قال خبراء صينيون إن مخاطر نشوب حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة أصبح اليوم أكبر من أي وقت مضى مع صمت قنوات الاتصال بين القوات المسلحة للدولتين إلى حد كبير. وأضافوا أنه في ظل تنامي التوتر بين واشنطن وبكين، زاددت مخاوف الحرب الباردة الجديدة.
وقال وو شيكون، رئيس المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، إنه مع وجود بكين وواشنطن في صراع على جبهات متعددة، فقد أدى انعدام الثقة السياسية بينهما إلى إغلاق مئات من قنوات الاتصال الحكومية الدولية.
انخفاض الاتصالات بين جيشي البلدين
وفقاً لتقرير حول الوجود العسكري الأميركي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نشره المعهد، فإن الاتصالات بين جيشي البلدين في انخفاض حاد منذ عام 2018.
وتدهورت العلاقات بعد أن سحبت الولايات المتحدة دعوتها للصين للمشاركة في مناورات بحرية واسعة النطاق ومتعددة الجنسيات، عُرفت باسم "رم المحيط الهادئ- Rim of the Pacific" قبل عامين.
وقالت أميركا إن سحب دعوتها كانت رداً على نشر جيش التحرير الشعبي أنظمة صواريخ وهبوط طائرة قاذفة قنابل في جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي.
وقال وو شيكون "أعتقد أن مخاطر الصراع تزيد خصوصاً بعد التصادم بين مدمرة الصواريخ الموجهة (يو إس إس ديكاتور) والمدمرة الصينية (لانتشو) في سبتمبر (أيلول) في بحر الصين الجنوبي".
في مواجهة متوترة في سبتمبر 2018، جاءت "يو إس إس ديكاتور"، التي كانت تقوم بعملية "حرية الملاحة"، على بعد 41 متراً (130 قدماً) من "لانشو" بالقرب من جافين ريف، التي تدّعي الصين أنها أراضيها، وفقاً للبحرية الأميركية، على الرغم من أن بكين اتهمت الولايات المتحدة باتخاذ "إجراءات استفزازية".
الحاجة إلى الحوار
وأضاف رئيس المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، "إذا خرجت المواقف عن السيطرة وحدثت أزمة، فقد يكون التأثير في العلاقات الثنائية مدمراً، وهذا هو سبب الحاجة إلى الحوار".
وفي حين اندلعت النزاعات العسكرية من وقت لآخر، حرص الجانبان على عدم التصعيد، ولعبت قنوات الاتصال دوراً مهماً في ذلك.
وتشمل النزاعات أزمة مضيق تايوان في التسعينيات من القرن الماضي، عندما أطلقت بكين سلسلة من اختبارات الصواريخ في المياه المحيطة بالجزيرة ذات الحكم الذاتي، وتصادم طائرة أميركية EP-3 Aries ومقاتلة صينية في عام 2001 بالقرب من الصين ما أدى إلى وفاة طيار صيني.
ومن بين قنوات الاتصال خط ساخن بين وزارتي الدفاع وآلية للحوار بين الجيشين. كما يلتقي المسؤولون العسكريون من البلدين بشكل غير رسمي في أحداث مثل حوار شانغريلا السنوي في سنغافورة، على الرغم من أنه كان يتعين إلغاء اجتماع هذا العام بسبب جائحة "كوفيد-19".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تنامي التوتر بين واشنطن وبكين
وللمرة الأولى منذ الحرب الباردة الفعلية، تقوم ثلاث حاملات طائرات تابعة للبحرية الأميركية يبلغ وزنها 100 ألف طن بدوريات في المحيط الهادئ، بينما قال أسطول المحيط الهادئ الأميركي الشهر الماضي إن جميع غواصاته المنتشرة تقوم بعمليات في غرب المحيط الهادئ.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها قامت بتدافع طائراتها الحربية لتحذير مجموعة من الطائرات المقاتلة الصينية التي عبرت مضيق تايوان واقتربت من الجزيرة لفترة وجيزة، بعد ساعات فقط من تحليق طائرة نقل أميركية فوق المنطقة نفسها.
وقال تشو فنغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نانجينغ، للصحيفة إن الآليات القائمة قد لا تكون كافية لإبقاء كل مواجهة تحت السيطرة، ويجب على الجانبين التوصل إلى طريقة أكثر فعالية لإدارة الأزمات المحتملة.
الثقة السياسية والاستراتيجية
وأضاف "إنني قلق للغاية لأن لقاءات الجيشين في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان لا تبدو عرضية لكنها متعمدة، سواء في البحر أو في الجو، والتعامل مع مثل هذه المواجهات المتعمدة لا يتطلب مناورات آمنة فحسب، بل يتطلب أيضاً الثقة السياسية والاستراتيجية بحيث لا تتصاعد المواجهات المتعمدة إلى عمليات معادية".
ولم يلتق المسؤولون العسكريون الصينيون بنظرائهم الأميركيين في قيادة منطقة المحيط الهادئ الهندي منذ عام 2017.
وقال تشو "أعتقد أن قيادة الهند - المحيط الهادئ يجب أن تشارك في الاتصالات مع نظرائها الصينيين، هذا هو بناء التعارف بين الجيشين. لا يمكننا الاعتماد فقط على المضاربة للتعرف إلى بعضنا البعض".