فیما تقترب فترة حظر الأسلحة على إيران من نهايتها في أكتوبر (تشرين الأول) هذا العام، حثت أميركا والسعودية المجتمع الدولي على تمديد هذا الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران منذ 13 عاماً.
وحذّر المبعوث الأميركي الخاص لإيران برايان هوك ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي مشترك عُقد يوم الإثنين في العاصمة الرياض المجتمع الدولي من أن السماح بإنهاء الحظر سيتيح لطهران مزيداً من تسليح وكلائها وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن ينتهي أجل حظر الأسلحة المفروض على إيران في أكتوبر المقبل بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى عام 2015. ولمّحت روسيا والصين إلى معارضتهما تمديد الحظر، علماً أنّ لكلتيهما حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الذي سيقرّر المسألة تلك.
اتهام سعودي ونفي إيراني
واتهم الجبير إيران بتقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية، على الرغم من الحظر المفروض عليها دولياً، متسائلاً ماذا سيحدث إذا رُفع الحظر؟ وأضاف "أن شحنة أسلحة إيرانية ضُبطت يوم الأحد بينما كانت في طريقها إلى الحوثي في اليمن، المتحالف مع طهران".
ودُعي المجتمع الدولي إلى تمديد الحظر على بيع الأسلحة لإيران بهدف منعها من تصديرها وتقييد قدرتها على بيعها للعالم.
وعُرضت في مقر المؤتمر الصحافي أسلحة عدّة، تشمل طائرات مسيّرة وصواريخ، تتّهم السلطات السعودية طهران بإرسالها إلى الحوثيين. وقالت الرياض إن الأسلحة استُخدمت في هجمات عبر الحدود على مدن في البلاد.
وقال الجبير "إن الميليشيا الحوثية قامت بـ 1659 هجوماً على مدنيين في السعودية، وأطلقت 318 صاروخاً باليستياً إيراني الصنع والمنشأ، كما أطلقت 371 طيارة مسيرة، و64 سفينة مسيرة مفخخة لعرقلة حرية الملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، مبيناً أنه منذ الثورة الإيرانية عام 1979 قامت إيران باغتيال 360 شخصاً في جميع أنحاء العالم، إذ تتعامل مع عصابات تروّج المخدرات والإجرام في جميع أنحاء العالم، حيث صنفت الأمم المتحدة والعالم إيران كدولة داعمة للإرهاب، عادّاً إياها الدولة الأولى الداعمة للإرهاب". مؤكداً العمل مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، تنفي طهران تسليح جماعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك جماعة الحوثي، وتنحي باللائمة في التوتّر الإقليمي على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بحسب ما أوردته وكالة "رويترز".
استقرار في المنطقة
أما هوك، فاعتبر أن رفع الحظر لن يؤدي إلّا إلى "تشجيع إيران وتقوية شوكتها"، مردفاً "وسيفضي إلى مزيد من عدم الاستقرار ويطلق شرارة سباق تسلّح في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف "هذه ليست نتيجة يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يقبلها. تفويض المجلس واضح ويتلخّص في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
واستطرد بالقول "إن حظر الأسلحة الذي تم قبل 13 سنة لم يوقف نقل الأسلحة لإيران، ولكن كان سلاحاً فعالاً قانونياً ودبلوماسياً ما يمنع قدرة نقل طهران للأسلحة بشكل حرّ إلى حلفائها".
وأشار إلى أن رفع الحظر سيجعل إيران تُحدّث أسلحتها الموجودة، وتحصل على أسلحة جديدة وحساسة قد تصدّرها إلى أذرعها في المنطقة، وزيادة القدرة الفعلية للأسلحة الموجودة لديها كالصواريخ، إضافة إلى تحديث القدرة البحرية وتشكيل تهديد أكبر للنقل البحري والملاحة الدولية.
وأكد هوك أن الولايات المتحدة ستضمن عدم حدوث ذلك حتى تغير إيران طريقتها، وتضمن عدم استهدافها لجيرانها، وإيقاف الهجمات التي تشنها في المنطقة، مشدداً على أنّ فشل هذا الحظر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار وزيادة العنف.
واشنطن والمنامة تطالبان بتمديد الحظر
إلى ذلك، طالبت الولايات المتحدة والبحرين، الإثنين، مجلس الأمن بتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.
وأكد البلدان خلال بيان مشترك في إطار زيارة المبعوث الأميركي الخاص لإيران إلى البحرين أن "الحظر أداة مهمة لمواجهة نشر إيران الأسلحة لوكلائها. ويعزز الاستقرار الإقليمي، ويحمّل إيران مسؤولية أفعالها".
وأكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني خلال مؤتمر صحافي مع هوك، أن بلاده "تقدر الجهود المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة للحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة، والدفاع عن المصالح العالمية فيها، وعلى وجه خاص الجهود التي تقوم بها قوات البحرية الأميركية في حماية طرق التجارة والملاحة الدولية".
وأضاف أن زيارة هوك بحثت تطورات الأوضاع السياسية والأمنية وانعكاسها على أمن واستقرار المنطقة، وتم التأكيد خلال اللقاء على متانة علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين والرغبة المشتركة لتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات.
إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن مايك بومبيو سيتناول مسألة انقضاء أجل حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران في مجلس الأمن اليوم الثلاثاء.
مذكرة اعتقال ترمب
من جانب آخر، أعلن هوك "إن إصدار طهران أمر اعتقال بحق الرئيس الأميركي دونالد ترمب و35 شخصاً آخرين في ما يتعلّق بمقتل القائد العسكري قاسم سليماني مجرد "حيلة دعائية".
واستطرد "نعتقد أن الإنتربول لا يتدخل ولا يصدر مذكرات حمراء تحمل طابعاً سياسياً". وأضاف "هذا أمر لا علاقة له بالأمن القومي أو السلام العالمي أو تعزيز الاستقرار. إنه حيلة دعائية لا أحد يأخذها على محمل الجدّ".
وجاء حديث المبعوث الأميركي الخاص لإيران في الوقت الذي نقلت فيه "وكالة فارس للأنباء" عن مدعي عام طهران علي القاصي مهر قوله يوم الاثنين إن إيران أصدرت أمر اعتقال بحق ترمب و35 آخرين لقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني وطلبت مساعدة الشرطة الدولية (الإنتربول).
وكان سليماني قد قُتل في الثالث من يناير (كانون الثاني) بضربة أميركية استُخدمت فيها طائرة مسيّرة في العراق على خلفية اتهامات واشنطن له بتدبير هجمات لفصائل مسلحة متحالفة مع طهران على قوات للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال القاصي مهر "إن أوامر الاعتقال صدرت باتهامات بالقتل وتنفيذ عمل إرهابي"، موضحاً أن إيران طلبت من الإنتربول إصدار "بطاقة حمراء" لترمب وأفراد آخرين تتّهمهم بالمشاركة في قتل سليماني.
وأضاف "إن المجموعة المنفذة شملت مسؤولين عسكريين ومدنيين"، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده ستمضي قدماً في الأمر بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس الأميركي الحالي.
ورد الإنتربول في وقت لاحق على طلب طهران بأنه لن ينظر في الطلب، مضيفاً في بيان أن المبادئ التوجيهية للإشعارات تمنع "أي تدخل أو أنشطة ذات طابع سياسي". وأكد أن الانتربول "لن ينظر في طلبات من هذا النوع".