قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض عقوبات على خمسة إيرانيين تولوا قيادة السفن التي سلمت شحنات من النفط إلى فنزويلا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأربعاء 24 يونيو (حزيران).
وقال بومبيو في حديث للصحافيين إن الولايات المتحدة تواصل دعم زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو.
سبق ذلك إبحار سفينة تابعة للبحرية الأميركية قرب ساحل فنزويلا، الثلاثاء، في ما وصفته القيادة العسكرية الجنوبية الأميركية "إحدى عمليات حرية الملاحة" وذلك بعد يوم واحد من رسو سفينة شحن إيرانية في ميناء بفنزويلا.
وقالت القيادة الجنوبية على تويتر إن المدمرة الصاروخية نيتزي أبحرت في منطقة تقع خارج المياه الإقليمية الفنزويلية التي تمتد لمسافة 12 ميلاً بحرياً تقريباً من سواحلها ولكن داخل منطقة "تدعي (الحكومة الفنزويلية) زوراً بأن لها السيطرة عليها".
وتأتي هذه الخطوة بعد أن قالت إدارة الرئيس دونالد ترمب في أبريل (نيسان) إنها سترسل مزيداً من العتاد العسكري إلى الكاريبي وذلك لأهداف منها تعطيل شحنات مخدرات مزعومة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الاشتراكي الذي تعتبره الولايات المتحدة وعشرات من الدول أغلبها غربية غير شرعي.
وبعد زيادة عزلة فنزويلا بسبب العقوبات الأميركية على صناعتها النفطية الرئيسية لجأ مادورو الشهر الماضي إلى إيران التي تفرض الولايات المتحدة أيضاً عليها عقوبات مشددة للحصول على شحنات وقود.
وقالت واشنطن إنها تفكر في رد على تلك الشحنات ولكنها لم تتخذ إجراء عسكرياً.
ورست يوم الاثنين السفينة جولسان التي ترفع علم إيران في ميناء لاغويرا الفنزويلي حاملة ما وصفته السفارة الإيرانية في كراكاس بمواد غذائية لأول متجر إيراني في فنزويلا. ولم يظهر ما يشير إلى حدوث مواجهة بين جولسان ونيتزي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يذكر أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن، يوم الإثنين، أنّه "مستعدّ" للتباحث مع ترمب عقب إبداء الأخير استعداده للقاء الرئيس الاشتراكي.
وقال مادورو في مقابلة مع وكالة الأنباء الفنزويلية بثّها التلفزيون الرسمي "إذا اقتضت الضرورة ذلك فأنا مستعد للتباحث باحترام مع الرئيس دونالد ترمب".
وكان ترمب أعلن في بادئ الأمر استعداده للقاء مادورو، لكنّه عاد وأوضح أنّ أيّ لقاء بينه وبين الرئيس الاشتراكي سيكون له هدف أوحد هو التفاوض على شروط تخلّي الزعيم التشافيزي عن السلطة.
وأتى تصريح ترمب خلال مقابلة نشرها الأحد موقع "أكسيوس" الإخباري الذي نقل عن سيّد البيت الأبيض قوله ردّاً على سؤال عن إمكان لقائه نظيره الفنزويلي "يمكن أن أفكّر بذلك، مادورو يرغب في أن نلتقي. ولم أعارض أبداً اللقاءات، كما تعلمون لم أعارض عقد لقاءات إلا نادراً"، مضيفاً "لقد قلت على الدوام، لا نخسر كثيراً من عقد لقاءات، لكن حتى الآن، رفضت ذلك".
غير أنّ الرئيس الأميركي سارع إلى تويتر لتوضيح موقفه من نظيره الفنزويلي، إذ قال في تغريدة الإثنين "سألتقي مادورو فقط لمناقشة شيء واحد: خروج سلمي من السلطة!". لكنّ الرئيس الفنزويلي لم يأت في المقابلة على ذكر ما أعلنه ترمب في تغريدته.
واكتفى مادورو بالقول "مثلما تحدّثت مع بايدن، يمكنني التحدّث مع ترمب"، في إشارة إلى الاجتماع الذي عقده في 2015 مع نائب الرئيس الأميركي في حينه جو بايدن، المرشّح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية حالياً.
وتشهد فنزويلا منذ 23 يناير (كانون الثاني) 2019 صراعاً على السلطة بين خوان غوايدو رئيس الجمعية الوطنية الذي أعلن نفسه رئيساً انتقالياً للبلاد في محاولة لإقصاء مادورو فيما بدأ الرئيس الإشتراكي ولاية ثانية بعد انتخابات قاطعتها المعارضة وندّد بها المجتمع الدولي معتبراً أنّها مزورة.
واعترفت حوالى خمسين دولة في مقدّمها الولايات المتحدة بغوايدو رئيساً انتقالياً لكنّ الصين وروسيا دعمتا مادورو الذي يخضع نظامه لعقوبات أميركية.
وبحسب أكسيوس فقد لمّح ترمب خلال المقابلة التي أجريت معه الجمعة إلى "أنّه لا يثق كثيراً بغوايدو". معرباً عن معارضته "الشديدة لما يحصل في فنزويلا". وبشأن الاعتراف بغوايدو قال ترمب "كنت موافقاً على ذلك، لا أعتقد أنّ هذا الأمر ترك أثراً كبيراً بشكل أو آخر".