرفت لوسي بيرموند على ما يعتقد بأنه أقدم احتفال سنوي عام بهذه المناسبة في حديقة التحرر في هيوستون، التي تقع في منطقة (ثيرد وارد) حيث قضى فلويد معظم حياته.
ويحيي يوم "إنهاء العبودية" الذي يعرف باسم (جونتينث)، وهو اسم مركب من كلمتي (جون) أي يونيو (حزيران) و(تينث) في إشارة إلى اليوم 19، ذكرى إلغاء الولايات المتحدة للرق بموجب إعلان "إعتاق العبيد" الذي أصدره الرئيس الأميركي إبراهام لينكولن عام 1863، وأعلن جيش الاتحاد عنه لاحقاً في غالفيستون بولاية تكساس في 19 يونيو 1865 بعد انتهاء الحرب الأهلية.
وأعلنت ولاية تكساس عام 1980 هذا اليوم عطلة رسمية، وحذت حذوها فيما بعد 45 ولاية أخرى بالإضافة لمقاطعة كولومبيا. وفي العام الحالي، أعلنت مجموعة من الشركات الكبرى يوم 19 يونيو، المعروف أيضاً باسم يوم التحرر أو يوم الحرية، عطلة مدفوعة الأجر للموظفين.
إلى ذلك، قامت جامعة فرجينيا الأميركية بتغيير شعارها الرياضي للمرة الثانية على التوالي خلال أقل من شهرين، بعد إدراك المسؤولين فيها أن النسخة الأخيرة من الشعار تحمل دلالات على ماضي العبودية في الجامعة.
واستبعدت الجامعة في شعارها الجديد لقسم "كافاليرز" الرياضي الذي كشفت عنه هذا الأسبوع تعرجات في سيوف يتضمنها التصميم، ترمز إلى العبودية، لتصبح مقابض السيوف أكثر انسيابية، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل".
وقالت مسؤولة الرياضة في كلية "تشارلوتسفيل"، كارلا ويليامز، إنها لم تلحظ حينها أن الشعار السابق الذي كشف عنه في 24 أبريل (نيسان) حمل "دلالة سلبية" بشأن العبودية.