فتحت صناديق الاقتراع، الأحد 21 يونيو (حزيران)، في صربيا، وتوجه الناخبون إلى انتخاب برلمان جديد في أول انتخابات عامة في أوروبا منذ سريان إجراءات العزل العام بسبب تفشي وباء كورونا في البلاد وانتشاره.
ويصوّت الصرب في انتخابات تشريعية من شأنها تدعيم حكم حزب الرئيس ألكسندر فوتشيتش، الذي عززت مركزه أزمة كورونا، وسط مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسة للاقتراع.
شخص الرئيس
ويهيمن شخص الرئيس على هذه الانتخابات، وهي الانتخابات الوطنية الأولى التي تشهدها أوروبا منذ بدء تفشي الوباء، وعلى الرغم من أن فوتشيتش نفسه غير مرشح، لكن اسمه يرد في اللوائح الانتخابية كرئيس الحزب التقدمي الصربي (يمين وسط) الحاكم منذ ثماني سنوات.
وتعتبر أحزاب المعارضة المقاطعة للاقتراع أن هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة بسبب عدم توازن المشهد الإعلامي والديموقراطي، وبينما تقاطع الأحزاب الرئيسية الاستحقاق، اختار 20 تشكيلاً صغيراً الدخول في المعركة التي تخلو في الواقع من أي تشويق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نسبة المشاركة؟
وبحسب تحقيق لوكالة "فاكتور بلاس"، يمكن الحزب التقدمي الصربي نيل 60 في المئة من الأصوات، يليه الحزب الاشتراكي شريكه في الائتلاف الحكومي، بحوالي 12 في المئة، أما العامل المجهول الأكبر في هذا الاستحقاق فتبقى نسبة المشاركة، وسط المخاوف المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، وتقدر "فاكتور بلاس" أنها ستكون أكثر من 34 في المئة.
ويمنح الدستور الرئيس موقعاً فخرياً، لكن ألكسندر فوتشيتش ليس كذلك، بل هو الشخصية التي تتخذ القرارات في الحكومة، ولم يعلن بعد عن اسم رئيس الوزراء المقبل في حال فاز حزب فوتيشتش في الانتخابات.
وعلى الملصقات الانتخابية، لم يكتب اسم الحزب التقدمي الصربي بل عبارة "اختاروا ألكسندر فوتشيتش من أجل أولادنا"، ويرى المحللون في النظام الصربي "نظاماً سلطوياً تنافسياً".
لدينا منافسة
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد دوسان سباسوغيفتش لوكالة الصحافة الفرنسية "لدينا منافسة، لكن الأطراف الفاعلة ليست متساوية"، ويضيف فلوريان بيبر المتخصص بشؤون دول البلقان، "الانتخابات ليس حرة لأن المناخ الإعلامي ليس حراً، المؤسسات لم تعد مستقلة، ما يجعل من الصعب على أحد أن يتحدى الحكومة في صناديق الاقتراع".
ويعتبر رئيس الجمهورية الذي تولى مرتين رئاسة الحكومة أن الخطر الحقيقي على الديموقراطية هو مقاطعة الانتخابات، ويتهم المعارضة بأنها تستخدم ذلك للتستر على حقيقة عدم تمتعها بالشعبية.
والرئيس البالغ من العمر 50 سنة يتمتع بشعبية غير مسبوقة حالياً وفق استطلاعات الرأي التي تظهر خروجه أقوى من أزمة صحية أجبرت المرشحين على خوض حملاتهم افتراضياً من خلف الشاشات.
قريب من الشعب
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس من جديد مع بدء رفع العزل، نجحت صربيا التي قتل فيها الوباء 260 شخصاً، بتفادي السيناريوهات الكارثية التي حصلت في الخارج.
وبعيداً من إدارة الوباء، يتمتّع الرئيس، الذي كان سابقاً قومياً متشدداً واختار التوجه نحو الغرب والاتحاد الأوروبي، بقبول من يعتبرونه قريباً من الشعب، وأولى الرئيس أهمية لمشاريع البنى التحتية.
ودعي حوالى 6.5 مليون ناخب، بينهم الناخبون في الخارج، إلى التصويت، وينتظر خروج النتائج الأولى بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.